علم، لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن مصالح المكتب المركزي للأبحاث القضائية أحالت، صباح أمس الأربعاء، المتهم «الداعشي» الذي خرق الطوارئ وحاول قتل شرطي بمدينة أبي الجعد، في التاسع من أبريل الجاري، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، حيث ينتظر أن تتم إحالته رفقة شخصين آخرين جرى اعتقالهما على خلفية الواقعة نفسها على قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة سلا المكلفة بقضايا الإرهاب والتابعة لمحكمة الاستئناف بالرباط.
وأفادت مصادر مطلعة «الأخبار» بأن المتهم الذي حاول قتل شرطي بسيف بعد إيقافه بنقطة تفتيش تفعيلا لإجراءات الطوارئ، غادر الطابق السادس بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط تحت حراسة أمنية مشددة، حيث تلقى العلاجات الضرورية بعد إصابته بجروح متفاوتة الخطورة جراء مواجهته الشرسة لرجال الشرطة التي انتهت بإطلاق النار عليه وشل حركته، وإصابة شرطي بجروح خطيرة، قبل أن يتم تنقيل المتهم أمس الأربعاء إلى قصر العدالة بحي الرياض بالرباط من أجل إخضاعه رفقة شخصين آخرين لمسطرة التقديم أمام النيابة العامة المختصة، في انتظار عرضهم على قاضي التحقيق وأطوار المحاكمة العلنية بملحقة الإرهاب بسلا، من أجل محاكمتهم بتهم خطيرة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية من أجل إعداد وارتكاب أفعال ارهابية تمس بالنظام العام في إطار مشروع جماعي والإشادة والتحريض ومحاولة القتل العمد وخرق حالة الطوارئ.
وكانت عناصر الأمن الوطني بالمفوضية الجهوية للشرطة بمدينة أبي الجعد قد اضطرت، في التاسع من شهر أبريل الجاري، لاستخدام أسلحتها الوظيفية وإطلاق ثلاث رصاصات نارية لإيقاف شخص متشبع بالفكر الداعشي المتطرف يشتبه في خرقه لحالة الطوارئ الصحية، ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار في حق شرطي أثناء مزاولته لمهامه.
وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني صدر مباشرة بعد وقوع الحادث الذي خلف إصابة رجل شرطة، أن دورية أمنية تتكون من شرطيين كانت تقوم بتطبيق إجراءات حالة الطوارئ بإحدى المدارات الطرقية بمدينة أبي الجعد، عندما تم ضبط المشتبه فيه على متن دراجة هوائية مرتديا وشاحا يحجب معطياته التشخيصية، مضيفا أنه عند محاولة إخضاعه لإجراءات المراقبة والتحقق من وثائقه التعريفية، باغت أحد الشرطيين وانهال عليه بطعنات خطيرة على مستوى الرأس والكتف والعنق بواسطة أداة حديدية راضة.
وضمن تفاصيل هذه الواقعة التي شكلت استثناء ضمن نوعية الجرائم المسجلة لدى الأجهزة الأمنية والقضائية منذ انطلاق العمل بحالة الطوارئ الصحية، أكد المصدر الأمني نفسه أن المشتبه فيه لاذ بالفرار وتحصن بسطح منزله مبديا مقاومة عنيفة ومهددا عناصر الشرطة، التي تدخلت لإيقافه، باستخدام سيف من الحجم الكبير، وهو ما اضطرها لاستهدافه بواسطة ثلاثة أعيرة نارية أصابته على مستوى أطرافه السفلى، الأمر الذي سمح بضبطه وتحييد الخطر الصادر عنه.
وأضاف بلاغ المديرية أنه تم نقل الشرطي المصاب بإصابات جسدية بالغة نحو المستشفى الإقليمي بمدينة خريبكة، لإجراء العمليات الجراحية الضرورية، بينما تم فتح بحث قضائي في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة، التي يشتبه في ارتباطها بمشروع فردي أو جماعي يهدف للمس الخطير بالنظام العام.
وارتباطا بالواقعة نفسها، وتفعيلا للقرارات الإدارية التحفيزية التي تندرج في سياق العناية الخاصة والرعاية الموصولة التي توليها المديرية العامة للأمن الوطني لموظفيها الذين ما فتئوا يبرهنون عن نكران للذات وتضحية كبيرة في سبيل حفظ أمن الوطن وضمان سلامة المواطنات والمواطنين، قرر عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، منح ترقية استثنائية لمقدم الشرطة الذي تعرض لاعتداء جسدي خطير وجروح بالغة من طرف الشخص المتشبع بالأفكار المتطرفة، خلال مزاولته لمهامه النظامية المتمثلة في تطبيق حالة الطوارئ الصحية بمدينة أبي الجعد.
وذكرت مصادر أمنية رسمية أنه تمت، تنفيذا لهذا القرار، ترقية الشرطي المصاب لدرجة مقدم شرطة رئيس، مع منحه مكافأة مالية وشهادة تنويه اعترافا بتضحياته الجسيمة وحسه المهني العالي، كما تقرر التكفل بجميع نفقات ومصاريف التطبيب والاستشفاء والرعاية الصحية الخاصة به.
وتضيف المصادر أنه بشكل مماثل، قرر المدير العام للأمن الوطني صرف مكافأة مالية لزميل الشرطي المصاب، وهو مفتش شرطة، مع تسليمه رسالة تنويه تقديرا لمهنيته العالية التي مكنت من تسهيل إيقاف المشتبه فيه المتورط في محاولة القتل العمد التي كان ضحيتها الشرطي المصاب.