جدل برامج محو الأمية يعود للواجهة ومطالب بالمحاسبة
المضيق: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن تسيير مكتبات عمومية من قبل العديد من الجمعيات بعمالة المضيق، يشهد ارتباكا واضحا، ومخالفات تتطلب المحاسبة، فضلا عن التدقيق في مدى تنزيل برامج العمل، والجودة في تنفيذ الأهداف المسطرة، مع تفعيل قرارات فسخ كل الاتفاقيات التي يثبت الإخلال ببنودها بأي شكل من الأشكال، وضمان استمرارية التتبع لاستفادة فئة الأطفال المستهدفين ودعم المواهب، والتشجيع على القراءة والأنشطة الثقافية بمختلف أنواعها.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن التحقيق الإداري الذي باشرته السلطات الإقليمية في موضوع تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، شريط فيديو مدته قصيرة، يتضمن احتفالات بأعياد الميلاد الخاصة بأشخاص، داخل مكتبة من مكتبات الأحياء بالفنيدق، ما زال يخيم على الطريقة التي يتم من خلالها تسيير مكتبات عمومية، وضرورة مراقبة التصرف في مؤسسات شيدت ويصرف عليها من المال العام.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن من أهم أدوار المكتبات العمومية، التي تم تشييدها بمدن الشمال، تنزيلا للتعليمات الملكية السامية، توفير كافة سبل تشجيع الشباب على القراءة، وتأطير الأطفال واستفادتهم من برامج خاصة بأنشطة فنية مثل المسرح والموسيقى والرياضة، وذلك لصقل المواهب وخلق متنفس ثقافي رياضي في كل حي.
وذكر مصدر مطلع أن السلطات المحلية المكلفة بالفنيدق رفعت تقارير حول مكتبة الحي المعنية بتسجيل الفيديو المذكور، وذلك في انتظار القرار المناسب من قبل المسؤولين، الذين رفضوا بشكل قاطع الاحتفال بأعياد الميلاد، وإقامة المناسبات الخاصة داخل مركز مخصص للقراءة والتشجيع على هوايات مختلفة، وعدم احترام قوانين تنظيمية تمنع الاستغلال الشخصي أو السياسي لمرفق عمومي.
وأضاف المصدر نفسه أن السلطات المختصة تتعقب ملفات في الموضوع نفسه لطرق صرف المال العام، تتعلق ببرامج محو الأمية بعمالة المضيق، حيث يتم التأكد من استفادة الأشخاص المسجلين باللوائح التي تشكل الأقسام، والجمعيات المستفيدة من الدعم وطرق صرفه، سيما في ظل الحديث عن تسريب صوتي يتحدث بدوره عن اختلالات وتجاوزات في برنامج محو الأمية بالمدينة.
وسجل في وقت سابق أن العديد من مكتبات الأحياء بمدن الشمال لا تقدم الدور المنوط بها على أحسن وجه، بسبب ضعف الجمعيات المشرفة على التأطير، وغياب رؤية استراتيجية لتوسيع مجال الاستفادة مع توالي سنوات التسيير، فضلا عن ضرورة العمل مع كافة فئات الأطفال والشباب، والانفتاح على أنشطة متنوعة وجاذبة، جوهرها الإبداع، ويمكنها مسايرة التطورات المتسارعة في مجالات تشجيع المواهب الصاعدة على القراءة والبحث والتأطير الهادف.