ماذا ستقول يا إريك زمور؟
يونس جنوحي
ماذا لو نجح إيريك زمور وأصبح رئيسا لفرنسا؟ كل شيء ممكن في النهاية. فحتى الأمريكيون عندما أصبح دونالد ترامب رئيسا لبلادهم، لم يصدقوا الأمر في البداية ولم يكونوا يتوقعونه. والدليل أن استطلاعات الرأي إلى حدود الأشهر الأخيرة للحسم، كانت تستبعد نجاح ترامب وتفضل لو أن الجمهوريين، الحزب العظيم والقديم كما يلقبونه، اقترحوا أسماء أخرى لكي تصمد في المنافسات.
وكان معروفا للجميع في أمريكا أن ترامب سبقت له السخرية من السود، وأنه دخل في مواجهات مع مشاهير السينما بسبب لون بشرتهم أو انتمائهم العرقي. ورغم ذلك فقد صوت له الأمريكيون، وكاد أيضا أن ينجح في ولاية ثانية رغم أن صناع الرأي في الولايات المتحدة، كان أغلبهم ضد ترامب ودعوا إلى عدم التصويت له واستعملوا أحط النعوت لوصفه.
زمور معروف في أوساط الفرنسيين بمواقفه المعادية للمهاجرين. وبالنسبة لبلد شكل قبلة للهجرة من القارة الإفريقية ومن غرب آسيا طوال السنوات السبعين الأخيرة، فإنه من الحمق فعلا بناء موقف سياسي معاد للمهاجرين.
فرنسا هي التي جاءت بالجيل الأول لمهاجري ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى ترابها. بنوا الطرقات والأنفاق واشتغلوا في المصانع لتعويض قتلى الحرب الذين أرسلتهم بلادهم إلى المعارك ضد ألمانيا.
الأكثر من هذا أن فرنسا استعانت بأبطال رياضيين من شمال إفريقيا لتمثيلها في المنافسات الدولية في نفس الفترة. ولنقتصر فقط على مثالين، الملاكم التونسي فيكتور بيريز الذي ينحدر من أصول يهودية. فرنسا هي التي نقلته من تونس حيث كان يمارس الملاكمة وراهنت عليه لكي يفوز بالألقاب في فرنسا ويمثل البلاد في منافسات أوربية. لكن الحكومة الفرنسية لم تتحرك من أجله مع بداية الحرب العالمية الثانية حيث خُطف وأقبر في سجون النازية سنة 1945.
بالإضافة إلى الجوهرة السوداء، العربي بن مبارك، الذي التقط الفرنسيون موهبته في كرة القدم وذهب إلى فرنسا لكي يحترف ويتحول إلى أسطورة في لعبة كرة القدم.
وهذان الرياضيان نموذجان فقط لأشهر الأساطير الذين قدموا الكثير للعلم الفرنسي في فترة حرجة من تاريخ الفرنسيين لم يكونوا يجدون خلالها السواعد لنهضة المصانع ولا الرياضيين لرفع العلم الفرنسي.
ماذا وقع بعد ذلك؟ اندمج المهاجرون القادمون من شمال إفريقيا ومن الغرب الإفريقي أيضا، في الحياة العامة بفرنسا. أصبح أبناؤهم يحصلون على شهادات التميز في المعاهد والمدارس والجامعات. ولم يعد آباؤهم يكتفون بعقد اجتماعات يوم السبت لتناول الأطباق الشعبية وسماع الموسيقى لاستعادة ذكريات أوطانهم.
في المقابل، كرس اليمين المتطرف في فرنسا برنامجه على مهاجمة هؤلاء المهاجرين باستغلال ظواهر الأحياء الشعبية وترويج المخدرات، ومؤخرا بالإرهاب وكأن كل مشاكل فرنسا سببها المهاجرون.
مؤخرا، أصبحت الفضائح الجنسية لبعض المرشحين الوسيلة الوحيدة لتقليص الأسماء في لائحة المنافسين. هل سنرى في الأيام المقبلة انفجار فضائح مالية أو جنسية، خصوصا الاتهامات القديمة بالتحرش، تستهدف منافسات الرئاسة؟ لا أحد يعلم ما دام السباق الانتخابي مفتوحا على كل المفاجآت.
عندما حاول اليمين الفرنسي تضييق الخناق على المغاربة، وقد رأينا فعلا كيف قررت فرنسا مؤخرا فقط تقليص التأشيرات الممنوحة لدول شمال إفريقيا، حاول استغلال موضوع الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها أمنيون ومدنيون. لكن المفاجأة أن أحد الأمنيين الذين راحوا ضحية الهجمات كان مغربيا، ووالدته هي لطيفة زياتن التي خاضت حملة إعلامية لوحدها للدفاع عن صورة المغاربيين في فرنسا. لو أصبح إريك زمور رئيسا للجمهورية الفرنسية التي بُنيت بدماء مختلطة، ماذا سيقول يا ترى للطيفة زياتن، وهي سيدة محجبة للإشارة فقط، إذا وجدها أمامه في إحياء ذكرى شهداء الجمهورية؟
يونس جنوحي
ماذا لو نجح إيريك زمور وأصبح رئيسا لفرنسا؟ كل شيء ممكن في النهاية. فحتى الأمريكيون عندما أصبح دونالد ترامب رئيسا لبلادهم، لم يصدقوا الأمر في البداية ولم يكونوا يتوقعونه. والدليل أن استطلاعات الرأي إلى حدود الأشهر الأخيرة للحسم، كانت تستبعد نجاح ترامب وتفضل لو أن الجمهوريين، الحزب العظيم والقديم كما يلقبونه، اقترحوا أسماء أخرى لكي تصمد في المنافسات.
