النعمان اليعلاوي
تتجه الحكومة نحو فرض ضريبة جديدة على إيرادات قنوات “اليوتيوب”، بالتزامن مع تداول أنباء عن أن المديرية العامة للضرائب بدأت مطالبة المؤثرين وصناع المحتوى بدفع 38 في المائة من أموالهم ضريبة على الدخل السنوي لصالح خزينة الدولة. وكشف الوزير المنتدب لدى رئيس الوزراء المكلف بالعلاقات مع البرلمان، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بيتاس، خلال الندوة الصحافية، عقب اجتماع مجلس الحكومة أول أمس الأربعاء، أن الحكومة بدأت التفكير بجدية بشأن التدابير التي يمكن تطبيقها على أولئك الذين يعملون على “يوتيوب”، والبحث عن الصيغ المناسبة للعمر الضريبي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة إن “كل نشاط من أي نوع له دخل يفترض أن يكون مساهمة في خزينة الدولة”، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يقدم بيانات مفصلة في الندوات القادمة عن الفئات المستهدفة وطريقة ذلك، لتنظيم هذه العملية.
وتوجه عدد من هؤلاء النشطاء إلى تأسيس شركات خاصة بصناعة المحتوى والرفع من عدد المشاركات في (قنوات اليوتوب)، حيث باتت مداخيل تلك الشركات والمؤثرين تصل لدى البعض إلى 50 ألف درهم شهريا، وإن كانت الأسعار غير ثابتة لأنها تعتمد على العديد من المعطيات، بما في ذلك عدد المشتركين أو المتابعين، وسعر تكلفة الألف ظهور أو تكلفة النقرة، أصل مستخدمي الإنترنت (وطني أو دولي)، إذ إن طريقة تقدير ربح منتجي المحتوى في “يوتيوب” تتم وفق “سعر كل ألف ظهور”، وتعرف باختصار بـ”CPM” ، ولا يتجاوز السعر 1.63 دولار عن كل ألف ظهور للإعلان على قناة “يوتيوب”، ما يجعل الفرق شاسعاً بين هامش ربح المغاربة والأجانب عبر “غوغل أدسنس”، وفي فرنسا يصل هذا الرقم إلى 4.19 دولار، وألمانيا 4.28 دولار، غير أن رقم معاملات القطاع وطنيا التي تشهد ارتفاعا متزايدا جاوزت حسب التقديرات أكثر من 10 ملايين دولار (10 ملايير سنيتم) سنة 2018، فيما ينتظر أن تتجاوز هذا الرقم بكثير في 2023.
وكان مكتب الصرف قد وضع مستخدمي ونشطاء موقع الفيديوهات (يوتوب) نصب أعين مراقبيه، بعد التزايد الهائل لصانعي المحتوى المصور في مواقع التواصل الاجتماعي التي يوجد على رأسها الموقع العالمي (يوتوب)، وقد لفت هذا الارتفاع المتواصل لعدد “اليوتوبرز” مكتب الصرف، الذي شرع في الاشتغال على إلزام هؤلاء النشطاء بأداء الضريبة على المداخيل التي يجنونها بالعملة الصعبة من هذه المواقع، فبالتزامن مع ارتفاع عدد منتجي المحتوى في الموقع العلمي وظهور موجة جديدة من “اليوتوبرز” من شباب وأطفال ونساء مغاربة اختاروا طريق الربح السريع من خلال إنتاج فيديوهات تستعرض الحياة الخاصة أو تصور لمقالب عائلية، وبعدما بات “يوتيوب” يعج بفيديوهات لشباب وشابات من المغرب، يبرزون مواهبهم في مختلف المجالات، من تقنيات التكنولوجيا الجديدة إلى الكوميديا والطبخ والعلوم، عاد معه اهتمام مكتب الصرف بملايين الدراهم من مداخيل بالعملة الصحة، والتي تجنيها هذه الفئة بعيدا عن رقابة الضرائب.