النعمان اليعلاوي
شرع مجلس المنافسة في تحقيق ميداني بشأن قطاع تربية الدواجن بالمغرب، مع التركيز على سوق الأعلاف التي تشكل المكون الأساسي لتكاليف إنتاج اللحوم البيضاء. ويأتي هذا الإجراء بعد إصدار المجلس رأيا حول الموضوع، حيث كشف عن ضرورة تعميق البحث في هذه الإشكاليات، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وتأثيرها المباشر على أسعار اللحوم البيضاء، ويركز التحقيق الجاري على سلسلة إنتاج الدواجن، التي تشمل ثلاث مراحل رئيسية: إنتاج الكتاكيت، تسمين الدجاج وإعداده، وأخيرا عملية البيع. ويستهدف التحقيق الممارسات التجارية المرتبطة بسوق الأعلاف المركبة، مع دراسة دور الفاعلين الذين يتحكمون في سلسلة الإنتاج بأكملها، من بيع الأعلاف إلى إنتاج وتسويق الدواجن.
وأوضح مصدر من داخل المجلس أن التحقيق «يستدعي استدعاء مختلف الأطراف المعنية، والاطلاع على نماذج دولية مماثلة لتحليل السوق المغربية بشكل أكثر دقة»، مضيفا أن «التحقيق قد يكشف عن ممارسات أو اختلالات تستوجب التوافق مع قوانين المنافسة». وأكد المصدر أن التقارير التي يصدرها المجلس يمكن أن تتراوح بين تقديم توصيات لتطوير القطاع، أو فتح تحقيقات ميدانية معمقة كما هو الحال الآن. وأضاف: «وجدنا خلال المرحلة السابقة ما يستوجب رفع سقف التحريات، بهدف الوصول إلى نتائج دقيقة وقابلة للمقارنة مع التشريعات الوطنية المتعلقة بالمنافسة».
وتجدر الإشارة إلى أن قرار فتح التحقيق جاء في أعقاب الارتفاع القياسي لأسعار الأعلاف المركبة، التي بلغت سقف 30 درهما، خلال الأسابيع الماضية. وأثار هذا الوضع تساؤلات حول ممارسات السوق ومدى التزامها بمبادئ المنافسة العادلة، وينتظر أن يساهم هذا التحقيق، الذي يتطلب وقتا إضافيا بالنظر إلى طبيعته الميدانية، في تقديم توصيات أو مؤاخذات يمكن أن تؤدي إلى تحسين تنظيم قطاع تربية الدواجن بالمغرب وضمان استقراره.
وفي ظل الارتفاع المستمر لأسعار الدجاج، عبر عدد من مهنيي القطاع عن استيائهم من الركود الذي يشهده السوق، مشيرين إلى تراجع ملحوظ في معدلات الاستهلاك، بعد أن أُحجم العديد من المواطنين عن شراء الدجاج الحي، بسبب غلاء الأسعار، فيما يعتبر التجار أن «الأسعار مرتفعة هذه الأيام ونسبة الاستهلاك انخفضت بشكل كبير، والمواطن أصبح غير قادر على تحمل هذه الأسعار»، مشيرين إلى أن أسعار الدجاج بالجملة قد بلغت 23.4 درهما للكيلوغرام الواحد، وهو الأمر الذي رفع أسعار بيعها، حسبهم، إلى 25 درهما فقط»، وأوضح التجار أن سبب هذا الارتفاع يعود إلى «غلاء الفلوس وقلة العرض»، مبينين أن القدرة الشرائية للمواطن قد تأثرت بشكل كبير، مشيرين إلى أن «الكثير من المغاربة كانوا في فترة سابقة يشترون الدجاج بسعر لا يتجاوز 8 دراهم للكيلوغرام، بينما أصبح السعر الحالي 25 درهما».