شوف تشوف

الرئيسيةدين و فكر

مخطط صعود وهبوط الأمم

المقابلة السياسية الخطيرة بين هرقل وأبو سفيان

بقلم: خالص جلبي

(13) حديث الفتن ومخطط صعود وسقوط الأمم

جاء في حديث حذيفة الموجود في الجزء الثاني من «التجريد الصريح لأحاديث البخاري» في الصفحة 56 حديث رائع، في وصف أغرب من الخيال عن تعاقب الخير والشر؟ وهو حديث ذهبي في قمة الصحة، وهذا الحديث هو واحد من مائة حديث ويزيد كما نرى، أحاول جمعها وشرحها وطبعها في كتاب مستقل بعنوان (الأحاديث الحيوية)، وسوف أحاول في كل مرة أن آتي بحديث جميل في موضوع لطيف، نبتعد فيه عن اللاهوت وننزل إلى الناسوت، في نوع من المطابقة بين الحديث وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ وعلم البيولوجيا والصحة والطب.

جاء في حديث حذيفة الموجود في الجزء الثاني من «التجريد الصريح لأحاديث البخاري»، في الصفحة 56، حديث رائع، في وصف أغرب من الخيال عن تعاقب الخير والشر. وهو حديث ذهبي في قمة الصحة، وهذا الحديث هو واحد من مائة حديث، سوف نعرضها على القارئ للتأمل وأخذ الحكمة منها، نبتعد فيه عن اللاهوت وننزل إلى الناسوت في نوع من المطابقة بين الحديث وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ وعلم البيولوجيا والصحة والطب. وفي هذه الأيام ونحن نسمع بحزن فتنا شتى في أكثر من قطر، يجعلنا نقف مع هذا الحديث العجيب متأملين مسبحين، داعين الله أن لا نكون ممن يفتنون؛ فقد جاء في حديث حذيفة أن الناس كانوا يسألون رسول الله (ص) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.

فقلت: يا رسول الله لقد كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم.

قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن.

قلت: يا رسول الله وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر،

قلت: فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليه قذفوه فيها؟

قلت: يا رسول الله فصفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا.

قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم.

قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.

أهمية ما جاء في هذا الحديث ثلاثة أمور حيوية؛ الأول منها هي تبدل الأحوال مع الوقت، واعتراف غير مباشر بأن ثمة تبدلات سوف تحدث مع الوقت، أي التاريخية في الأمور، والأمر الثاني أن الخطة ليست في انحدار دائم، بل ثمة تناوب وتردد مثل مخططات القلب الكهربي صعود وهبوط، وهذا يجعلنا أن لا تسيطر علينا فكرة انهيار التاريخ، ثم هناك فكرة أخرى أن الظلام إذا احلولك واضطربت الأمور، أن لا يقدم صاحب الفكرة شيئا يبيع به مثله الأعلى في الحياة، بل أن يعتزل كل الاتجاهات الضلالية، حين يضطرب حبل الأمن والفكر في المجتمع، وبالطبع هناك حديث جميل يقول، حتى لو خيل إليك أن العالم انتهى فقد لا يكون قد انتهى، وبيدك شتلة وزرعة، فازرع فلعل أياما جميلة وطقسا خلابا في طريقه إلى الظهور. 

 

(14( اللقاء السياسي المثير بين هرقل وأبو سفيان

حديث البخاري عن الأسئلة التي وجهها هرقل لمجموعة أبي سفيان، وبتأمل المناقشة نرى هرقل سياسيا حصيفا يطرح عشرة أسئلة، كان أبو سفيان يتمنى – كما ورد في الحديث ـ أن يغير فيها فيكذب، لولا قومه الذين أمر هرقل بوضعهم في ظهره، وقال: إن كذب فكذبوه! جاء في الأسئلة هل كان في نسبه ملوكا؟ من يتبعه؟ هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد إيمان؟ هل عهدتم عليه كذبا؟ هل يغدر؟ وهو كما نرى حديث في السياسة.

