علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن عناصر مفوضية شرطة أولاد تايمة بإقليم تارودانت قد أصدروا مذكرة بحث وطنية في حق سارق أظرفة صفقة عمومية من أمام لجنة فتح الأظرفة داخل مقر جماعة أولاد تايمة.
واستنادا إلى المعطيات، أكدت رئيسة مجلس الجماعة خلال الدورة الاستثنائية الأخيرة أن السارق شخص معروف جدا بالمنطقة، ويتردد كثيرا على الإدارات بالمدينة، وأن الضابطة القضائية تبحث عنه بسبب ما أقدم عليه. وأبرزت المتحدثة أن مكتب المجلس قرر متابعة السارق بهذا الجرم الذي ارتكبه. وفي هذا الإطار، فقد وجه مكتب المجلس رسالة إلى وزير الداخلية لإحاطته بمجريات الأحداث التي وقعت يوم فتح الأظرفة الخاصة بكراء السوق اليومي للخضر والفواكه. في المقابل عبّر أعضاء المعارضة عن ضرورة منع الشركة التي يمثلها سارق الأظرفة من المشاركة من جديد في هذه الصفقة، لكون ما أقدم عليه يعتبر إهانة للجماعة وللمنطقة عامة.
إلى ذلك فقد صادق المجلس خلال دورة استثنائية على تمديد كراء السوق اليومي لشهرين إضافيين لفائدة المكتري نفسه الذي انتهت فترة كرائه للسوق يوم 31 دجنبر المنصرم. وقد اضطر المجلس لتمديد صفقة الكراء السابقة لشهريين إضافيين، وذلك في انتظار إعداد صفقة جديدة لكراء السوق بعد إلغاء آخر صفقة نتيجة هذه الأحداث التي أثرت على سير العملية بسلاسة، وبسبب ضيق الحيز الزمني، لكون إعداد صفقة جديدة يتطلب فترة زمنية مدتها على الأقل 40 يوما، كما أن التمديد يظل هو الخيار الوحيد القائم أمام المجلس، للحفاظ على ممتلكات الجماعة ولإبقاء القرار الجبائي ساري المفعول لاستخلاص واجبات الكراء.
وقد تم خلال الدورة الاستثنائية الأخيرة مناقشة فريدتين: تتعلق الأولى بالدراسة والمصادقة على ملحق تمديد العقد المبرم حاليا ما بين الجماعة والمكتري الحالي للسوق لشهرين إضافيين، أما النقطة الثانية فتتعلق بالدراسة والمصادقة على تعديل كناش الشروط والتحملات، وخصوصا تعديل المادة المتعلقة بمدة العقد، حيث إن تمديد كراء السوق شهرين حاليا سيؤثر على الصفقة الجديدة التي ستكون مدتها فقط 10 أشهر، لأن شهرين اقتطعا منها خلال مدة التمديد، وتخفيض السومة الكرائية لمحلات السوق اليومي.
وتأتي إعادة صفقة كراء السوق اليومي للخضر والفواكه بعدما قام شخص محسوب على إحدى الشركات المتنافسة بخطف الأظرفة المالية الخاصة بالصفقة من أمام اللجنة المكلفة بفتح الأظرفة قبل أسابيع من داخل الجماعة.
فبعد البدء في دراسة الملفات الإدارية لهذه الشركات الأربع حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، تبين للجنة أن الملفات الإدارية لهذه الشركات كلها تستجيب للشروط المطلوبة. وقبيل المرور إلى دراسة الملفات المالية والعروض التي قدمتها كل شركة على حدة، ثارت ثائرة أحد الأشخاص المحسوبين على صاحب الشركات الثلاث، حيث لم يستسغ الأمر، بعدما اكتشف أن الصفقة قاب قوسين أو أدنى من أن تكون لصالح الشركة الرابعة القادمة من مراكش (أ. ت)، ليعمد إلى إثارة الفوضى داخل القاعة، قبل أن يقوم من مقامه ويعمد إلى سرقة الأظرفة المالية المتعلقة بهذه الصفقة، ويغادر المكان بسرعة إلى وجهة مجهولة وسط حيرة المشرفين على فتح الأظرفة.
وكشف عدد من أعضاء المجلس الذين أوكلت لهم مهمة الإشراف على فتح أظرفة الصفقة الملغاة، أنهم رفضوا الدخول في مشادات مع سارق الأظرفة لحظة خطفها من أمامهم، وذلك خوفا على حياتهم من أن يكون السارق يحمل معه آلة حادة أو ما شابه ذلك.
أكادير: محمد سليماني