رصدت الدولة غلافا ماليا قدره 10 ملايين درهم لرقمنة وتحديث وإنشاء القاعات السينمائية، وذلك في إطار منظومة للدعم العمومي الموجه للاستغلال السينمائي التي انطلقت منذ سنوات.
ومن خلال هذا الغلاف المالي المرصود، سيتم إحياء القاعات السينمائية المغلقة بكافة جهات المملكة المتوفرة على قاعات سينمائية غير نشيطة، كما هو الحال بالنسبة إلى سينما «السلام» بأكادير، وذلك عبر تحفيز ذوي الحقوق على الاستفادة من دعم الرقمنة والتحديث والإنشاء قصد إعادة القاعة السينمائية لنشاطها السينمائي.
وتعتبر سينما «السلام» وسط مدينة أكادير بهندستها جزءا لا يتجزأ من مورفولوجية المدينة، وبحضورها التاريخي تحمل نوستالجيا أجيال وذكريات ما زالت عالقة في أذهانهم، حيث كانت قبلة لشباب المدينة في السبعينات والثمانينات، لكنها تعيش اليوم وضعا كارثيا، رغم وجودها على بعد أمتار قليلة من المنطقة السياحية، حيث أضحت وضعيتها تقلق سكان وفعاليات المدينة، بعدما أصبحت مرتعا لكل أنواع السلوكيات المجرمة.
وكان عزيز أخنوش، رئيس جماعة أكادير قد كشف أن رجل الأعمال «عزيز أبو المجد»، قد منح قاعة سينما «السلام» التاريخية، هبة إلى جماعة أكادير، باعتبارها تشكل تراثا معماريا وحضاريا بقلب المدينة. وأكد أخنوش خلال مراسيم افتتاح قاعة سينما «صحراء» بحي تالبورجت سنة 2022، أن جماعة أكادير تلقت هذه الهبة، التي تأتي في إطار حرص المجلس الجماعي لأكادير على المحافظة على تراث المدينة وتثمينه.
وكانت لجنة ثلاثية مكونة من ممثلين عن وزارات الداخلية والثقافة والتجهيز صادقت سنة 2015 على تقييد «سينما السلام» الموجودة وسط حي الباطوار بأكادير «تراثا وطنيا» استنادا إلى القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والكتابات المنقوشة والتحف الفنية. وقد تم تقييد هذه المعلمة التاريخية الفريدة تراثا وطنيا، لكونها تختزن ذاكرة أجيال متعددة من أبناء المدينة وزوارها، إضافة إلى كونها إحدى أهم المعالم العمرانية التي ظلت صامدة في وجه الزلزال المدمر الذي عرفته المدينة ذات ليلة من سنة 1960.
وبتحويل ملكية هذه السينما إلى جماعة أكادير، تكون هذه البناية، قد أفلتت من مخالب لوبي العقار، الذي كان يتربص بها منذ سنوات، لتحويلها إلى عمارات سكنية ومحلات تجارية لكونها توجد في قلب المدينة، وبتقاطع أهم شوارعها.
أكادير: محمد سليماني