ماذا لو رحل ترامب واختفى نتنياهو؟
فاروق جويدة
هناك مستقبل غامض ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد تكون هناك نهاية مؤسفة يتم فيها عزل رئيس أكبر دولة في العالم، واختفاء رئيس وزراء أكبر دول العالم شرا وتآمرا.
إن هذا السقوط يحمل مؤشرات جديدة، وسوف يغير الكثير من الحسابات في أهم مناطق الصراع في العالم الآن، وهي الشرق الأوسط والبلاد العربية.
فاجأت رئيسة مجلس النواب الأمريكية السيدة نانسي بيلوسي العالم بإعلان فضيحة عالمية تحتم عزل الرئيس ترامب من حكم أمريكا، وطالبت بإجراء تحقيق رسمي مع الرئيس حول فضيحة أوكرانيا، حيث تم تسريب مكالمة بين ترامب ورئيس أوكرانيا، يطلب فيها تشويه سمعة جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظا بين الديمقراطيين في انتخابات 2020.
إن المكالمة التي تم تسريبها تبرر أسباب عزل الرئيس الأمريكي، خصوصا أنه طلب من الرئيس الأوكراني فتح تحقيق مع نجل بايدن بشأن استثماراته في أوكرانيا.. فهل تكون هذه هي المرة الثانية التي يعزل فيها رئيس أمريكي، بعد فضيحة ووتر غيت التي عصفت بالرئيس نيكسون؟
على الجانب الآخر، فإن نتنياهو متابع بقضايا فساد مالي وتجاوزات كثيرة تطارده، كما أن هناك أحزابا في إسرائيل أصبحت تهدد بقاء نتنياهو في السلطة، ولا شك في أن كتلة الفلسطينيين في الكنيست قد حققت إنجازا تاريخيا أمام تسلط نتنياهو، وإلى جانب هذا فإن تصريحات نتنياهو وأطماعه التي أعلن عنها صراحة قبل الانتخابات باجتياح الضفة، قد تركت آثارا سيئة على شعبيته في إسرائيل وخارجها.
من ناحية أخرى، هل يمكن أن تصبح صفقة القرن جزءا من التاريخ، وينتهي الحديث عن هذه الصفقة المريبة، خصوصا أنها ارتبطت بأسماء شخصين فقط هما نتنياهو وترامب؟ وهل يدخل الصراع الأمريكي- الإيراني منطقة أخرى ويعود الحوار بديلا للتهديدات العسكرية التي تهدد مستقبل كل شيء؟ وهل يأتي رئيس لأمريكا أكثر وعيا وإنسانية وحكمة بديلا من المساومات والصفقات وثمن الحماية التي فرضها الرئيس ترامب على الشعوب العربية؟ وهل يمكن أن تعود مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى مسارات سابقة، خصوصا بعد أن تخلت أمريكا في عهد ترامب عن كل الوعود الأمريكية؟ وقبل ذلك كله: هل نرى مناخا مختلفا عن تلك المرحلة الكئيبة التي عاشتها الشعوب العربية في ظل هيمنة أمريكية وتسلط إسرائيلي؟
إن أمريكا فتحت في عهد ترامب كل الأراضي العربية أمام إسرائيل، ونجحت في تدمير عدد من العواصم العربية، وأصبح الطيران الإسرائيلي يصول ويجول ما بين سوريا والعراق ولبنان.
إن كل هذه الحسابات يمكن أن تتغير في ظل رحيل شخصين اثنين فقط، ولنا أن نتصور كيف تلحق اللعنات بالشعوب بسبب عدد قليل من الأشخاص قد لا يزيد على اثنين، إن رحيلهما سوف يكون زلزالا يهز أركانا كثيرة، ومن بينها بكل تأكيد عالمنا العربي.