يتواصل التكوين المتخصص لمجندي الفوج السابع والثلاثين للخدمة العسكرية بعدد من المراكز الموزعة عبر تراب المملكة، كما هو الشأن بالنسبة لأربعين مجندا يستفيدون، منذ شهر أكتوبر الماضي، من تكوين تقني نظري وتطبيقي بمركز الفوج الأول لتأنيس الكلاب العسكرية بمدينة بنسليمان، حيث سيتيح هذا النوع من التكوين للمجندين الشباب التخرج للعمل مساعد مدرب الكلاب العسكرية وكلاب العمل، وتكوين للعمل مساعد ممرض بيطري، في إطار دروس نظرية وتطبيقية يقدمها أطر محترفون في المركز الأول لتأنيس الكلاب العسكرية على الصعيد الوطني، والذي يضم مرافق متعددة، على رأسها عيادة بيطرية مخصصة لتقديم العلاجات للكلاب بما فيها الطب البيطري للأسنان والكشف بالأشعة وقاعات للفحص والتطبيب.
ويضم المركز أيضا حضانة مخصصة للجراء وقاعات بيطرية مجهزة للوضع، والعناية البيطرية بالجراء حديثي الولادة، يشتغل بها ممرضون بيطريون من القوات المسلحة الملكية، ويتلقى فيها المجندون الجدد التكوين على أيديهم. ويضم المركز أيضا فضاء للتدريب الميداني على مرافقة وتأطير الكلاب في التدخلات العسكرية والمهام المرتبطة بها، على غرار الكشف عن المواد المتفجرة وحماية الأفراد والممتلكات وحراسة المناطق العسكرية.
ويتلقى المجندون، في هذه المرحلة التطبيقية من التكوين، تداريب مكثفة حول الطرق الحديثة لمرافقة الكلاب والتعامل معها وتهيئتها للمشاركة في المهمات الدقيقة. وسيحصل المجندون، في نهاية مسارهم التكويني، على شهادات مساعدي مدربي الكلاب العسكرية أو مساعدي الممرضين البيطريين، حسب التكوين الذي تلقوه في الثكنة.
في هذا السياق، قال الكولونيل هشام نعمة، رئيس قسم التعبئة والخدمة العسكرية بالقوات المسلحة الملكية، إنه تم «توزيع المجندين والمجندات ابتداء من شهر أكتوبر الفارط على المراكز والوحدات العسكرية لمواصلة التكوين في إطار المرحلة الثانية من التجنيد، وهي المخصصة للتكوين المهني والتقني، وهي المرحلة التي تمتد لسبعة أشهر، وتهم مختلف التخصصات»، موضحا، في تصريح لـ«الأخبار»، أن «توزيع هؤلاء المجندين والمجندات يأخذ بعين الاعتبار المستوى الدراسي والمؤهلات المهنية، بالإضافة إلى اختبارات المجندين»، مضيفا أنه «لإنجاح هذه المرحلة، بشراكة مع مختلف المتدخلين وعلى الخصوص مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، تم اختبار برامج تكوين نظرية وتطبيقية بعناية مركزة، لكل تخصص على حدة».
ومن جانبه، قال اليوتنان كولونيل نور الدين تازي، طبيب بيطري وقائد الفوج الأول لتأنيس الكلاب العسكرية ببنسليمان، إن «الوحدة استقبلت دفعة من المجندين للتكوين والتأهيل في مجال حيوي يحظى باهتمام فئة واسعة من الشباب، وذلك في تخصصين اثنين أولهما مساعد مدرب كلاب عسكرية أو كلاب العمل، والثاني مساعد ممرض بيطري»، موضحا، في تصريح لـ«الأخبار»، أن «الوحدة سهرت على توفير جميع الظروف الملائمة للمجند من أجل تسهيل تأقلمه مع الحياة العسكرية ومسايرة الدروس النظرية والتطبيقية»، مبرزا أنه «تم تسخير الموارد البشرية من مؤطرين ومدربين بالإضافة إلى الكلاب المدربة».
وبخصوص برنامج التكوين الذي يتلقاه المجندون في الفوج الأول لتأنيس الكلاب العسكرية ببنسليمان، قال الملازم الثاني نور الدين أضوار، المسؤول عن تكوين تخصص ترويض الكلاب العسكرية، إن «المجندين يتلقون دروسا نظرية داخل قاعات درس، وهي الدروس التي تهم كل الجوانب المتعلقة بالكلب العسكري، سواء الجسمانية أو النفسية وطرق وأساليب تدريب وترويض هذه الكلاب»، مضيفا، في تصريح لـ«الأخبار»، أن «المجندين ينتقلون بعد ذلك لتلقي دروس تطبيقية داخل حلبات مخصصة لهذا الغرض، وذلك بالموازاة مع دروس التكوين العسكري العام»، مبرزا أن «المجندين أبانوا عن رغبة قوية في تعلم كل حيثيات هذا التخصص».
النعمان اليعلاوي