غلطة العمر الحلقة: 102
محمد المعزوزي (الناطق الرسمي السابق لإلتراس وينيرز)
مجموعة «أحمر أبيض» شكلت الإرهاصات الأولى لنشأة إلتراس وينيرز والميلاد كان في ساحة محمد الخامس
متى تحولت من مشجع عادي تنتهي علاقته بالفريق بمجرد انتهاء المباراة، إلى مشجع يتابع نبض الوداد بأدق التفاصيل الصغيرة بشكل يومي؟
في كل مرة كنت أذهب إلى الملعب يزداد انتمائي للوداد، وفي الحصص التدريبية بملعب محمد بن جلون كنت أسجل حضوري لأبقى على تواصل مع الفريق ومحيطه. كان النقاش والسجال حول واقع النادي يتم بشكل يومي وأحيانا من خلال تجمعات الجمهور حول جنبات مركب محمد بن جلون، مع مرور الوقت، تبين أن اختياري للوداد في محله ومع مرور كل يوم أشعر بأنني تشبعت بأفكار الوداد.
لكن هذه الظرفية التي تتحدث عنها عرفت أزمة نتائج داخل الوداد..
خلال فترة المراهقة كانت نتائج فريقنا دون مستوى تطلعات الجماهير الودادية، كان النادي يعرف فترة فراغ حيث ظل لمدة 13 سنة بدون لقب البطولة. صحيح أنه فاز بكأس العرش لكن الأزمة كانت حاضرة والتصدع كان واضحا، خاصة مع ظهور كيان اسمه المجموعة الوطنية لكرة القدم الذي ساهم في أزمة الفريق.
تقصد إسقاط اسم الوداد من هذا الكيان؟
عشنا في هذه الفترة العصيبة من حياة الوداد واقعة فقدان الوداد لتمثيليتها، كانت مؤامرة المجموعة الوطنية لكرة القدم، لقد فقد ممثل الوداد هشام لخليفي تمثيليته في هذه الهيئة. تملكنا الغضب وتأكد لنا أن الوداد راح ضحية مؤامرة لم تحترم فيها الشرعية، وأصبحت لدينا قناعة بأن ما يحدث بالجهاز المشرف على الكرة يسيء للوداد ولكرة القدم الوطنية، في وقت كان الجميع يتحدث عن تأهيل الأندية. لقد تعمد البعض إقصاء الوداد وحرمانه من الحصول على تمثيلية داخل مكتب المجموعة الوطنية، وهذا الحادث وغيره كون لدي شخصية متمردة على الظلم، فقررت ورفاق دربي الرهان على التغيير.
ما الانطباع الذي كونته حول تنشيط المدرجات قبل ظهور الإلتراس؟ وهل انخرطت فيه؟
أصلا هناك موروث لا أحد يتنكر له، فقد كانت جمعيات الأنصار والمحبين والأصدقاء تنشط المدرجات بأهازيجها، وهذه الجمعيات ترافق الفريق في رحلاته وتعمل على زرع الدفء في المدرجات. هناك أسماء يعرفها الوداديون صنعت الفرجة من خلال تنشيط الملعب، حسن ماكياج، ابن المدينة القديمة، ومحمد شليحة وحسن لمريك وغيرهم من الأسماء. فجأة ظهرت فئة ترتدي قمصان الميلان وليفربول وكانت تتخذ مكانا خاصا بها بالقرب من المقاعد الحمراء. في تلك الفترة لم تكن وسائل الاتصال متاحة وكان من الصعب التواصل بين مكونات الجماهير.
مجموعة «أحمر أبيض» شكلت إرهاصا حقيقيا لميلاد إلتراس وينيرز..
