محمد اليوبي
قال وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أول أمس الاثنين بالرباط، إن المغرب مستعد لمواجهة متحور «أوميكرون» في حال حدوث انتكاسة وبائية، مؤكدا أن هذا الفيروس سريع الانتشار وقليل الإماتة.
وأبرز آيت الطالب في معرض رده على سؤال شفوي حول «التدابير الاستباقية لحماية المملكة من متحور أوميكرون»، تقدم به فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن المنظومة الصحية استخلصت الدروس من الجائحة وباتت قادرة على التأقلم مع تدبير الحالة الوبائية، مشيرا إلى أنها مستعدة لمواجهة المتحور الجديد سواء من ناحية الطاقة الاستشفائية أو الانعاش أو جميع المستلزمات الضرورية في حال حدوث انتكاسة وبائية.
وأفاد الوزير بأنه في إطار إعداد الخطط للتصدي للجائحة وللمتحورات الفيروسية الجديدة، وَوَضْع التدابير والإجراءات الكفيلة بمواجهتها، تَعامَل النظام الصحي الوطني باستعجالية التدخل وإعداد الجاهزية لكل الاحتمالات بشكل حذِر واستباقي، تماشيا مع التوجهات الملكية. وأوضح أنه أمام المد الوبائي الخطير الذي تشهده معظم دول العالم، خاصة الموجة الخامسة بأوروبا، والظهور المُقلق لمتحور «أومكرون» بالقارة السمراء وتفشيه السريع خارج حدود القارة، فإن احتمال حدوث انتكاسة وبائية في بلادنا يبقى واردا بالنظر إلى الارتفاع الملحوظ لعدد الحالات والبؤر الوبائية الجديدة التي بدأت بالظهور خاصة بالوسط العائلي وببعض المؤسسات التعليمية.
وأضاف الوزير أن متحور «أوميكرون»، الذي يعرف بأنه سريع الانتشار وقليل الإماتة، أقل خطورة من الفيروس الكلاسيكي ومتحورات «ألفا» و«دلتا»، مستطردا بالقول «لكن هناك بعض الغموض الذي يكتنف المتحور الجديد لأننا لا نعلم آثاره على المدى المتوسط». وأبرز آيت الطالب، أنه يمكن محاصرة عدد حالات الإصابة بالمتحور الجديد المعروف بأنه أسرع بخمس مرات مقارنة مع «دلتا»، وذلك من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية والإسراع بأخذ الجرعة الثالثة المعززة التي تمنح 75 بالمائة من المناعة ضد «أوميكرون» وبالتالي يمكن التقليص من الآثار الجانبية.
وأشار إلى أنه رغم تشديد الاحترازات، وبالرغم من القرار الحاسم للسلطات المغربية تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة، لمدة أسبوعين، ابتداء من يوم الاثنين 29 نونبر الماضي، تم تمديدها لاحقا إلى غاية نهاية شهر يناير القادم، أعلنت الوزارة، في بلاغ لها بتاريخ 21 دجنبر الجاري، عن تسجيل 27 حالة جديدة مؤكدة بالمتحور الجديد «أوميكرون» لفيروس السارس- كوف-2، وذلك منذ تأكيد أول إصابة يوم الأربعاء 15 دجنبر 2021، ليصبح العدد الإجمالي للحالات المؤكدة بهذا المتحور 28 حالة، تم تسجيل 20 منها في إطار سبع بؤر عائلية إضافة إلى 8 حالات معزولة.
وأكد خالد آيت الطالب أن الوضعية الوبائية العالمية التي تشهد اضطرابا وانتكاسة خطيرة تفرض تعزيز التدابير الاحترازية عبر اتخاذ خطوات حاسمة وفاء للمقاربة الاستباقية المتبعة قصد تحصين المكتسبات المحققة وحفظ المنظومة الصحية من خطر الانهيار وحماية الصحة العامة للمواطنات والمواطنين. وشدد الوزير على ضرورة الإبقاء على درجة مُرتفعة من الرصد واليقظة، ومراقبة الوضع الوبائي عن كثب في أوروبا، وباقي دول العالم، ومراقبة التسلسل الفيروسي، مشيراً إلى أنه يتم تحليل العينات في إطار منظومة اليقظة الجينومية التي تتكون من ائتلاف للمختبرات ذات منصة وظيفية للتسلسل الفيروسي لفيروس كورونا المستجد.
وأشار إلى الاستفادة من إمكانات تحقيق السيادة اللقاحية لبلادنا التي تعززت باتفاقيات إنتاج اللقاحات أمام الملك محمد السادس، وتعزيز نظام اليقظة الدوائية منذ انطلاق حملة التلقيح الوطنية ضد الفيروس عبر تقوية الأنظمة وشبكة المراسلين الجهويين وتحديد قوائم الخبراء على مستوى كل جهات المملكة، مع الالتزام بالإجراءات الحكومية المُستندة إلى توصيات اللجنة العلمية والتقنية.
ودعا خالد آيت الطالب إلى الانخراط السريع والواسع للمواطنات والمواطنين، كباراً وصغاراً، في الحملة الوطنية للتلقيح، وأخذ الجرعة الثالثة المعززة لمن توصل برسالة نصية تفيد بانتهاء صلاحية جواز تلقيحه، والتقيد بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية، المتمثلة في ارتداء الكمامة بشكل سليم، والغسل المتكرر لليدين أو تعقيمهما بمطهر كحولي، والتباعد الجسدي، لتجاوز خطر الإصابة والوفاة بسبب الفيروس، مشددا على ضرورة التأهب الدائم لمواجهة أي انتكاسة وبائية بالإبقاء على الجاهزية لكل الاحتمالات.