شوف تشوف

الدوليةالرئيسية

ما بين إلغاء ووقف “الضـم” . . ردود متباينة على تطبيع الإماراتي الإسرائيلي

بالرغم من أن الاتفاق الذي وصف بـ”التاريخي” والمعلن عنه عشية أمس الخميس والقاضي بالتطبيع الكامل بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، لن يتم التوقيع الرسمي عليه إلا بعد ثلاثة أسابيع بالبيت الأبيض الأمريكي، إلا أن الإعلان عنه وعن فحوى البيان الثلاثي خلف ردود فعل عربية ودولية متباينة حد التناقض.

ولعل أولى ردود الفعل هي تلك التي صدرت عن الموقعين أنفسهم على هذا الاتفاق. ففي الوقت الذي أكد فيه ولي عهد أبو ظبي، في تغريدة له على “تويتر” على أنه “تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية”.

رد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو موضحا أنّ مخطط “الضم” لم يلغ، لكن تمّ تأجيله مؤقتا، بطلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما أكد ذات المتحدث على أن “خطته لتطبيق السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية لم تتغير، المعروفة إعلاميا باسم “الضم”، رغم توقيع اتفاقية السلام مع أبو ظبي”.

وقد أعلن السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان الخميس أنّ خطّة الدولة العبرية لضمّ أراضٍ في الضفّة الغربية المحتلّة “لم يُصرف النظر عنها نهائياً”، مؤكدا في مؤتمر صحافي في واشنطن إنّ “الصياغة تمّ اختيارها بعناية من جانب الأطراف المعنية -تعليق مؤقّت-، لم يُصرف النظر عنها نهائياً”.

من جهته، ذكر مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، أنه يوجد “احتمال كبير جدا” أن تُعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى تطبيع العلاقات بينهما خلال الأشهر الثلاثة التالية لإعلان تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي، الذي كشف النقاب عنه أمس الخميس‪. كما توقع مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، روبرت أوبراين حصول اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية، حيث قال: “نعتقد أنه توجد دول أخرى مستعدة لخطوة من هذا النوع”.

وفور الإعلان عن الخطوط العريضة لمضامين البيان المشترك الثلاثي الأطراف، تباينت ردود الأفعال العربية والدولية ما بين مؤيد لقرار الإمارات العربية المتحدة التطبيع الكامل مع إسرائيل، وبين مندد بالخطوة ومشكك في خلفياتها وتداعياتها على الشعب الفلسطيني والمنطقة ككل.

على المستوى الدولي، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بالاتفاق أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، معربا عن أمله في “أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّداً في مفاوضات جادّة تحقّق حلّ الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية”.

أما وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان فقد اعتبر في بيان أن “القرار المتّخذ من جانب السلطات الإسرائيلية بتعليق ضم أراض فلسطينية، خطوة إيجابية يجب أن تتحوّل إلى إجراء نهائي”، مؤكدا على أنه “في النهاية لا بديل عن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تشكل السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الدولتين وسلام مستدام”.

وفي سياق متصل، قال مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية المختص بالملف الإيراني والذي سيترك منصبه قريبا، برايان هوك، إن الاتفاق الجديد بمثابة “كابوس” لإيران فيما يتعلق بمساعيها ضد إسرائيل في المنطقة‪.

هذا في الوقت الذي نددت فيه تركيا، أمس الجمعة، بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات ووصفته بأنه “خيانة للقضية الفلسطينية، متهمة الإمارات العربية المتحدة بـ”السعي إلى تقديم الاتفاق كنوع من التضحية بالنفس من أجل فلسطين، في الوقت الذي تخون فيه القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها”.

ووصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي “الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بالخطوة التي من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”.

وقالت البحرين إن “هذه الخطوة التاريخية (الاتفاق) ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة”.

كما أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي أن الاتفاق “سيكون مرتبطا بما ستقوم به إسرائيل”.

من جانبها أعلنت السلطة الفلسطينية “رفضها واستنكارها الشديدين” للاتفاق، وحذرت “من الرضوخ للضغوط الأمريكية والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية”.

إلى ذلك وصفت إيران الاتفاق بأنه “خطوة خطيرة.. وخطوة العار”، محذرة من أي تدخل من قبل إسرائيل في “معادلات منطقة الخليج الفارسي”، وبأنه على “حكومة الإمارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة”.

هذا وسبق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن أعلن أمس الخميس أن “اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات سيتّم توقيعه في البيت الأبيض في غضون ثلاثة أسابيع من قبل كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووليّ عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان”.

ووصف ترامب الاتفاق بـ”الاختراق الضخم، وأنه اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى