حسن البصري
هل كنت تعتقد أنك ستصبح نجما من نجوم مونديال الأندية؟
كنت أتمنى، قبل بدء مسابقة كأس العالم للأندية، أن أكون ضمن اللائحة وتمنيت لو كنت احتياطيا، لكن القدر شاء أن أصبح من المساهمين في الإنجاز، ويتغنى بي الجمهور الرجاوي وأحصل على لقب وصيف بطل العالم للأندية، وأكون ضمن نجوم الرجاء البيضاوي الذين كانوا محط متابعة من قبل العديد من الأندية الأوروبية والخليجية، حيث برز مجموعة من اللاعبين خطفوا الأضواء أمام متابعة عدد من وكلاء اللاعبين. الشيء الذي أغضبني، حين وجدت نفسي خارج اللائحة، أنني تقبلت قرار فاخر حين رفض احترافي عندما انهالت علي العروض بعد اختياري أحسن لاعب في كأس العرب بالسعودية مع المنتخب المغربي، كدت أن أحرم من المثول أمام ملك البلاد، محمد السادس، الذي تابع المونديال عن قرب رفقة ولي العهد مولاي الحسن، وكنا السباقين لإخراج الجماهير إلى الشوارع في كل المدن المغربية وفي الخارج. الرجاويون، اليوم، يحتفظون بذكريات مونديال الأندية وعبارات راسخة في أذهان الجماهير، خاصة اللازمة الشهيرة «آلو آلو الواليدة صيفطي لعاقة الراجا باقا»، وتعني استمرار فريق الرجاء في المنافسات إلى النهاية.
ما «الديربي» الذي لازال راسخا في ذهنك؟
أنا «ولد كازا» كنت أتابع مباريات الرجاء والوداد وأنا صغير السن من المدرجات، عشت حلاوة «الديربي»، وأظن أن اللاعب البيضاوي يتعامل مع هذه المباراة بشكل مختلف، فهو يلعب ويستحضر أصدقاءه الوداديين والرجاويين وردود أفعالهم، في حال الهزيمة تصبح محل سخرية خصومك في الحي، بخلاف اللاعبين غير البيضاويين الذين يخوضون «الديربي» بدون ضغوطات المحيط العائلي أو على مستوى الحي. أفضل «ديربي» بالنسبة لي، وكنت مشاركا فيه، يعود لنصف نهائي كأس العرش موسم 2011/2012، هو أفضل ذكرى لي مع نادي الرجاء. الأهداف في «الديربي» لا تنسى، وهدفي الحاسم ضد الوداد خلال تلك المباراة جاء من تمريرة للاعب الهاشيمي، وكان من سوء حظ المياغري، حارس مرمى الوداد، أنه ارتطم ببورزوق حينما أراد إبعاد الكرة، فاتجهت نحوي وسددتها نحو الشباك.
عشت حالات اصطدام مع بعض المدربين، ما سبب ذلك؟
أي مدرب له اختياراته، أنت تلعب بطريقة تختلف عن طريقته فيحولك من أساسي إلى احتياطي. الخطأ يكمن في غياب التواصل، المدرب المغربي لا يجالسك ليشرح لك سر إبعادك عن التشكيل أو يقربك من فلسفته. خذ، على سبيل المثال، فريق إشبيلية الإسباني، الذي عاش موسما كارثيا عبر ثلاثة مدربين وبنتائج سيئة لم تتحسن سوى مع المدرب الثالث ميندليبار الذي نال الإعجاب وتحول إلى مدرب منقذ بـ«الليغا» ومتوج بكأس «يوروبا ليغ». هذا بفضل التواصل المستمر بين المدرب واللاعبين والمسيرين، المدرب أحدث مفاجأة كبرى بوضع الحارس بونو في الاحتياط لمباريات عدة بعد قدومه، وتمكين ديمتروفيتش من الرسمية، وحقق معه نتائج إيجابية مع تثبيت بونو عادة في منافسات «يوروبا ليغ»، لكنه سيغير التصور في مباراة ريال مدريد وسيضع بونو رسميا لتحضير نفسه للنهائي الأوربي، وهو ما تحقق بفضل التواصل، فقد كان صريحا مع بونو وقال له: أنا أثق فيكما معا والملعب هو الفيصل. وحتى لا نتحدث عن الأسماء، فإن غالبية المدربين المغاربة لا يتواصلون ولا يبررون للاعبين قراراتهم.
يتردد في الوسط الرجاوي، ومن خلال تصريحات العديد من اللاعبين، أن غموضا يخيم على مباراة فاصلة بين الرجاء وأسفي، ما رأيك؟
تقصد مباراة أسفي وتسألني ما إذا كانت «فيها إن» أجيبك بأنه كان يكتنفها غموض كبير، لماذا؟ كيف نلعب مباراة لقب دون أن نجد منصة التتويج التي عادة ما توضع في الملاعب المعنية بدرع البطولة؟ تساءلنا، نحن اللاعبين، عن غياب الدرع وممثلي الجامعة فدخلنا في دوامة من الشك، لا يعقل أن يكون «البوديوم» في تطوان ولا يكون في أسفي. «ما بغاوناش نديوها» هذه هي الخلاصة.
من هم؟
أولئك الذين كانوا يعلمون أننا معنيون بالبطولة وصرفوا النظر عنا، الذين كانوا يعرفون أن نقطة واحدة ستمنحنا الدرع ولكنهم فضلوا الذهاب إلى تطوان حيث الأجواء الاحتفالية.
المدرب التونسي البنزرتي زاد من درجة الشك حين قال إنه لم يفهم سبب الأداء الغريب للاعبيه في مباراة أسفي..
شخصيا تمنيت لو أن البنزرتي أفصح عن الغموض الذي شعر به وهو في المغرب، لكنه فجر القضية في حوار مع قناة تونسية، اعتبر أن فوز فريقنا بخماسية على المغرب التطواني كان كافيا لأحقية الرجاء بالتتويج باللقب، بل الأكثر من ذلك شكك في أداء مجموعة من لاعبي الرجاء البيضاوي، أو بمعنى آخر في روحهم القتالية حين قال: «هناك 4 أو 5 لاعبين مع الرجاء لم أعرفهم خلال مباراة الفريق أمام أولمبيك أسفي برسم الدورة الأخيرة من الدوري»، لكنه لم يشر إلى التلاعب في النتيجة. لا علم لي بهذه الأمور، كنت مركزا على اللقب واستغربت بدوري من أداء بعض اللاعبين.
ما المباراة التي لم ترض فيها عن أدائك؟
تقصد مباراة كنت «زركَ فيها»، أظن أنها مباراة في الملعب البلدي بالقنيطرة ضد النادي القنيطري، لم تسعفني الكرة وشعرت بأنني خارج «الفورمة»، وحين قام المدرب بتغييري غادرت الملعب بسرعة لأن من عادتي ألا أغضب عند التبديل، أغادر حتى ولو كنت في أوج عطائي، لكن التواصل مطلوب بين المدرب واللاعب.