محمد وائل حربول
استنكرت مجموعة من الفعاليات المهتمة بالمجال البيئي بمراكش، في اتصال مع «الأخبار»، نهاية الأسبوع الماضي، الوضعية الكارثية التي باتت تعيش عليها مجموعة من واحات النخيل بالمدينة، حيث أصبحت هذه الواحات مكانا خاصا لرمي مخلفات البناء والأتربة، ومكانا خاصا للمتشردين والمجرمين، ما بات يهدد الحياة فيها، في ظل الشح الكبير الذي عانت منه خلال العقد الأخير، فضلا عن الحرائق التي عرفتها هذه الأخيرة، خلال السنتين الأخيرتين.
واستنادا الى ما توصلت به الجريدة في هذا السياق، فإن مئات أشجار النخيل اختفت بالمنطقة، وسط الكميات الهائلة للأتربة ومخلفات البناء التي تم نقلها إلى منطقة النخيل بالمدينة الحمراء، وذلك بعدما تم منع رمي هذه المخلفات بالأماكن السابقة والتي من ضمنها جنبات الطريق الرابطة بين المحاميد وجماعة تسلطانت، الشيء الذي جعل المدافعين عن الواحة يستنكرون هذا الفعل، ويطالبون بتدخل المجلس الجماعي لمراكش وولاية الجهة، لمنع وقوع كارثة بيئية أخرى بعاصمة النخيل.
ومن ضمن النقاط التي استنكرتها الفعاليات المذكورة في شكاياتها، أن المنطقة في الأصل تعاني بشدة من ضعف التساقطات المطرية والجفاف، حيث أوضحت أن «مخلفات الأتربة والبناء التي يتم رميها بالمنطقة زادت الطين بلة، حيث أصبحت الفرشة المائية بالمنطقة مهددة بالكامل، ما سيزيد من إتلاف آلاف أشجار النخيل ومئات الهكتارات، معتبرة أن الأمر يبدو مقصودا، من أجل القضاء على الواحة واستبدالها بمشاريع استثمارية ما»، الأمر الذي يؤكد مقولة «تزايد زحف الإسمنت والبناء بمراكش، على حساب المناطق الخضراء».
وذكرت مصادر «الأخبار» أن عددا من المهتمين بالمنطقة سبق وأن راسلوا الجهات المختصة من أجل التدخل، كما أرسل بعض أصحاب الأراضي بالمنطقة شكايات متتالية، منذ سنوات خلت، إلى ولاية الجهة والمجلس الجماعي للمدينة، بشأن مشكل الترامي على الواحات من قبل بعض سماسرة نقل مخلفات البناء والأتربة، ما جعل المكان يتحول خلال أشهر قليلة إلى أكبر مطرح خاص بهذا النوع من المخلفات على صعيد مراكش. كما أكدت المصادر ذاتها أن هذه الشكايات والتظلمات كان مصيرها كمصير الواحات، وهو «الإهمال»، حيث ازداد المكان سوءا وأصبحت مئات أشجار النخيل في خبر كان، دون تحرك للسلطات المختصة أو المجلس الجماعي للمدينة، لوضع حد نهائي لهذه الكارثة البيئية.
واستنادا إلى المعلومات نفسها، فإن الحالة التي وصلت إليها الواحة المذكورة بمراكش تعود إلى غياب الأنشطة الفلاحية منذ سنوات بالمنطقة، ما شجع عددا من سماسرة نقل المخلفات على استعمال المنطقة بشكل متواصل دون رقيب أو حسيب، كما أن كلا من الجفاف والحرائق اللذين ضربا المكان كانا من ضمن الأسباب الكبيرة في ظهور هذه الآفة، على اعتبار أن أشجار النخيل لم تعد بالكثافة التي كانت عليها، في حين أصبح زحف البنايات بالقرب من المنطقة التي تقع خلف مجموعة من المشاريع الاستثمارية مباشرة، سببا في ما آلت إليه الأوضاع أخيرا.