حمزة سعود
تستعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، خلال السنة المقبلة، للتخلي بشكل كامل عن استعمال المياه الجوفية، بمدينة اليوسفية، بعد شروعها في استغلال محطة معالجة مياه الصرف الصحي، بالمدينة بشكل تدريجي منذ سنة 2015، والتي أنجزت بتكلفة مالية ناهزت 150 مليون درهم. ويتسع المشروع الذي تشرف عليه المجموعة، والذي تم تقديمه خلال زيارة ملكية سنة 2009، لمجموعة من الوحدات الخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي، منها المتخصصة في استعادة وإعادة تدوير أكثر من 80 بالمائة من المياه المستعملة في عمليات التثمين، عبر نظام مستمر، بواسطة عمليات الغسل والتعويم على مستوى وحدات الإنتاج.
وتنضاف محطة معالجة مياه الصرف الصحي في اليوسفية، التي أنشأت سنة 2015، إلى باقي المحطات في كل من خريبكة وابن جرير، بحيث تطلب إنجازها وفق هذه المواصفات استثمارات مالية منذ سنة 2008 ناهزت 5.3 مليارات درهم.
وقال عبد المولى بونقاية، مهندس دولة مشرف على محطة معالجة مياه الصرف الصحي باليوسفية، في تصريح خص به «الأخبار» خلال زيارة للمحطة، إن المشروع يأتي في إطار برنامج المياه، الذي يرتكز أساسا على تجاوز إشكاليات المياه التقليدية.
وأضاف المتحدث نفسه أن سعة المحطة تبلغ حوالي 7500 متر مكعب في اليوم، في أفق سنة 2020، وتمكن من معالجة المياه بصفة كلية، وهي مجهزة بأحدث الآليات والمعدات من أجل الحصول على مياه بجودة عالية.
وأضاف المتحدث ذاته أن مجموعة من البحوث تستهدف حاليا التعاون مع جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات ببنكرير، من أجل استثمار هذه التجارب في مجالات أخرى، أهمها مجال سقي الأراضي الزراعية.
وبفضل المشروع الجديد الذي تحتضنه مدينة اليوسفية، والذي يعد جزءا من برنامج «الاقتصاد الدائري»، أكدت المجموعة، في بلاغ لها، أنها لا تهدف إلى التميز البيئي والتشغيلي فقط، بل تضيف المجموعة أنها تهدف إلى حماية الموارد، وتحقيق الإنتاج المستدام، والاستهلاك المعقلن وخلق القيمة من خلال عمليات التحويل وإعادة التدوير..، ستمكن من تلبية 100 بالمائة من الاحتياجات الصناعية للمجموعة من المياه على المدى البعيد من خلال المياه غير التقليدية.
وأكد بلاغ المجموعة أن «برنامج المياه يرتكز على محورين أساسيين، يتعلق الأمر بترشيد استعمال المياه في جميع مراحل سلسلة الإنتاج (الأنشطة المنجمية، النقل، عمليات التثمين) وتعبئة موارد المياه غير التقليدية».
وتستهدف محطة معالجة المياه باليوسفية، المخصصة لمعالجة المياه العادمة، تحقيق طاقة للمعالجة في حدود 76500 من مكافئ السكان سنة 2020، بحيث تتضمن عملية التطهير البيولوجي القضاء على التلوث الكربوني عبر ثلاث مراحل للمعالجة: الماء والوحل، مع المعالجة، الترشيح، الاستخراج والتجفيف، ثم الغاز، مع التخزين والتثمين، بحيث يتم استخدام المياه المعالجة في الأنشطة المنجمية للمجموعة في الجهة وري المساحات الخضراء لنادي الفروسية باليوسفية. وتشير مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى أن محطة معالجة المياه في اليوسفية ساهمت منذ تشغيلها، في استفادة المدينة من العديد من الآثار الإيجابية، تجنب المدينة تصريف المياه العادمة في الطبيعة وتثمين الوحل بفضل التجفيف الشمسي، ويتم إثرها أيضا الحفاظ على موارد المياه الجوفية للمدينة من أجل رفع الطاقة الإنتاجية إلى 7.2 ملايين متر مكعب سنويا في أفق سنة 2020.
وتتوقع المجموعة الوصول إلى صفر استهلاك للمياه التقليدية، وحوالي 100 بالمائة من الكهرباء النظيفة، وإعادة تأهيل المناجم، والتحكم في انبعاث الغازات وتدبير النفايات السائلة، وكذا الرفع من قدرات تثمين الفوسفاط المنخفض المحتوى، والاستفادة من الأسمدة في تطبيق الزراعة «الذكية».
وتنضاف المحطة الجديدة إلى محطتي، الموقع المنجمي لخريبكة، وابن جرير، والتي تمكن من معالجة وإعادة استخدام أكثر من 10 ملايين متر مكعب من المياه سنويا في غسل الفوسفاط، بحيث يمكن تثمين الغاز الحيوي المحصل عليه من عمليات معالجة المياه من إنتاج الكهرباء التي تغطي احتياجات هذه المحطات في حدود 30 بالمائة.
وتتوقع المجموعة إنشاء محطة أخرى بالعيون تصل طاقتها إلى 5.7 ملايين متر مكعب من أجل تلبية الاحتياجات المائية لبرنامج التنمية الصناعية بموقع بوكراع، بالإضافة إلى المحطة الحالية لتحلية مياه البحر بتقنية الأسموز العكسي، التي تم إنشاؤها سنة 2005 بطاقة تصل إلى 2.1 مليون متر مكعب.