وفي مراجعة صحيح البخاري نكتشف كنوزا من التراث، وأنا شخصيا اعتمدت كتابا قويا في الأحاديث حتى أسكبها في مشروعي المسمى «الأحاديث الحيوية»، لربطها بالعصر ودلالتها الحيوية، وحاولت في مساجد درست فيها أو خطبت فيها، أن أورد جملة من الأحاديث الحيوية، بعضها قد يكون ضعيفا، ولكنني وضعتُ فلسفة في فهم الحديث خلاصتها قوته الموضوعية أهم من السند، فقد يكون ثمة حديث قوي السند، ولكن فيه من الخلل ما يجب التريث في أخذه، من نموذج يقطع الصلاة ثلاث، المرأة والحمار والكلب الأسود! وهو حديث صحيح من ناحية السند، ولكنه يعرج من ناحية الفهم! وزيادة في التمييز والعنصرية يسأله الصحابي: ولماذا كان الكلب الأسود؟ ليأتيه الجواب: إنه شيطان، وهكذا أصبح مكان المرأة بين الحمير والكلاب والشياطين.

ومن خلال تعمقي واطلاعي عثرت في باب التهجد في نفس صحيح البخاري على حديث عائشة رضي الله عنها، حين تخاطب أبو هريرة بقولها: ويلك وضعتنا بين الحمير والكلاب؛ وهكذا فعلينا وضع منهج لتقبل الأحاديث، أهمه عدم تعارضها مع القرآن، كما في حديث قتل المرتد من بدل دينه فاقتلوه، وقد وضعت أنا شخصيا مقالة تتصور أن فريقا ذهب إلى اليابان من أجل نشر الإسلام والنتيجة المؤسفة (الخايبة) التي خرجوا بها، حين عجزوا عن وضع حرية الرأي الموجودة في القرآن مقابل أحاديث مشبوهة من هذا النوع؛ لذلك رأيت أن قوة الحديث تأتي من قوته الموضوعية أكثر من السند، وبالمناسبة فإن علماءنا قديما انتبهوا إلى هذا، فقالوا إن الحديث يجب أن يبنى على قاعدتين من الرواية والدراية، وهو ما أشرت إليه بكلماتي الجديدة.

بكل أسف علم الحديث رواية تضخم، ولكن علم الدراية لم ينم، بل لم يظهر. مما دعا مثل ابن خلدون القديم أن يشير إلى قاعدة سداسية في تقبل الآراء، ويمكن مراجعة مقدمة ابن خلدون في هذا الصدد. حين أشار إلى تورط كثير من أئمة النقل والتفسير في عدم الانتباه إلى هذه القواعد الذهبية؛ ذلك أن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولا قيس الغائب بالشاهد والذاهب بالحاضر، فلا يأمن فيها الإنسان من العثور ومزلة القدم والحيد عن جادة الصدق. وفي الحديث الذي بين أيدينا عن مقابلة خطيرة تمت بين أبي سفيان وهرقل، نلاحظ الجدل السياسي بين رجلين من الزعامات وأسئلة في غاية الدقة أضعها بين يدي القارئ، ولعلي أن أضع لها حلقة في قناتي «رحلتي في عالم الطب والفكر». المهم ليقرأها القارئ الآن على هذه النية، وفي حديث آخر عن قتل المرتد سوف أورد مقالتي حول المؤتمر الذي حدث في اليابان (وهو تخيلي)، لحل إشكالية خطيرة حول حرية الرأي خروجا ودخولا، وهو استعصاء احتارت فيه الحكومات، بل حتى القمم الإسلامية، كما حصل مع من قتل فرج فودة في مصر على يد خوارج جدد؛ فكان تعليق الغزالي المشهور المصري على الواقعة وعمل الشباب الطائش إنه افتئات على حق الدولة، وكأننا نفهم منه أن من حق الدولة أن تقتله، لأنه ارتد. وهو خطأ كبير منه على شهرة الرجل الواسعة، وهذا ليس عيبا فيه، بل فينا إن لم نخطئه. الآن إلى الحديث ثم مقالتي عن قتل المرتد. طرح هرقل عشرة أسئلة على أبي سفيان، ثم قام بتحليلها، ويمكن مراجعة كامل الحديث في كتاب الشنقيطي «زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم»، وهو كتاب جدير بالاقتناء وضع مرقما ومشروحا بشكل مبسط. والآن إليكم الحديث:

عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أن أبا سفيان بْنَ حَرْبٍ، أَخْبَرَهُ: (أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ – وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّاْمِ – فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَادَّ فِيهَا أَبَا سفيان وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثُمَّ دَعَاهُمْ، وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فَقَالَ أبو سفيان: فَقُلْتُ أنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا‏. فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنِّي، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ، فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ‏. ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ‏. فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَليَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ).

يقول أبو سفيان: ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَألَنِي عَنْهُ أن

(1) قَالَ: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ‏.

(2) قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لاَ‏.

(3) قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قُلْتُ: لاَ‏.

(4) قَالَ: فَأشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ‏.

قَالَ: أيَزِيدُونَ أمْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ‏.

(5) قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قُلْتُ: لاَ‏.

(6) قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لاَ‏.

(7) قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قُلْتُ: لاَ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا. قَالَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ‏.

(8) قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

(9) قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟ قُلْتُ: الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ‏.

(10) قَالَ: مَاذَا يأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ‏.

هذا الحديث، ويأتي بعد ذلك تفكيك هرقل لكل سؤال وجوابه.

فَقَالَ (هرقل) لِلتَّرْجُمَانِ: قُلْ لَهُ: سَألْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ؟ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ: لاَ، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ: لاَ، قُلْتُ: فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ: لاَ، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ، وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ، أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَذَكَرْتَ: أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ، وَسَاَلْتُكَ: أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَذَكَرْتَ: أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ: لاَ، وَكَذَلِكَ الإيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ: لاَ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ، وَسَاَلْتُكَ: بِمَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَذَكَرْتَ: أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ‏. فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ اَنَّهُ خَارِجٌ، لَمْ أكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ.

 

(15) حديث الفسيلة

إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها. (صحيح).

هل يعقل أن يقوم الإنسان بغرس فسيلة، أي نبتة ضعيفة، كي تصبح شجرة قوية تحتاج إلى سنوات من الكدح والعناية والسقي، ومدها بالأسمدة وحمايتها من الحشرات والأمراض؟ هل يقوم بهذا عاقل؟ الجواب، إن الحديث يقلب المفاهيم ويقول هذا الأمر الذي لا يقدم عليه عاقل هو من وظيفة الإنسان المسلم، فإذا قامت الساعة وانتهى الزمان وحشر الناس، فهم يوزعون، وبيد المسلم فسيلة ضعيفة فليغرسها! السؤال كيف نفهم هذا اللامعقول وإدخاله إلى المعقول؟ الجواب أن أجراس قيام الساعة قد لا تكون حقيقة، بل خيالا. نرى ذلك في بعض الآيات، مثل فيم أنت من ذكراها؟ إذن مسؤولية قيام الساعة ليست بيدنا ولا عندنا، ولكن ما بيدنا هذه الفسيلة فلنغرسها. هي توجيه الانتباه إلى وظيفة الإنسان في الأرض أن يزرع، والباقي سيأتي مع الزمن. نحن هنا أمام مبدأ الفعالية وليس الاستسلام أو الخوف أو الرضوخ أو الانتظار.

 

نافذة:

وضعتُ فلسفة في فهم الحديث خلاصتها قوته الموضوعية أهم من السند فقد يكون ثمة حديث قوي السند ولكن فيه من الخلل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى