يبدو أن تداعيات انتشار جائحة فيروس “كورونا”، بكل الأضرار الصحية والاقتصادية والاجتماعية، لم تكن كلها سلبية، إذ استطاعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي من أن تخرج من وسط هذا الكم من المخلفات السلبية للفيروس قرارات وإجراءات من شأنها أن تنزع عن عدد من المؤسسات التابعة لها الجلد القديم وإلباسها لبوس الرقمنة والعصرنة وأساسا المواطنة وربط التكوين باحتياجات سوق الشغل حاضرا ومستقبلا.
الوزارة وفي بلاغ لها، أعلنت عن المقاربة الجديدة التي ستعتمدها في تدبير الولوج لكليات الطب والصيدلة وكليتي طب الأسنان، وذلك في إطار حرص الوزارة، بحسب ما جاء في البلاغ، على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين لولوج هذه التكوينات.
وهكذا، قررت الوزارة تنظيم مباراة مشتركة لولوج السنة الأولى في التكوينات في الطب والصيدلة وطب الأسنان عوض 11 مباراة التي جرت العادة على تنظيمها سابقا، إضافة إلى اعتماد المنصة الرقمية www.concoursmed.ma لتدبير جميع محطات المباراة المشتركة.
وفي إطار السعي إلى التقليل من حركية وتنقل حاملي شهادة البكالوريا إلى مراكز المباراة، خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي يغلب عليها انتشار فيروس “كوفيد 19″، قررت الوزارة اعتماد 88 مركزا لاجتياز المباراة المشتركة بالمدن والمراكز الجامعية المتواجدة في أكثر من 42 عمالة أو إقليم بمختلف جهات المملكة. مع تعبئة ما يفوق 4000 مراقبا للمباراة من أساتذة باحثين وأطباء داخليين ومقيمين وأطر إدارية وتقنية وطلبة دكتوراه من جميع الجامعات الوطنية.
إضافة إلى ذلك، عمدت الوزارة، ولأول مرة في تاريخها، إلى تخفيض عتبة الانتقاء التمهيدي حيث تم تحديدها في معدل 12 على 20 وذلك باعتماد معدل الامتحان الوطني الموحد بنسبة 75% ومعدل الامتحان الجهوي للبكالوريا بنسبة 25 %.
هذا وتبقى الإشارة إلى أن المباراة المشتركة التي سيتم تنظيمها يوم الأربعاء 05 غشت 2020، سيشارك فيها حوالي 56.000 مترشحا ومترشحة من أصل 72.532 من المترشحين المسجلين على البوابة الإلكترونية الوطنية. كما سيتم الإعلان عن نتائج المباراة في أجل أقصاه يوم الجمعة 07 غشت.
