مثل عبد الجليل لبداوي، عمدة آسفي عن حزب العدالة والتنمية، أمام يوسف الزيتوني، قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة لجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف في مراكش، في رابع جلسة لمباشرة التحقيق التمهيدي معه، بعد متابعته من قبل النيابة العامة بتهم جنائية ثقيلة له ولمسؤولين اثنين من مجلس مدينة آسفي، تتعلق بالتزوير في محرر رسمي وتبديد أموال عامة على علاقة بالتلاعبات التي شهدها المشروع الملكي “برج الناظور” الذي كلف 146 مليار سنتيم، وصرف عمدة آسفي لتعويضات غير قانونية فاقت 900 مليون سنتيم.
وكان يوسف الزيتوني، قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة من جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بمراكش، قد أمهل عبد الجليل لبداوي، عمدة آسفي عن حزب العدالة والتنمية، آخر أجل من أجل إعداد دفاعه ومباشرة جلسات التحقيق التمهيدي معه، بعد أن سبق له أن مثل للمرة الأولى شهر أبريل الماضي وكان دفاعه تقدم بملتمس من أجل تأجيل جلسة التحقيق التمهيدي مع المتهم وطلب مهملة للاطلاع على الملف، وهو الملتمس الذي وافق عليه قاضي التحقيق وقرر تأجيل جلسة التحقيق التمهيدي مع عبد الجليل لبداوي إلى جلسة يوم 18 يوليوز الماضي.
وخلال الجلسة الثانية التي انعقدت شهر يوليوز، مثل عبد الجليل لبداوي، عمدة آسفي، أمام قاضي التحقيق، لكنه تقدم بطلب جديد عبر محاميته فضيلة أربيب، من أجل تمكين دفاعه من مهلة أخرى للاطلاع على الملف، وهو الملتمس الجديد الذي وافق عليه يوسف الزيتوني، قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة من جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف في مراكش، وحدد جلسة ثالثة يوم 26 شتنبر من أجل مباشرة التحقيق التمهيدي، وهي الجلسة التي تغيب عنها العمدة لبداوي وتقدم دفاعه بشهادة طبية تثبت العجز وتبرر تغيبه.
هذا وكان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في مراكش أحال ملف العمدة لبداوي ومن معه على قاضي التحقيق في الغرفة الثالثة، تحت عدد 9/2019، حيث وجه لعبد الجليل لبداوي تهمة جناية التزوير في محرر رسمي واستعماله وتبديد أموال عامة موضوعة تحت تصرفه بمقتضى وظيفته، في حين توبع كل من عبد الحق الفلاحي، رئيس القسم التقني بمجلس مدينة آسفي، وعبد الجليل بازيزي، الرئيس السابق لقسم التعمير، بجناية التزوير في محرر رسمي والمشاركة في محاولة تبديد أموال عامة، طبقا للأفعال المنصوص عليها في الفصول 356 و353، و351 و114، و129 و241 من القانون الجنائي.
والتمس الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في مراكش من قاضي التحقيق أن يجري بحثا قانونيا مع العمدة لبداوي ومن معه، ويتخذ أمرا بإخضاعهم لتدابير المراقبة القضائية بسحب جوازات سفرهم وإغلاق الحدود في حقهم.
وتأتي إحالة العمدة لبداوي واثنين من مسؤولي جماعة آسفي على قاضي التحقيق بعد انتهاء جميع مراحل البحث القضائي الذي قاده ضباط الفرقة الجهوية للشرطة القضائية على علاقة بملف التلاعب بالمشروع الملكي “برج الناظور”، وتوقيع عمدة آسفي عبد الجليل لبداوي على شهادة تسليم المشروع لشركة “العمران”، رغم عدم اكتماله واختفاء منتزه أخضر يمتد على مساحة 10 هكتارات كان الملك محمد السادس دشنه سنة 2008، بجانب صرف العمدة لبداوي لقرابة 900 مليون سنتيم من التعويضات المخالفة للقانون ولمذكرة وزير الداخلية التي تنظم شروط الاستفادة من التعويضات المالية عن الأشغال الشاقة.