كشفت مصادر مطلعة أن عمليات طمر واسعة وعشوائية لأودية بضواحي طنجة من طرف بعض الخواص، أثارت مخاوف في صفوف السكان المحليين القاطنين بمنطقة الهرارش والشجيرات، من حدوث فيضانات بالمنطقة، بالتزامن مع نشرة إنذارية حول أمطار قوية متوقعة، انطلاقا من الأسبوع الجاري بعاصمة البوغاز.
وأكدت المصادر أن مخاوف السكان تزداد، بسبب فرضيات من إمكانية كون عمليات الطمر ستتسبب في توجه مياه الأمطار صوب منازل القاطنين، بفعل وجود أودية تم طمرها بشكل نهائي من طرف خواص ومجهولين، وسط مخاوف سابقة من وجود لوبيات عقارية تنشط محليا. وذلك عن طريق قيامها بإفراغ مخلفات البناء بشكل عشوائي داخل أودية تمتد وسط هكتارات من الأراضي الجماعية، وسط مخاوف من وجود لوبيات تعمل في الأصل تمهيدا لتقسيمها عشوائيا وتجزيئها وبيعها، خصوصا وأن الأمر تكرر مرارا بالمنطقة، حيث تتعرض أراضي الجموع لهذه العمليات، وسبق أن وصلت بعض الملفات ذات صلة إلى القضاء محليا، وذلك عن طريق اللجوء إلى مطالب تحفيظ مشكوك فيها، ليتم إعادة بيع هذه الأراضي الجماعية بأثمنة خيالية تدر على أصحابها الملايير.
وتؤكد بعض المصادر أنه بات من اللازم تحويل الأراضي السلالية لتصب في مصلحة السكان المحليين، والذين أصبحوا أحوج إلى الأراضي السلالية التي يمكن توظيفها لفائدة المصلحة العامة، ناهيك عن حاجة المنطقة إلى مشاريع ذات صلة بالتنمية.
وشددت المصادر نفسها على أنه إذا كان السكان الأصليون بالمنطقة يعانون من الحصار والحرمان من حقوقهم، فهناك فئات انتعشت، بعدما أصبحت تتوفر على رصيد عقاري كبير مشكل من أراضي الجموع، والتي أصبحت توظف في البناء وإحداث التجزئات السرية.
للإشارة فقد سبق لمصالح ولاية جهة طنجة أن قامت برفض التأشير على مشاريع عقارية بمدخل مدينة طنجة، حفاظا على واجهتها، ناهيك عن حقوق السكان. ولم تخف المصادر أن التطورات التي تعرفها جماعة اكزناية من شأنها أن تصل إلى المناطق المذكورة آنفا في ما يخص قضايا العقار، وتغول مافيا العقار، حيث تعكف هذه المصالح على تحديد جميع الاختلالات المرتبطة بالعقارات المحلية، والتي تعتبر إرثا ثقيلا يعود إلى عقود خلت.
طنجة: محمد أبطاش