القنيطرة: المهدي الجواهري
قسم مصدر انتشار الغبار الأسود في سماء القنيطرة وما أثاره من غضب في صفوف القنيطريين، القائمين على تدبير الشأن المحلي، بعدما وجه عزيز كرماط، نائب رئيس بلدية القنيطرة، رسالة مشفرة إلى عزيز رباح إثر نشر صفحة البلدية على «فيسبوك» صورة لعجلات مطاطية تحترق لإيهام الرأي العام بأنها هي مصدر الغبار الأسود الذي أثبتت التحاليل أنه يحمل موادا مسرطنة.
واضطرت بلدية القنيطرة إلى سحب الصورة التي تحولت إلى محاكمة شعبية لعزيز رباح، رئيس بلدية المدينة، بعدما انهال عليه سيل من الانتقادات اللاذعة تتهمه بتمويه الرأي العام، فيما رد نائبه عزيز كرماط بفيديو مصور يوثق لأحد المصانع ينفث دخانه الكثيف، وهو ما علق عليه البعض بأن «ما بين الصورتين، تضيع حقيقة التعرف على مصدر انبعاث الغبار الأسود، وأن الموضوع يتجاوز الإمكانات المحلية، ويتطلب تدخلا مستعجلا للحكومة في شخص وزارتي الداخلية والبيئة»، وهو ما رد عليه المواطنون بأن الوضعية البيئية أصبحت مزرية ولا أحد يستطيع السكوت عن هذه المهزلة التي لا بد للمجلس البلدي من أن يتحمل مسؤوليته ويوقف هذه الكارثة التي تضر بصحة سكان القنيطرة، مطالبين المجلس البلدي بعقد دورة استثنائية لمناقشتها والخروج بحلول عملية، عوض البحث عن أعذار لا تنفع، فيما لم تنفع تحركات الجهات الوصية ووزارة البيئة لاتخاذ الإجراءات والتدابير للحد من انتشار الغبار الأسود الذي تم إثبات خطره من قبل اللجنة التقنية بعد تحليله بآلات قياس جودة الهواء، حيث لا زال الغبار الأسود الناتج عن الوحدات الصناعية منتشرا بشكل مخيف على أسطح المنازل والنوافذ بعدما تسرب من جديد إلى البيوت، مما أثار تخوف المواطنين من استمراره وعدم اتخاذ الجهات المسؤولة إجراءات لوضع حد لهذه الكارثة التي لها انعكاسات خطيرة على صحة المواطن القنيطري، خاصة بعدما بينت المختبرات والتحاليل أن بعض الجزيئات الدقيقة لهذا النوع من التلوث مسببة للسرطان.