شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسيةوطنية

مؤتمر للمستقبل

تنعقد في مراكش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي ستخصص لمناقشة التحديات التي تمس إفريقيا، وبالخصوص مسألة الديون والأمن الغذائي والتغير المناخي، والتفكك السياسي والاقتصادي العالمي، وهي قضايا تهم مستقبل البشرية.

إن مجرد تنظيم هذه الاجتماعات ببلادنا، وبحضور 189 دولة، يشهد على الثقة التي يحظى بها المغرب من قبل المؤسسات الدولية والأسواق المالية، وذلك بفضل الإصلاحات العميقة التي يقودها الملك محمد السادس. فبعد نحو 50 سنة من غياب إفريقيا، إذ يعود آخر اجتماع في دولة إفريقية إلى عام 1973 في كينيا، نجح المغرب في إقناع المنتظم المالي والاقتصادي العالمي باستضافة أكبر تظاهرة مالية واقتصادية تعقد مرة كل ثلاث سنوات.

فليس باستطاعة أي دولة إفريقية خرجت للتو من زلزال مدمر إقناع مؤسسة النقد الدولي والبنك العالمي بتنظيم مؤتمر عالمي يقرر في مصير العالم يحضره حوالي 12 ألفا و200 مشارك وأزيد من 189 دولة عضوا في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من بينهم مسؤولون في القطاع العام (البنوك المركزية، ووزارات المالية والتنمية وبرلمانيون) ورجال أعمال، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، والشباب، ووسائل الإعلام، وباحثون جامعيون… لولا أن البلد المنظم يحظى بالموثوقية والمصداقية بين دول العالم.

والحقيقة التي يؤكدها الواقع أنه لا يمكن الحديث عن تنمية إفريقيا والحسم في مستقبل إفريقيا ووضع أجندات التنمية بالقارة السمراء دون بوابة المغرب، أولا بحكم موقعه الجغرافي، وثانيا بحكم موقعه الجيوستراتيجي بالإضافة إلى التوجه الذي قاده الملك محمد السادس إزاء إفريقيا وفتحه باب الاستثمارات المغربية بهذه القارة، ما حوله إلى بلد نموذجي بالنسبة لكل البلدان التي تتطلع إلى التواجد بإفريقيا في إطار شراكات اقتصادية متعددة الأطراف، ما جعل بلادنا الدولة المؤهلة لجر قافلة إفريقيا نحو المستقبل.

إن المغرب آمن منذ عقود بمشروع إفريقي طموح، واسع ومهيكل، لم يدخر أي جهد من اجل النهوض بالوحدة الإفريقية من حلم إلى واقع ملموس. واليوم هناك مسؤولية دولية ملقاة على عاتق الدول الغنية والمؤسسات المالية من أجل تخصيص مكان وازن لإفريقيا في كل الحسابات والأجندات التنموية والاقتصادية المستقبلية وإلا سيكون العالم في خطر، فلن تزدهر باقي القارات والقارة الإفريقية تغرق في مستنقع الانقلابات وسوء التغذية وغياب التنمية، والمؤكد أن مؤتمر مراكش مهم جدا لرسم مستقبل إفريقيا والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى