مخاوف من إتلاف مشروع تشجير قيمته 900 مليون بطنجة
طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر متطابقة بأن تخوفات تسود وسط عدة مصالح بطنجة، إثر تخصيص برنامج إعادة التشجير الذي سيغطي مساحة حوالي 265 هكتارا بغابة “كاب سبارطيل” بنحو 267 ألف شجرة، وبغلاف مالي قدره 900 مليون سنتيم.
وحسب المصادر نفسها، فإن المخاوف شملت بالدرجة الأولى إمكانية إتلاف هذا المشروع من قبل لوبيات العقارات، وكذا ما بات يعرف بمافيا الحرائق، التي تستغل كل فصل صيف لإشعال الحرائق بالغابات المجاورة لعاصمة البوغاز، والتي وصلتها البنايات الإسمنتية في ظروف غامضة، علما أن هذا المشروع، الذي أعطيت انطلاقته الأسبوع الماضي، سيشمل المساحات الغابوية التي التهمتها الحرائق في السنة الماضية، وتمت هذه العملية بحضور والي الجهة وممثلي المندوبية السامية على صعيد الولاية، في الوقت الذي عابت بعض المصادر اقتصار تلك الزيارة على المواقع المتأثرة بالحريق دون أن يكلف الوفد نفسه ارتياد غابتي مديونة والرهراه للوقوف على هول الكوارث البيئية التي تتعرض لها على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة.
وعبرت مصادر في حماية البيئة عن امتعاضها من هذا الوضع، متسائلة هل يعقل أن يتم التفكير في تعويض الأشجار التي ذهبت ضحية الحريق، ولا يتم التفكير في الأشجار التي لا زالت مثمرة، والتي تبلغ من العمر حوالي مائة سنة؟ كما أكدت المصادر نفسها أن الزحف العمراني بدأ يتجه إلى هذه المنطقة، في غياب الوضوح في الموقف، حيث تظل السمة الغالبة على السياسة المعتمدة في مجال تدبير القطاع الغابوي بطنجة، هي الارتباك والتخبط واعتماد المعايير المزدوجة.