شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرسياسيةمجتمعمدن

«مافيا العقار» تسطو على أراض فلاحية شاسعة بإقليم طاطا

التلاعب في أسماء العقارات لإيهام السلطة والقضاء

محمد سليماني

تعيش منطقة تسينت بإقليم طاطا حالة احتقان كبير بعد ظهور أحد الأشخاص المنحدر من إحدى مدن شمال المملكة، وادعائه اقتناء أراض فلاحية بورية يعود استغلالها إلى أبناء قبيلة دوبلال منذ عقود طويلة.

وبحسب المعطيات، فقد كانت مفاجأة أبناء «دوبلال تسينت» كبيرة عندما اكتشفوا أيضا أن الأرض التي يحاول المشتري الجديد استغلالها ليست هي تلك التي توجد في الوثائق التي تسلمها من بعض سماسرة العقار، الأمر الذي أغاظ قبيلة دوبلال، ونزل بعض أفرادها إلى عين المكان، حيث نظموا وقفة احتجاجية فوق الأرض الفلاحية، رافضين أن يستغلها أي كان، وتحت أي مبرر، لكونها أرضا في ملكيتهم، ويستغلونها في الزراعة البورية والرعي منذ عقود.

وبحسب مصادر من المحتجين، فإن مافيا العقار بإقليم طاطا قاموا ببيع عقار لا يملكونه أصلا، وهو عقار في ملكية أفراد الجماعة السلالية لدوبلال، ويوجد بمنطقة تسمى «بريغيلة»، التي أضحت اليوم شرق الحزام العسكري بضواحي إقليم طاطا. وأفادت المصادر بأن هؤلاء لما اكتشفوا صعوبة الوصول إلى هذا العقار لكون المنطقة أضحت منطقة حدودية يمنع أن يتحرك فيها المدنيون إلا بتراخيص محددة المدة، قاموا بمحاولة السطو على أراض أخرى توجد غرب الحزام العسكري تسمى «تمسراوت»، وهي أرض كذلك في ملكية قبيلة دوبلال، تبعد عن أراضي «بريغيلة» بحوالي 60 كيلومترا. وأفادت المصادر بأن قبيلة دوبلال كانت قد تقدمت بمطلب تحفيظ أراضي «تمسراوت» منذ سنة 1962.

وبحسب المعطيات، فإن مافيا وسماسرة العقار قاموا بوضع اليد على أراضي «تمسراوت»، واختيارها لم يكن اعتباطيا، بل لكونها من أجود الأراضي الفلاحية بالمنطقة، لانبساطها وقربها من السكان، ثم لجودة تربتها، الأمر الذي أسال لعاب مافيا العقار، خصوصا في السنوات الأخيرة التي ظهر فيها عدد من المستثمرين في المجال الفلاحي، والذين أضحوا يقتنون مئات الهكتارات من الأراضي الشاسعة. واستنادا إلى المعطيات، فإن السماسرة ولوبيات العقار يقومون بالتدليس على رجال السلطة والقضاء من خلال تغيير أسماء تلك الأراضي بأسماء أراض أخرى، لكون هؤلاء المسؤولين لا يعرفون تلك الأراضي الممتدة على مساحات شاسعة، وثانيا لكون أسماء تلك الأراضي هي أسماء عرفية فقط، أطلقها أبناء قبيلة دوبلال منذ عقود، وبالتالي فإن «التلاعبات» لا يتم اكتشافها إلا عندما يرغب المشتري في تحفيظ أو استغلال الأرض التي اقتناها، حيث يقوم بمحاولة تحفيظ أرض غير تلك التي اقتناها، خصوصا وأنهم يطلقون أسماء جديدة على الملك الذي اقتنوه كي لا ينكشف أمرهم.

ومن جهة أخرى، فإن بعض لوبيات العقار والأراضي بالمنطقة يقتنون أيضا مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية بواسطة عقود «مشكوك» في صحتها. وبحسب مصادر من المحتجين، فإن هذه «التلاعبات» تتم بمساعدة بعض أفراد قبيلة دوبلال ممن لهم مصالح مشتركة مع سماسرة ولوبيات العقار، لذلك يرفض البعض تداول هذا الملف وإخراجه للعلن، لكون ذلك سيفتح أيضا ملفات أخرى لبعض أعضاء القبيلة الذين قاموا بدورهم بالاستيلاء على مئات الهكتارات بطرق «ملتوية»، وعبر استغلال السلطة والنفوذ، والتدليس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى