محمد وائل حربول
شهدت منطقة السمارين التاريخية بالمدينة العتيقة بمراكش، خلال صباح أول أمس الخميس، انهيار جزء من سقف السوق الموجود بها بشكل غير متوقع، نظرا للأشغال التي ما زالت مستمرة في إطار عمليات الترميم التي تدخل ضمن مشروع «مراكش الحاضرة المتجددة»، حيث خلف هذا الحادث حالة من الرعب والذعر وسط التجار والسائحين، الذين كانوا يوجدون بالقرب من «سوق النجارين».
وأفادت مصادر من عين المكان بأن السبب الأول في الانهيار، يتمثل في الأمطار التي تهاطلت أخيرا على المدينة الحمراء.
وحسب المصادر ذاتها، فقد حمل عدد من التجار بالمنطقة والذي يتجاوز عددهم في المجمل 300 تاجر، مسؤولية الانهيار إلى بطء وتيرة الأشغال بالمنطقة، وتوقف الشركة النائلة لصفقة الترميم مرارا عن تتمة عملها، حيث تتوقف لأيام قبل استئناف عمليات الترميم، وهو ما جعلهم يحملون ولاية الجهة والمجلس الجماعي مسؤولية الحادث. فيما أكدت المصادر نفسها على أن أمر الانهيار كان واردا، بسبب التساقطات المطرية القوية، وضعف بعض الأعمال التي تم تركها لأزيد من ثلاثة أسابيع، دون العودة لتكملتها.
وطالب تجار السوق الذين تناقلوا عبر وسائط التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور والفيديوهات، التي توثق لسقوط السقف المذكور بالقرب من مكان وجودهم ووجود السائحين، (طالبوا) المسؤولين القائمين على الأشغال بسوق السمارين بحل هذا الوضع الذي أصبح ينفرهم، والتسريع من وتيرة إنهائها، قبل أن يعتبروا أنها كانت من ضمن الأسباب التي ما زالت تؤثر بشكل كبير على مبيعاتهم، ما تسبب إلى حدود الساعة في ركود غير مسبوق على مستوى السوق.
هذا، وأكدت المصادر ذاتها أنه وبعد حادث سقوط السقف المذكور بساعات، حضر عدد من المسؤولين والمهندسين، الذين يشرفون على أشغال التهيئة وإعادة الترميم في إطار مشروع «الحاضرة المتجددة» إلى عين المكان، من أجل معرفة أسباب انهيار السقف، حيث استمر عملهم بالمكان لما يزيد على نصف ساعة قبل مغادرتهم له.
وفي سياق متصل، استفاق أحد أصحاب المحلات المتخصصة في بيع الألبسة العصرية على خبر انهيار سقف محله الموجود بـ«درب ضباشي» بالمدينة العتيقة لمراكش، حيث لم يسجل الانهيار القوي أي خسائر في الأرواح، إذ واستنادا إلى ما حصلت عليه «الأخبار» من معطيات، فإن أشغال البناء في إطار «الحاضرة المتجددة» بالحي مكان الحادثة، هي التي تسببت في مجموعة من التشققات في سقف المحل المنهار، ما جعل صاحب المحل يتكبد خسائر مالية فادحة.
وحسب المعطيات نفسها، فقد حضرت عناصر الأمن والوقاية المدنية وعناصر من السلطة المحلية إلى عين المكان مباشرة، حيث تم فتح تحقيق حول ظروف الحادث، فيما طالب صاحب المحل الجهات المعنية بالتدخل، وتعويضه عن الخسائر التي تكبدها بسبب الانهيار المذكور.
