مجلة مسرحية عالمية «الطيب الصديقي نجح حين استنجد بشاعر من القرن السادس عشر»
خصصت المجلة الفصلية العالمية «أراب ستيج» الصادرة عن مركز «مارتن سيجال تياتر سانتر»، دراسة حول دور المسرحي المغربي الراحل الطيب الصديقي في إعادة إنتاج التراث في المسرح المغربي المعاصر.
وتحمل الدراسة توقيع كل من الباحثين خالد أمين ومارفر كالسن، وسجلت أن الصديقي ترجم إلى العربية 34 عملا مسرحيا عالميا، وألف 32 مسرحية بالعربية والفرنسية، 18 منها بتعاون مع كتاب آخرين، وأخرج أكثر من 80 مسرحية وأدى أدوارا بحوالي 50 منها.
وأشارت الدراسة إلى أن الصديقي انتبه إلى كون المسرحيات العالمية المقتبسة لا تعكس العمق المغربي فاستنجد بعبد الرحمن المجذوب، بعد استقدام هذا الشاعر من القرن السادس عشر، والذي لم تكن نصوصه مكتوبة بل تروى شفويا عبر الأجيال والعصور، إلى درجة تحولت معها إلى جزء من المخيلة والذاكرة الجماعية المغربية.
وقد أسبغ الصديقي على إشعار المجذوب الطابع المسرحي، وليس غريبا أن تحقق هذه المسرحية بالذات نجاحا جماهيريا استثنائيا، فاق نجاحات أعمال الصديقي الأخرى، ولم يضاهها سوى نجاح اقتباسه لمقامات بديع الزمان الهمداني عام 1971 حين تمكن من أن يجد بها مقومات العمل الدرامي ويخضعها لأساليب الكوميديا ديلارتي، ويحيي بها مسرح الساحة التي تذكر بساحة الفنا بمراكش أو ساحات بغداد والقاهرة في زمن غابر.