وجهت هيئة حركة الشباب الأخضر بمدينة طنجة مراسلة إلى عمدة مدينة طنجة، ووالي الجهة محمد امهيدية، للمطالبة بإنقاذ نافورة الحديقة التاريخية «إنجلترا» بالقرب من إيبيريا بوسط المدينة، بسبب الانهيار الذي بات يحيط بها ويهدد بزوالها في أية لحظة. وقالت الهيئة إن حديقة «إنجلترا» تصنف كفضاء تاريخي مرتبط بذاكرة سكان طنجة كما هو شأن عدد من الحدائق بالمدينة، وكذا تشكيلها فضاء جماليا ومقصدا لسكان منطقة المصلى والمدينة القديمة، وعدد من الأحياء المجاورة.
وأضافت الهيئة أن هذا الانهيار الذي تعرفه النافورة الأثرية غير طبيعي، مشيرة إلى أنه كان ليتسبب في كارثة وأضرار لدى المواطنات والمواطنين، الذين يرتادون هذا الفضاء العام. ووفق الهيئة ذاتها، والمهتمة أساسا بملفات البيئة والمآثر، فإنه يمثل الاستمرار في تطويق النافورة المنهارة إمعانا في التقصير ونهجا تسلكه السلطات المحلية، عوض الاهتمام بالمعالم التاريخية وتثمينها وإعادة الاعتبار لها.
وقالت الحركة إنه «رغم عدم توصلها بأي رد من السلطات المعنية، فقد عادت لتذكير المجلس الجماعي في غضون الشهر الماضي، من أجل إقامة دعامات حديدية مستعجلة حتى يتم إنقاذ ما تبقى من السقيفة، مع مرفق تقني من إعدادها، كما عملت على تنظيف المكان، في انتظار استجابة السلطات».
يشار إلى أنه تعد هذه الحديقة إحدى أبرز الحدائق التاريخية بالمدينة، والتي تمثل مرجعا عمرانيا تاريخيا لعاصمة البوغاز، التي عرفت تنوعا على مستوى المدارس الهندسية خلال القرن الماضي.
وتوجد هذه النافورة بالقرب من حدائق المندوبية، التي كانت موضوع احتجاجات واسعة سابقا، بعد شروع إحدى المقاولات بتعليمات من مجلس جماعة طنجة في وضع سياجات حديدية حولها، مما أدى إلى إعلان موجة استنكار واسعة من قبل مختلف الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية، بعد أن تقرر تحويل هذه المآثر التاريخية والمساحات الخضراء إلى مشاريع مدرة للدخل لصالح جماعة طنجة، حيث كانت الأخيرة تنوي إقامة مشروع مرائب تحت أرضية على حساب الحدائق المذكورة، التي يتردد عليها سكان المدينة القديمة بشكل يومي باعتبارها متنفسا طبيعيا، كما تحتوي على مآثر تاريخية ومعالم أثرية تعكس مكانة طنجة التاريخية والثقافية والحضارية، وتشكل طاقة جذب هامة للسياح.