مخاريق يحذر العثماني من “ردود عنيفة” بسبب تعطيل الحوار الاجتماعي
اتهم الحكومة بتقديم الامتيازات لأرباب العمل وتهميش الأجراء
النعمان اليعلاوي
أياما قليلة عن مؤتمر الاتحاد العربي للنقابات الذي احتضنته مدينة مراكش، والذي وجهت فيه انتقادات شديدة لحكومة سعد الدين العثماني وتدبيرها للملف الاجتماعي، عاد الميلودي مخاريق، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل لمهاجمة حكومة العثماني، معتبرا أن الحكومة “تتحمل مسؤولية تعثر الحوار، على اعتبار أن هذه الحكومة التي لا تجلس على طاولة الحوار للتفاوض إلا بعد تفاقم الأزمة”، حسب مخاريق الذي قال في تصريح على هامش المؤتمر الدولي الذي اختتمت أشغاله أول أمس، إن”التنمية المستدامة والحوار الاجتماعي معركة طويلة و شاقة من أجل الديمقراطية”، مشيرا إلى “استمرار تدهور الحال في المغرب وتعطيل الحوار الاجتماعي وغياب المأسسة وتعثر نماذج التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا قد يفاجئ الحكومات وصناع القرار بردود فعل اجتماعية عنيفة ورافضة”.
في السياق ذاته، اعتبر مخاريق أن “النقابات قدمت كل ما لديها من أجل إحياء الحوارالاجتماعي”، مضيفا قوله “أبدينا مرارا استعدادنا الجدي للتفاوض والحوار مع الحكومة لتجاوز حالة الركود التي أشار إليها ملك البلاد”، حسب المتحدث، الذي قال “بصفتنا ممثلين للفئة العمالية والشغيلة أعلنا استعدادنا للجلوس على طاولة التفاوض لنجد صيغة توافقية، و لكن للأسف لم يحصل أي شيء”، موضحا أن “الحكومة تقدم الامتيازات لأصحاب الأعمال على حساب الطبقة العاملة بالخروج عن كل القوانين”، وهو ما قال إنها أوضاع غير مقبولة يرزح تحتها العمال “فالأجور متدنية والهشاشة هي السمة الطاغية والحرمان من التغطية الاجتماعية هو الأمر الغالب”.
في المقابل، وعدت الحكومة بقرب فتح باب المفاوضات الاجتماعية مع النقابات و”الباطرونا”، وقال مصطفى الخلفي، في الندوة التي أعقبت المجلس الحكومي الأسبوع الماضي إن الجولة الجديدة من الحوار الاجتماعي ستكون مباشرة بعد انتهاء وزارة المالية من إعداد تفاصيل مشروع قانون المالية للعام المقبل في غضون الأيام القليلة المقبلة، موضحا أن “الحكومة لا يمكن أن تجتمع مع الفرقاء الاجتماعيين بدون توفرها على تصور كامل لقانون المالية الجديد”.