محمد أبطاش
عبرت مصادر من سكان جماعة اكزناية بطنجة عن تخوفها من تكرار فاجعة جديدة على مستوى المدينة، بعد أن شهدت المنطقة الصناعية لاكزناية، عشية أول أمس الثلاثاء، بالتزامن مع التساقطات المطرية، تسربا مائيا قويا اتجه نحو عدد من المعامل والمصانع المحلية.
ولجأ نشطاء محليون إلى بث أشرطة فيديو، على الشبكات الاجتماعية، يكشفون جانبا من ضعف البنيات التحتية على مستوى هذه الجماعة، خصوصا المنطقة المشار إليها والتي تضم المئات من الشركات الاستثمارية سواء الوطنية أو الدولية، مستغربين غياب تغطية قوية بالتزامن مع التساقطات المطرية، واستعداد قبلي لتفادي أي سيناريوهات غير متوقعة، مع العلم أن هذه الجماعة تعرف أشغالا على جميع الأصعدة، في إطار إعادة تأهيل الطرقات والمدخل الرئيسي لمدينة طنجة، إذ إن أية نتائج عكسية من التساقطات المطرية قد تربك الجماعة بأكملها.
وعلى صعيد آخر، حولت هذه التساقطات المطرية طرقات الجماعة، من جديد، إلى برك عائمة، حيث غمرت مياه الأمطار هذه الطرقات، ما عقد المرور بين أزقتها، خصوصا وأن بنياتها التحتية تعاني بشكل دوري مع كل التساقطات المطرية، فضلا عن وجود أشغال لتأهيل هذه الطرقات، مما زاد الطين بلة.
ويعيش غالبية السكان على أعصابهم أثناء التساقطات المطرية، بفعل ضعف البنيات التحتية وهشاشتها، مؤكدين أن هذا الأمر استفحل كثيرا وأضحى مسألة موسمية تتكرر مع كل فصل شتاء، ما يفرض على الجميع التعاون حتى مرور هذه التساقطات، كما يتضرر كذلك السوق الأسبوعي من جهة أخرى.
للإشارة فإن تأهيل هذه الجماعة كلف الدولة ميزانية قدرها 650 مليون درهم، بغرض إخراجها من التهميش الذي تعيش على وقعه لما يقارب 20 سنة، إذ تم، في إطار البرنامج المندمج لتأهيل وتنمية منطقة اكزناية (2021-2022)، رصد المبلغ المذكور من طرف عدة متدخلين، ويتعلق الأمر بكل من وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة التي ساهمت بمبلغ (50 مليون درهم) ، وقطاع الشباب والرياضة (30 مليون درهم) ، وقطاع الثقافة (15 مليون درهم) ثم مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة بمبلغ قدره (52.4 مليون درهم ). كما تشارك في تنفيذ مشاريع البرنامج كل من وكالة تنمية وإنعاش الشمال (5 ملايين درهم) ، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (47.4 مليون درهم)، ومجلس جماعة اكزناية (360 مليون درهم)، والسلطات المفوضة لتدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل بـ (90.2 مليون درهم).