أصبح تعاطي القنب شائعا بين الشباب، لهذا كيف تتصرفون كآباء عندما تكتشفون أن طفلكم يدخن الحشيش؟
وفقا لمسح تم إجراؤه في نهاية السنة الماضية، فإن استهلاك القنب في ازدياد بين الشباب، حيث لم يعد استخدامه مرتبطا بالاحتفالات والترفيه.
تم إجراء الاستطلاع على عينة من ألف ومائتين وخمسة أشخاص، يمثلون سكان فرنسا الذين تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وأربعا وعشرين سنة، وتم استجوابهم من خلال استبيان عبر الإنترنت في الفترة من عاشر إلى خامس عشر نونبر من العام الماضي. ويكشف الاستطلاع أن سبعا وأربعين في المائة من المستجيبين استهلكوا بالفعل الحشيش مرة واحدة على الأقل في حياتهم مقارنة بنسبة خمس وعشرين في المائة في سنة 2001. نسبة الشابات اللواتي استخدمن القنب بلغت خمسين في المائة، فيما نسبة الشباب وصلت أربعا وأربعين في المائة.
لكن الملاحظة التي يمكن وصفها بأنها أكثر إثارة للقلق هي تلك المتعلقة بالأوقات التي يتم فيها استخدام الحشيش، حيث إن ما يقرب من تسعة من كل عشرة شباب، (88 في المائة) ممن يدخنون الحشيش فعلوا ذلك مع الأصدقاء أو أثناء الحفلات. (خمس وثمانون في المائة) أكثر من النصف يدخنون الحشيش كزوجين، وأكثر من الثلث بمفردهم. ما يقرب من ربع المستهلكين قادوا بالفعل سيارة أو مركبة بمحرك ذات عجلتين أثناء تناول الحشيش، واثنان وعشرون في المائة استهلكوها بالفعل في مكان نشاطهم المهني قبل أو أثناء ساعات عملهم.
ادعت دراسة أخيرة أجراها الطبيب الأسترالي واين هول أن الاستخدام المنتظم للماريخوانا يمكن أن يؤثر على نمو المراهقين وصحتهم العقلية.
في سن ما بين خمس عشرة وست عشرة سنة، تتمثل استراتيجية المراهق في الابتعاد عن الواقع، وتخويف نفسه، وتجربة الممنوعات والمخدرات، والأكثر من ذلك معارضة قيم البالغين وتجاوزها، كما يقول الدكتور كزافيي لاكيل، رئيس خدمة الإدمان بمستشفى «سان آن» بباريس.
الحلول تأتي دائما من خلال الحوار
يلاحظ الدكتور أمين بن يمينة، الطبيب النفسي في خدمة الإدمان بمستشفى «بول بروس» بفيلجويف، أنه قبل بضع سنوات، تم إجراء التجارب في المدرسة الثانوية، وتبين أن التكهن الطبي يكون أكثر سلبية لأن نضج الدماغ لا ينتهي حتى سن الثالثة والعشرين والأربعة والعشرين.
بالنسبة للدكتور لاكيلي، إذا لم تكن هناك وصفة معجزة، فالحلول تمر دائما عبر الحوار. يتعلق الأمر، قبل كل شيء، بإقامة علاقة منظمة ومنع الأخطار عن الابن.
فعوض الجمل التي تأتي بنتائج عكسية، مثل «سنزيل هاتفك الخلوي»، أو «لن ترى أصدقاءك بعد الآن»، أو «نضعك في مدرسة داخلية» وتصعيد الصراع، من الأفضل القول «علينا التحدث مع بعضنا».
ومع ذلك، فإن الموقف الذي يجب اتباعه دقيق للغاية، فالقرب يؤدي إلى تفعيل السلطة الأبوية، ويمكن للسلطة أن تولد القطيعة. أولا يجب على الوالد أن يعلن بهدوء عدم موافقته على اختيار الطفل.
شرح العواقب الطبية للقنب للابن المراهق
للقنب آثار سلبية حقيقية على صحة المراهقين. في الواقع، يحتوي دخانه على مواد مسرطنة وهو شديد السمية للجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
أما العواقب النفسية فهي أكثر خطورة كلما أبكر الاستهلاك. يصبح الطفل سباتيا بشكل متزايد، كما لو كان «مخدرا». ومن بين المستخدمين المراهقين، هناك حوالي اثنين في المائة مدمنون، وعشرة في المائة منهم يعانون من اضطرابات ذهانية أو انفصام الشخصية أو ثنائية القطبية. ومع ذلك، فإن الاستهلاك وحده ليس سبب الذهان، بل هو عامل كاشف. على المدى المتوسط، يمكن أن تؤدي المشكلات المعرفية إلى الفشل المدرسي.
ماذا عن تدخين الحشيش؟
وفقا لدراسة جديدة نشرت في مارس من العام الماضي، من المرجح أن يبلغ المراهقون عن أزيز أو صفير عند التنفس، في الصدر بعد تدخين الحشيش أكثر بمرتين منه بعد تدخين السجائر أو استخدام السجائر الإلكترونية، وتم نشر هذه النتائج في مجلة «صحة المراهقين».
في هذه الدراسة، سأل الباحثون كل مراهق عما إذا كان قد عانى من أي من هذه الأعراض الخمسة في العام الماضي، كأزيز أو رنين في الصدر، واضطراب النوم بسبب الأزيز، وتقييد الكلام بسبب الأزيز، والصفير أثناء أو بعد التمرين، والجفاف. سعال في الليل ليس بسبب نزلة برد أو التهاب في الصدر. بعد تحليل البيانات، وجد الباحثون أن تدخين الحشيش كان مرتبطا بجميع الأعراض التنفسية السلبية الخمسة، وهذا لم يكن صحيحا بالنسبة لاستخدام السجائر أو السجائر الإلكترونية.
وقالت مؤلفة الدراسة كارول بويد، المديرة المشاركة بمركز دراسة العقاقير والكحول والتدخين والصحة في جامعة ميشيغان، إنه لا شك أن السجائر والسجائر الإلكترونية مضرة بالرئتين، ومع ذلك فإن تدخين الحشيش يبدو أسوأ من ذلك.
يرتبط تدخين الحشيش بمرض رئوي خطير تم تحديده حديثا، يشير إلى إصابة الرئة المرتبطة باستخدام المنتج. وتم التعرف على المرض لأول مرة من قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في غشت من سنة 2019، عندما بدأ الشباب الأصحاء في دخول المستشفى بسبب إصابات رئوية خطيرة، وأحيانا مميتة، في جميع أنحاء البلاد.
وتم العثور على الصلة بين الاثنين بسرعة وكان الدور الرئيسي من خلال أسيتات فيتامين «أو»، وهي مادة زيتية لزجة تضاف غالبا إلى المنتجات المستخدمة في السيجارة الإلكترونية لتكثيف أو تخفيف الزيت في الخراطيش. وفي بعض الدول يصرح ببيع واستهلاك السائل الإلكتروني المحتوي على اتفاقية التنوع البيولوجي، ولكنها لا تتكون من رباعي «الهيدروكانابينول».
تحذير المراهق من العواقب المدرسية المحتملة
في حين أن كل شيء يبدو أسهل بالنسبة للمراهق الذي دخن الحشيش، إلا أن مجاله الفكري يتغير في الواقع. ومن وجهة نظر فسيولوجية، للقنب تأثير مباشر على الوظائف الإدراكية ويؤدي إلى اختلال وظيفي في المستقبلات التي تشارك في الذاكرة والتعلم والتنسيق.
وأظهرت دراسة حديثة أن الاستخدام المبكر للقنب، أي في سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، عدة مرات في اليوم لمدة ستة أشهر، يتسبب في انخفاض لا رجعة فيه في حاصل الذكاء يصل إلى ثماني نقاط. وبالتالي، فإن الأمر يتعلق بتحذير الطفل من مخاطر الرسوب المدرسي وتوعيته بأنه سيكون من العار تدمير أحلامه ورغباته ومشاريعه حتى قبل أن يتمكن من تحقيقها.
يمكن أن تكون لتدخين الحشيش عواقب جنائية، بحيث من الضروري إبلاغ الطفل والمراهق بالعواقب الجزائية إذا قام بتدخين الحشيش، فسلوكه لا يشرك والديه فقط في مواجهة العدالة، بل يشرك نفسه أيضا.