شوف تشوف

الرئيسيةمجتمعمدنوطنية

مراسلات أمام ولاية طنجة بسبب تشويه مآثر تاريخية

طنجة: محمد أبطاش

وجهت جمعية «تداول للتربية والتراث والبيئة»، مراسلة إلى مصالح ولاية جهة طنجة، تؤكد فيها أن بعض المواقع الأثرية والأيكولوجية التاريخية بمدينة طنجة، تتعرض لعمليات تجريف وتشويه من قبل بعض المقاولين، وسط صمت من طرف الجهات المسؤولة والوصية على حماية وصيانة هذا الموروث المادي واللامادي، ومن ضمنها حسب الجمعية، أسوار المدينة وأنفاقها وسراديبها، والمقبرة التي تعود للعهد البرونزي بمنطقة اكزناية.

وقد توجت هذه الاعتداءات بانطلاق أشغال تدمير الطريق الروماني، (سيدي المصمودي) خلال منتصف هذا الشهر، وهي معلمة تاريخية معبدة بالحجارة، ترجع إلى الحقبة الرومانية، بناها الرومان بتقنية قديمة مميزة. وتحظى مثيلاتها بأوروبا وغيرها بعناية كبيرة، وتعتبرها منظمة «اليونيسكو» تراثا عالميا محميا ومرتبا.

يذكر أن الطريق الروماني بطنجة، الذي خضع لإعادة الإصلاح سنة 1864، بعد بناء منارة كاب سبارتيل، سيظل مهملا كما سيتعرض في بعض منعرجاته لانجراف التربة، رغم الوعود بترميمه وتثمينه، ورغم مطالب بعض الجمعيات برد الاعتبار لهذا التراث العالمي وترتيبه وحمايته. وللعلم حسب الجمعية، فإن لهذا الطريق الروماني أهميته التاريخية والتراثية والطبيعية والبيئية والجمالية على المستويات المحلية والجهوية والدولية باعتباره إرثا حضاريا مشتركا بين بلدان البحر الأبيض المتوسط. إذ إن وجود هذه المسالك التاريخية بطنجة على امتداد الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق يكتسي أهمية استراتيجية بالغة من الواجب المحافظة عليها والعناية بها، بل استثمارها في مشاريع سياحية إيكولوجية مندمجة تعود بالنفع على الساكنة والمدينة والبلاد، خصوصا أن المندوبية السامية للمياه والغابات قد صنفت منطقة الجبل الكبير الذي تعبره شبكة الطرق الرومانية ضمن المناطق ذات الأهمية البيولوجية، اعتبارا لخصوصياتها الجيومورفولوجية والطبيعية والمناخية، ونظرا لمميزاتها المرتبطة بالتربة والتنوع البيولوجي النباتي والحيواني الغني في هذه المنطقة الرطبة الفريدة بموقعها الجغرافي، والتي تعتبر كذلك ضمن الممرات العالمية للطيور المهاجرة.

وأخذا بهذه الاعتبارات وفق المراسلة، فإن جمعية «تداول للتربية والتراث والبيئة» تدين ما يتعرض له الإرث الأركيولوجي والتاريخي العالمي من اعتداءات وتشوهات، وتحمل المؤسسات ذات الاختصاص محليا ووطنيا كامل مسؤولياتها في الحفاظ على هذا التراث التاريخي وصيانته وترميمه وفق المعايير الدولية والعمل على ترتيبه، وحماية البيئة وحقوق الساكنة في المنتزهات الرفيعة التي كانت مصدر متعة واعتزاز لسكان طنجة عبر قرون، والتي وفرتها تلك المسالك الرومانية. وقد علمت الجريدة أن مصالح ولاية جهة طنجة، استفسرت مصالح مقاطعة طنجة المدينة بخصوص ماورد في شكاية الجمعية المشار إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى