مخترعون يبتكرون أجهزة إلكترونية لمحاربة اللصوص وصعقهم
كوثر كمار
يكرس بعض المخترعين جل وقتهم من أجل البحث عن حلول ناجعة لردع اللصوص وتأمين ممتلكات الغير، فهناك من ابتكر هواتف تصعق عند سرقتها، فيما اخترع آخرون أجهزة إنذارية تكشف عن هوية مرتكبي جرائم السطو، كما ظهرت تطبيقات جديدة تحدد موقع المسروقات وتلتقط صورة للسارق. إذن كيف تستخدم هذه الأجهزة؟ وما مدى فعاليتها؟ وكيف تم ابتكارها؟ أسئلة وأخرى سنجيب عنها في المقال التالي.
يتربص اللصوص بالتلاميذ بمحيط المؤسسات التعليمية لسرقة هواتفهم النقالة، وهو الأمر الذي حير حمزة أمام فقرر ابتكار جهاز للحماية من السرقة. يقول حمزة إنه مباشرة بعد تعرض زميله في الثانوية للسرقة، شرع في اختراع هاتف ذكي يعمل على صعق اللصوص عن بعد، بالإضافة إلى تحديد موقع وجودهم، مضيفا أنه يتمنى الاستثمار في هذا المشروع وأن يروج في مختلف الأسواق بالمغرب بهدف محاربة جرائم السرقة.
وقد حظي الهاتف الصاعق بإعجاب العديد من المتتبعين فتم تداول الاختراع على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، حيث طالب المتتبعون بترويجه لردع اللصوص.
الهاتف الصاعق
بعد الضجة التي أثيرت حول الهاتف الصاعق تلقى حمزة أمام عرضا مغريا من شركة إسبانية مختصة في مجال الحماية الأمنية، وكشف خلال حديثه مع «الأخبار» أنه لم يتمكن من إبرام العقد بسبب رفض والده الذي منعه من السفر خارج أرض الوطن حتى يتمم دراسته، خاصة أنه مازال يدرس بمستوى الباكلوريا و هو مقبل على اجتياز الامتحان الوطني لنيل الشهادة، مردفا أنه لم يتلق أي عروض داخل المغرب بالرغم من أهمية الاختراع الذي ابتكره باستثناء المدرسة العليا للمهندسين التي ساعدته في الحصول على براءة الاختراع.
ويكشف حمزة أن الهدف من الهاتف الصاعق بالأساس هو توفير الحماية للأشخاص الذين يتعرضون لسرقة هواتفهم النقالة، حيث يعمل البرنامج عن طريق جهاز التحكم عن بعد ويتم تزويد الهاتف بمواد قابلة لنقل الكهرباء دون المساس بجودة الهاتف المحمول، مما ينتج عنه التخلص من الهاتف بفعل قوة الصعقة ويمكن بواسطة الجهاز أيضا تتبع ورصد الهاتف المسروق بواسطة «جي بي اس»، موضحا أن الهاتف يصدر صوت إنذار يصعب كتمه من قبل اللص.
السترة الصفراء
بسبب حادثة سرقة تمكن مخترعان من ابتكار غطاء هاتف صاعق، وتعود تفاصيل الواقعة عندما تمكن أحد اللصوص المسلحين من اقتحام منزل المخترعين وسرقه كافة الأجهزة الإلكترونية الخاصة بهما وبأصدقائهما من بينهم ضابط سابق في الشرطة العسكرية لذلك فكر «فرووم» البالغ من العمر 23 عاما في ابتكار شيء لجهاز إلكتروني نقال دائم الاستخدام يستطيع المستخدم من خلاله الدفاع عن نفسه سريعا عند تعرضه لهذا النوع من الحوادث.
وتمكن المخترعان «سيث فرووم»، و»سين سيمون» من ابتكار غطاء فريد من نوعه صمم خصيصا لهاتف «آبل» الذكي، ليس لحماية «آي فون» ومنحه طاقة إضافية فحسب، بل ولحماية صاحبه أيضا من عمليات السرقة أو السطو أثناء التنقل من مكان لآخر.
ويعتبر هذا الصاعق الكهربائي الذي أُطلق عليه اسم «السترة الصفراء» أول غطاء صمم لهذا الغرض في قطاع الهواتف الذكية، وذلك وفقا لمطوري المنتج.
ويتيح الغطاء لمالك الهاتف استخدامه كمسدس كهربائي صاعق يدافع به الشخص عن نفسه جراء تعرضه لجريمة عنف أثناء سيره في الطريق أو حتى داخل مكان ما، أي أنه مصمم لاستخدامه في حالات الطوارئ كوسيلة للدفاع عن النفس.
وتصل قوة الصاعق الكهربائي إلى 650 كيلو فولت أثناء ملامسة أي شخص وعند استخدام مالك الهاتف الغطاء كصاعق كهربائي يعيق حركة المهاجم، ويسبب له الألم كي يتمكن مالك الهاتف من الهروب أو الاتصال برجال الأمن.
ومن مواصفات هذا الغطاء أيضا أنه مدمج ببطارية خارجية تطيل عمر بطارية هاتف «آي فون» إلى 20 ساعة إضافية، لكن يؤخذ عليه وزنه الثقيل نوعا ما حيث يبلغ وزنه 130 غراما، ويتم إعادة شحن بطارية الصاعق من خلال شاحن هاتف «آي فون» نفسه.
ويخطط المخترعان لطرح هذا الغطاء، الذي صُمم خصيصاً حتى الآن للإصدارين «آي فون 4»، و»آي فون 4 إس» فقط، بسعر 125 دولارا أمريكيا عند طرحه بالأسواق، بينما بإمكان المستخدم حجزه وشراؤه مسبقا لدى إحدى المواقع الإلكترونية بسعر 100 دولار.
تطبيقات لالتقاط صور اللصوص
ظهرت في الآونة الأخيرة تطبيقات حديثة تمكن من التقاط صورة لسارق الهاتف الذكي على غفلة منه ويرسلها إلى مالكه الأصلي. فإحدى الشركات بسان فرانسيسكو، ابتكرت تطبيقا يمكن من التقاط صور سلفي لسارق الهاتف بمجرد أن يدخل كلمة مرور خاطئة، أو يغلق الهاتف، أو يفصل عنه الشبكة، أو يقوم بإخراج الشريحة. وأكدت «ديلي ميل» البريطانية أن التطبيق يطلق عليه اسم Theftie، وهو الاسم المقتبس من اسم Selfie، وهو يقوم بالتقاط صور لسارق الهاتف الذكي ثم يقوم بإرسالها على الحساب الشخصي لمالك الهاتف الأصلي على التطبيق، مرفقة بخريطة لموقع الهاتف الحالي.
وبذلك يصبح من السهل إبلاغ الشرطة بصورة ومحل السارق، وسوف تقوم بدورها في القبض عليه واسترجاع الهاتف، خاصة إن كان ثميناً.
وتبلغ تكلفة النسخة الأصلية من التطبيق 3 دولارات أميركية شهرياً، والتي تحتوي على إمكانية استرجاع البيانات، ومضاد للفيروسات، وإمكانية إيجاد الهواتف المفقودة، فيما يعمل تطبيق آخر على إقفال الجهاز في حال سرقته وتحديد مكانه بالإضافة إلى التقاط صورة من الجهاز ليتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني، فضلا عن إمكانية سحب البيانات من الجهاز إلى الحاسب وتخزينها على «غوغل درايف»، ويحتاج إلى تثبيت التطبيق وإنشاء حساب مجاني وضبط الإعدادات ليتمكن في ما بعد من الوصول إلى الجهاز في حال فقدانه.
ووفرت شركة «غوغل» في السابق تطبيقاً خاصًا لحماية الأجهزة من السرقة، ففي حال فقدان الجهاز يُمكن الدخول إلى الأداة من خلال الحاسب وقفل الجهاز بكلمة مرور وحذف البيانات مع إمكانية تحديد مكان الجهاز على الخارطة، إلا أنها لم توفر إمكانية التقاط الصور كما في التطبيق المذكور.
جهاز إنذار فريد
توصل عدد من المخترعين، بالإضافة إلى التطبيقات والأجهزة الخاصة بكشف سارقي الهواتف النقالة، إلى أجهزة إنذارية لحماية المنازل والشركات من السطو، ومن بينهم محمد أمصلوح وهو مخترع مغربي يتحدر من مدينة الداخلة، ابتكر جهاز مراقبة شامل، ويشرح خلال حديثه مع «الأخبار» أن الجهاز يبعث برسالة فورية إلى رجال الشرطة، يبلغهم أن المحل المعين يتعرض في الوقت الحالي للسرقة، أو عندما يشعر الجهاز ببداية الحريق، أو تسرب الغاز، أو الماء إلى منزل معين، فإنه يقوم بإرسال رسالة فورية تحمل عنوان المنزل إلى رجال الوقاية المدنية، لكي يتدخلوا على الفور قبل تفاقم الوضع، مضيفا أن للجهاز عينين يراقب بهما، لهذا يستحيل أن يقوم السارق بإيقاف عمله قصد السطو على المحل، وكذلك إذا تعرض الجهاز للتكسير من قبل السارق، فإنه يرسل رسالة إلى الشرطة بمجرد اقتراب السارق منه. وبذلك فإنه يتفوق على باقي أجهزة الأمن، والتي إذا تعرضت للتكسير تتوقف عن عملها تماما.
بالرغم من ابتكار أمصلوح للعديد من الاختراعات، إلا أنه يعاني من التهميش. يقول محمد: «بمجرد أن أخبر العديد من الأشخاص أنني مخترع يستهزئون مني، فرغم أن المخترع يسدي خدمة كبيرة وجليلة للبلاد، إلا أنه يعاني في صمت بسبب غياب الدعم». وكشف المخترع المغربي أنه لم يتلق أي عرض من أجل تسويق منتوجاته، إذ تعرض لسرقة أربعة اختراعات له وتم تسويقها على الصعيد العالمي، مردفا أنه عندما شارك في أحد المعارض قامت إحدى الشركات الأجنبية بسرقة اختراعه، لأنه لم يحصل على براءة الاختراع الدولية، وذلك بسبب التكاليف الباهظة، إذ يجب أن يدفع المخترع 30 ألف درهم من أجل تسجيل اختراعه في فرنسا، أما في المغرب فيؤدي حوالي 1000 درهم، مردفا أن العديد من المخترعين ليست لديهم الإمكانيات من أجل الانتقال إلى مدينة الدار البيضاء لتسجيل الاختراع، وطالب الجهات المعنية بدعم المخترعين بغية المساهمة في تطوير قدرات المغرب.
هذه هي التطبيقات التي تساعد على تحديد أماكن السيارات المسروقة
بفضل التطبيقات المتطورة أصبح بإمكان أصحاب السيارات العثور عليها أثناء سرقتها، إذ كشف محمد الأمين السالمي مهندس معلوميات لـ «الأخبار» عن مجموعة من التطبيقات التي تساعد على تحديد موقع السيارات، ومن بينها تطبيق Find my car. وأوضح محمد أنه يعتمد بالأساس على «جي بي إس» للعثور على المكان الذي ركنت فيه السيارة مع تثبيت ذلك على خريطة الهاتف. وبالإمكان التقاط صور فوتوغرافية باستخدام كاميرا الهاتف، مضيفا أن مطوري هذا التطبيق قد كشفوا أخيرا، عن تطبيق جديد يدعى «فايند ماي كار سمارتر» مخصص لهواتف «آي فون 4 إس»، و»آي فون 5»، الذي يتزامن مع نظام «بلوتوث» في السيارة، وبالتالي يقوم أوتوماتيكيا بتخزين موقع السيارة عند ركنها، ويبلغ سعر هذا التطبيق في النظم الأخرى 1.99 دولار.
وأشار مهندس المعلوميات إلى وجود تطبيق آخر وهو Hey Dude, Where›s My Car وهو مجاني على نظام «أي أوه إس»، بينما يصل سعر «سالي بارك» إلى 2.99 دولار فالبرغم من أنه مكلف إلا أنه أكثر فعالية من باقي التطبيقات فبمجرد فتح التطبيق، ولمس زر الركن Park يقوم تلقائيا بتحديد المكان ووضعه على الجهاز. وهو يقدم أيضا خيار التقاط الصور وتدوين الملاحظات حول مكان السيارة. وهو مثل «فايند ماي كار»، و«آي كار»، و«هونك» يضم مؤقتا عداد الموقف الذي يذكرك ببقاء خمس دقائق فقط على نفاد فترة الركون.
وذكر محمد الأمين أن هناك تطبيق آخر يدعى My StuffFinder مجاني على «أو إس» وهو تطبيق للعثور على كل ما يفقده السائق أو ينساه، كالسيارة والمفاتيح، بالإضافة إلى النظارات الشمسية والحقيبة.
وهو يعد بجعل السائق يقترب من هذه المسروقات بنحو نحو 16 قدما منها، ويرى المتحدث نفسه، أن جميع التطبيقات تستخدم خرائط الهاتف وتقنية «جي بي إس»، فهي جميعا على قدر متساو من الدقة في تحديد الأمكنة، مما يعني أن المفضل هنا التطبيقات ذات واجهات التفاعل الأفضل حدسية، التي تشمل الصور وقدرات تدوين الملاحظات، مع منبه لعداد الوقوف مثل تطبيقات «هونك» و«سالي بارك».