علمت «الأخبار»، من مصادر خاصة، أن تطورات متسارعة حدثت في التحقيق بشأن تخريب زورق للبحرية الملكية على مستوى منطقة بليونش، حيث تم تحرير مذكرات بحث بالجملة في حق العديد من الأسماء التي ذكرها المشتبه فيه أثناء الاستماع إليه واتهمها بالتورط إلى جانبه في أعمال إجرامية للهجرة السرية، فضلا عن استقطاب مهاجرين سريين من مختلف الدول، وذلك بغية إدخالهم سرا لسبتة المحتلة أو إيصالهم بواسطة قوارب مطاطية للجنوب الإسباني.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن ذكر المشتبه فيه للعديد من الأسماء المشتبه في تورطها في أعمال إجرامية، يأتي في ظل صراعات وتصفية حسابات خطيرة بين شبكات الهجرة السرية والاتجار الدولي في المخدرات، حيث طالبت جهات بدخول الفرقة الوطنية للدرك الملكي على الخط قصد التدقيق في كافة الحيثيات وتعقب المعلومات الخاصة بالمطلوبين للعدالة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن بداية الملف المذكور كانت بمحاولة المشتبه فيه الرئيسي المعتقل قيادة فريق لمهاجرين سريين من أصول يمنية من أجل محاولة إدخالهم لسبتة المحتلة، لكن العملية انتهت بالفشل، قبل أن يعمد إلى تخريب زورق للبحرية الملكية، حيث تم تحديد هويته وإلقاء القبض عليه، ليتبين أنه من ذوي السوابق العدلية.
وكانت مصالح الدرك الملكي، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بتطوان، باشرت إجراءات الاستماع والبحث مع مشتبه في تورطه في تخريب زورق تابع للبحرية الملكية بمنطقة بليونش، وتزعم شبكة إجرامية للهجرة السرية تنشط بمنطقة واد المرصى وبليونش، وتعمل على استقطاب العديد من المهاجرين السريين من بلدان مختلفة، قصد إدخالهم لسبتة المحتلة أو إيصالهم إلى سواحل الجنوب الإسباني، بعد الاتفاق على المبالغ المالية المطلوبة، حسب كل عملية والظروف المحيطة بها.
وكانت الضابطة القضائية المكلفة باشرت البحث والتحقيق مع المشتبه فيه، الذي اعترف بتورطه في عمليات للهجرة السرية وإخفائه لسلاح ناري بمنزل صديق له بالفنيدق، حيث تبين، بعد حجز السلاح المذكور، أنه لا يحتاج رخصة ويتم استعماله بواسطة ضغط الهواء فقط في الألعاب وصيد الطيور وماشابه ذلك، ولا يعمل بالرصاص الحي. كما تم إجراء تفتيش بمنطقة بليونش دون العثور على أي ممنوعات أو محجوزات، وذلك في ظل استنفار أمني وتنسيق بين مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني لكشف كافة الحيثيات والظروف المرتبطة بالقضية.
يذكر أن الشبكات الإجرامية، التي تنشط في مجال الهجرة السرية، أصبحت تستقطب أصحاب السوابق العدلية وغيرهم من المطلوبين للعدالة بتهم ثقيلة، قصد تنفيذ عمليات للهجرة بواد المرصى، سيما وارتفاع ثمن الهجرة سرا ووصوله 7 ملايين سنتيم للفرد، كما وصل الثمن، خلال فترة الصيف، لدخول سبتة المحتلة سرا حوالي 5 ملايين سنتيم تؤدى لسائق الدراجة النارية المائية الذي يقوم بالمهمة.
تطوان: حسن الخضراوي