فعلا شكلت إرهاصات الإلتراس لأن مجموعة «أحمر أبيض» كانت فئة منظمة ولديها منتجات خاصة وتسعى بدورها لتوحيد المظهر العام والارتقاء بالفرجة والتشجيع إلى مستوى آخر يتجاوز التشجيع التقليدي بالطبول والتصفيق. وجود «أحمر أبيض» ساهم في ميلاد الفكرة، وكان أعضاء هذه المجموعة يقومون بخلق أجواء احتفالية في المدرجات.. بالونات، لافتات وأحيانا ينظمون رحلات للمناصرين خارج المغرب، وكان أول ظهور رسمي لهم في مباراة الوداد والزمالك في كأس «السوبر»، لكن كان هناك تفاوت طبقي إذا جاز هذا التعبير.
هل حضرت ميلاد فصيل إلتراس وينيرز؟
لم أحضر لتأسيس فصيل وينيرز، التحقت بالمجموعة في شهر شتنبر 2006، بينما تاريخ التأسيس هو 13 نونبر 2005. الفكرة خرجت من المدرجات والتف حولها الجميع فآمنوا بها وقالوا لماذا لا نكون فصيلا مختلفا على غرار فصائل مشجعي النوادي الفرنسية والإيطالية.
التأسيس كان في ملعب حديقة الجامعة العربية «كازابلانكيز»..
التأسيس كان في ساحة محمد الخامس وليس في «كازابلانكيز» كما يردد البعض، هناك تم الاتفاق على التسمية «الفائزون» وعلى الهوية البصرية التي ترمز لرجل فدائي. الاجتماعات الأولى كانت في ملعب حديقة الجامعة العربية وحضرها مجموعة من الشباب المتطوعين المدافعين عن الفكرة. كانت الغاية من الاجتماع الترويج للفكرة والتفكير في منتوج موحد وتقديم مقترحات أغاني خاصة بالمجموعة أو للمساهمة في اكتتاب جماعي من أجل خلق تنشيط أو تنظيم رحلة.
أول «تيفو» متى وأين وكيف كان؟
أول «تيفو» لوينرز كان في مباراة جمعت الوداد بأولمبيك خريبكة في ملعب «الأب جيكو»، يوم فاتح يناير 2006. حضرت هذه المباراة وأعجبت بهذه البداية المشجعة على المزيد من الإبداع. صحيح، ككل بداية، هناك هفوات، لكن على العموم بدأت ملامح التنظيم تظهر وانتشر صيت الفصيل على المستوى العالمي.
كيف اقتنع والدك بدخولك التنظيم فاعلا لا متتبعا؟
والدي عاشق للوداد، لا أظن أنه سيعارض فكرة انضمام ابنه لفصيل مشجعين حداثي. صدقني أحيانا يطلب مني والدي صرف النظر عن مباراة والاكتفاء بمتابعتها في التلفزيون، وحين أتوجه إلى الملعب أجده حاضرا بين المشجعين منصهرا في مساندة الفريق. ثم إن انتقالي من حي سباتة، مسقط الرأس، إلى حي أناسي يعتبر متغيرا هاما في مساري مع الفصيل، هناك تعرفت على وداديين تقاسمت معهم نفس الهوس الأحمر. ولأنني كنت متحمسا، وجدت نفسي في صلب الحركة دون أن أخطط لذلك، كانت تسكنني حرقة وكنت متحمسا أكثر حين وجدت نفسي داخل التنظيم.
أعود لسؤالك حول موقف والدي، كما قلت لك، في السابق، فهو مسكون بالوداد، لكني كنت مستقلا بذاتي حين حصلت على وظيفة في الخزينة العامة للمملكة تابعا لوزارة المالية، وهذه الاستقلالية مكنتني من هامش حرية أكبر يجعلني أسعى لتحقيق ما كنت أحلم به. صحيح أن والدي كان يريدني مشجعا عاديا مثله، إلا أنني كنت مهووسا بنوع آخر من التشجيع، ربما لست الوحيد الذي عاش هذه المفارقة، الكثير من الشبان مروا بهذه التجربة.