وكان معروفا للجميع في أمريكا أن ترامب سبقت له السخرية من السود، وأنه دخل في مواجهات مع مشاهير السينما بسبب لون بشرتهم أو انتمائهم العرقي. ورغم ذلك فقد صوت له الأمريكيون، وكاد أيضا أن ينجح في ولاية ثانية رغم أن صناع الرأي في الولايات المتحدة، كان أغلبهم ضد ترامب ودعوا إلى عدم التصويت له واستعملوا أحط النعوت لوصفه.
زمور معروف في أوساط الفرنسيين بمواقفه المعادية للمهاجرين. وبالنسبة لبلد شكل قبلة للهجرة من القارة الإفريقية ومن غرب آسيا طوال السنوات السبعين الأخيرة، فإنه من الحمق فعلا بناء موقف سياسي معاد للمهاجرين.
فرنسا هي التي جاءت بالجيل الأول لمهاجري ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى ترابها. بنوا الطرقات والأنفاق واشتغلوا في المصانع لتعويض قتلى الحرب الذين أرسلتهم بلادهم إلى المعارك ضد ألمانيا.
الأكثر من هذا أن فرنسا استعانت بأبطال رياضيين من شمال إفريقيا لتمثيلها في المنافسات الدولية في نفس الفترة. ولنقتصر فقط على مثالين، الملاكم التونسي فيكتور بيريز الذي ينحدر من أصول يهودية. فرنسا هي التي نقلته من تونس حيث كان يمارس الملاكمة وراهنت عليه لكي يفوز بالألقاب في فرنسا ويمثل البلاد في منافسات أوربية. لكن الحكومة الفرنسية لم تتحرك من أجله مع بداية الحرب العالمية الثانية حيث خُطف وأقبر في سجون النازية سنة 1945.
بالإضافة إلى الجوهرة السوداء، العربي بن مبارك، الذي التقط الفرنسيون موهبته في كرة القدم وذهب إلى فرنسا لكي يحترف ويتحول إلى أسطورة في لعبة كرة القدم.
وهذان الرياضيان نموذجان فقط لأشهر الأساطير الذين قدموا الكثير للعلم الفرنسي في فترة حرجة من تاريخ الفرنسيين لم يكونوا يجدون خلالها السواعد لنهضة المصانع ولا الرياضيين لرفع العلم الفرنسي.
ماذا وقع بعد ذلك؟ اندمج المهاجرون القادمون من شمال إفريقيا ومن الغرب الإفريقي أيضا، في الحياة العامة بفرنسا. أصبح أبناؤهم يحصلون على شهادات التميز في المعاهد والمدارس والجامعات. ولم يعد آباؤهم يكتفون بعقد اجتماعات يوم السبت لتناول الأطباق الشعبية وسماع الموسيقى لاستعادة ذكريات أوطانهم.
في المقابل، كرس اليمين المتطرف في فرنسا برنامجه على مهاجمة هؤلاء المهاجرين باستغلال ظواهر الأحياء الشعبية وترويج المخدرات، ومؤخرا بالإرهاب وكأن كل مشاكل فرنسا سببها المهاجرون.
مؤخرا، أصبحت الفضائح الجنسية لبعض المرشحين الوسيلة الوحيدة لتقليص الأسماء في لائحة المنافسين. هل سنرى في الأيام المقبلة انفجار فضائح مالية أو جنسية، خصوصا الاتهامات القديمة بالتحرش، تستهدف منافسات الرئاسة؟ لا أحد يعلم ما دام السباق الانتخابي مفتوحا على كل المفاجآت.
عندما حاول اليمين الفرنسي تضييق الخناق على المغاربة، وقد رأينا فعلا كيف قررت فرنسا مؤخرا فقط تقليص التأشيرات الممنوحة لدول شمال إفريقيا، حاول استغلال موضوع الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها أمنيون ومدنيون. لكن المفاجأة أن أحد الأمنيين الذين راحوا ضحية الهجمات كان مغربيا، ووالدته هي لطيفة زياتن التي خاضت حملة إعلامية لوحدها للدفاع عن صورة المغاربيين في فرنسا. لو أصبح إريك زمور رئيسا للجمهورية الفرنسية التي بُنيت بدماء مختلطة، ماذا سيقول يا ترى للطيفة زياتن، وهي سيدة محجبة للإشارة فقط، إذا وجدها أمامه في إحياء ذكرى شهداء الجمهورية؟