طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن غابة الرهراه بطنجة باتت تشهد عمليات لقطع أشجارها من طرف من وصفتهم المصادر بـ«المتاجرين في العقار السري والعلني والتقسيم والتحفيظ». وأضافت هذه المصادر أن غابة الرهراه هي إحدی أکبر وأهم غابات طنجة، حيث تمتد علی مساحة 300 هکتار، وهي عبارة عن غابة تتكون بالأساس من أشجار الصنوبر بأنواعه والأوکالیبتوس والهجلیج والأتم والتین والنخیل، کما أنها تعد مرتعا للعشرات من أنواع الطيور والثدییات من بینها الخنزير البربري المهدد بالانقراض.
وحسب المصادر، فإن قطع أشجار هذه الغابة من طرف مجهولين من شأنه، كذلك، أن يهدد الفرشة المائية حيث تتدفق فيها عدة عیون أبرزها عین طابا وعدة آبار وحفر مائية، إذ إن عملية القطع بمثابة إنذار أولي لتحويلها إلى قطع أرضية ومشاريع إسمنتية. وطالبت المصادر ذاتها المصالح المختصة بالتدخل الآني لوقف عمليات واسعة لقطع الأشجار، كما باتت المصالح الجماعية والسلطات المختصة ملزمة بتعويض الخواص الذين يملكون قطعا بهذه الغابات مقابل تعويضهم في أماكن أخرى حماية لهذه المتنفسات الخضراء التي تعتبر رئة المدينة، وأن كل تهديد لها بمثابة تهديد للوجود البشري بالبوغاز، بسبب مساهمتها في الحفاظ على التوازن البيئي محليا.
ولم تستبعد المصادر وجود علاقة بين هذه العمليات واشتعال النيران أخيرا بهذه الغابة، خصوصا وأن مجهولا قام بحرق مجموعة من الأشجار على مستوى غابة الرهراه، وأقدم كذلك على تسييج مكان الحريق، ووضع فيه لافتة مدونا عليها “ملك خاص ممنوع الدخول إليه”، وهو ما أثار حالة استغراب في أوساط كل من عاين هذه اللافتة، خصوصا وأن هذه الغابة هي موضوع تشديد المساطر في حق كل من يضع ملفا للحصول على محل مؤقت أو غيره، في إطار الصرامة في المحافظة على المجال الأخضر بالمدينة، مع العلم أن القطعة المسيجة كانت مسرحا لحريق في وقت سابق .
وكانت مصالح المياه والغابات توصلت، في وقت لاحق، بشكاية في الموضوع من طرف نشطاء محليين لمطالبتها بالتحرك لوقف عملية البناء بهذه الغابة، وهو الأمر الذي جرى طرحه في برنامج لجنة خاصة لدى هذه المصالح.
وقالت بعض المصادر المسؤولة بمصالح المياه والغابات، في اتصال مع «الأخبار»، إن وجود أملاك خاصة بداخل الغابات يبقى تحديا لهذه المصالح، حيث أصبح من اللازم إيجاد حل لهذا الإشكال العويص، إذ إن أصحاب الأملاك الخاصة والذين يملكون عقودا أو ملكية خاصة، يتسببون في الخلط بين ما هو عام وخاص، ولذا بات من الضروري التعامل بحزم معهم عبر تعويضهم في أماكن أخرى.