النعمان اليعلاوي
ما زالت الأوضاع المتوترة في القدس الشريف والمسجد الأقصى تثير مواقف من أعلى مستوى، فقد شكلت التطورات والأحداث التي تعرفها القدس والمسجد الأقصى، من اقتحامات للأماكن المقدسة واعتداءات على المصلين، محور مباحثات هاتفية بين الملك محمد السادس والعاهل الأردني.
وأشار بلاغ للديوان الملكي إلى أن هذه المباحثات تأتي «من منطلق رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للجنة القدس، وتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف»، يقول البلاغ مبينا أن هذه «المكالمة شكلت مناسبة لاطمئنان جلالة الملك، حفظه الله، على صحة العاهل الأردني بعد العملية الجراحية الناجحة التي أجراها مؤخرا». وأبرز أن «العاهلين شددا على أن من شأن هذا التصعيد أن يزيد من مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام بالمنطقة».
وجاءت المباحثات الهاتفية بين الملك محمد السادس والعاهل الأردني، بعد الموقف الذي عبر عنه المغرب بخصوص اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، حيث أعلن بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن «المملكة المغربية التي يرأس ملكها محمد السادس لجنة القدس الشـريف، تعرب عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصـى، وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين».
ودعت المملكة المغربية، في البلاغ الذي (توصلت «الأخبار» بنسخة منه)، «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته».
وأصيب أكثر من 150 فلسطينيا واعتقل 400 آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة الماضي. وتوالت المواقف الخارجية المطالبة بوقف التصعيد، وقالت إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن 60 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الثانية من رمضان في المسجد الأقصى رغم الإغلاق واقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 153 جراء الاعتداء عليهم بالضرب وقنابل الغاز. واستخدمت قوات الاحتلال القنابل المسيلة للدموع، فضلا عن القنابل الصوتية والدخانية والهراوات، في محاولة لإخلاء المسجد وباحاته، كما لاحقت قوات الاحتلال المصلين واعتدت عليهم بالضرب في ساحات المسجد.