تم بمونتريال تسليط الضوء على ريادة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، وذلك بمناسبة مؤتمر دولي تناول أبرز الرهانات الاقتصادية الحالية، بمشاركة صناع السياسات، والقطاع الخاص، ومنظمات دولية والمجتمع المدني. وشكل مؤتمر مونتريال (12-14 يونيو)، المنعقد تحت شعار «النجاح في عالم يشهد انتقالا»، مناسبة لاستعراض استراتيجية النمو الجديدة للمجموعة، والتي تندرج في إطار دينامية الانتقال الطاقي في المغرب، وفقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير الطاقات المتجددة والابتكارات الجديدة. وقال مدير مكتب كندا بالفرع الإقليمي للمكتب الشريف للفوسفاط في أمريكا الشمالية، كريم المنصوري، إن مهمة المجموعة تتمثل في توفير تغذية التربة لتغذية ساكنة العالم، مبرزا التزام المجموعة، أول منتج للأسمدة الفوسفاطية في العالم، لفائدة الأمن الغذائي والزراعة المستدامة، تماشيا مع التحديات التي يفرضها التغير المناخي ونمو سكان العالم. فبحلول العام 2050، سيتعين على العالم زيادة إنتاجه الغذائي بنسبة 56 في المئة، من أجل توفير التغذية لساكنة يناهز تعدادها الـ10 ملايير نسمة. وأوضح المنصوري أن المهمة الرئيسية للمكتب الشريف للفوسفاط تتمثل في التوفيق بين رهانات الأمن الغذائي والاستدامة، مسجلا أن تحسين صحة التربة يوفر بيئة ملائمة تعمل في الآن ذاته على تحسين الإنتاجية الزراعية وعزل الكربون. ويساعد عزل الكربون في التربة على تعويض انبعاثات الكربون الناجمة عن النشاط الزراعي. وفي هذا الصدد، أشار المنصوري إلى أن الاستدامة تعد نواة رئيسية ضمن استراتيجية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وأن الاهتمام بهذا المكون يتسم بالشمولية ويوجد في جميع مراحل سلسلة القيمة. وأوضح أن 100 في المئة من حاجيات المجموعة من المياه ستأتي من مصادر غير تقليدية بحلول سنة 2024، وأنه ستتم تلبية 100 في المئة من احتياجات المجموعة من الطاقة بواسطة الطاقات المتجددة بحلول العام 2027 – إنتاج الكهرباء يرتقب أن يتأتى فقط من الطاقات الريحية والشمسية والكهرومائية والتوليد المشترك للطاقة – بهدف أن تصبح المجموعة محايدة للكربون بحلول العام 2040.
ومن هذا المنظور، أشار المتحدث إلى أن المجموعة أعلنت، أخيرا، عن البرنامج الاستثماري الأخضر بقيمة 12 مليار دولار أمريكي للفترة 2023-2027، سيتم تخصيص جزء منها لإنتاج مليون طن من الأمونياك الأخضر بحلول سنة 2027. وأضاف المسؤول أن «استراتيجية النمو الجديدة تندرج في إطار استراتيجية التحول الطاقي في المغرب ورؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتطوير الطاقات المتجددة والابتكارات الجديدة في هذا المجال». ولفت إلى أن هذا الطموح وهذه الإنجازات «تستند إلى التزام المكتب الشريف للفوسفاط القوي بالبحث والتطوير والابتكار المستمر»، مبرزا أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وInnovX» » المخصصة لتصور وتطوير منظومات مبتكرة ومستدامة ذات تأثير محلي قوي، توجد في صلب هذه المنظومة المخصصة للبحث.
وفي كلمة أمام ممثلي قطاع الهيدروجين الأخضر الحاضرين في هذا المؤتمر، أوضح ممثل المكتب الشريف للفوسفاط «أن المجموعة تظل منفتحة على شراكات تعود بالنفع المتبادل، والتي من شأنها تحسين الالتقائية والتكامل في مجال الهيدروجين الأخضر». وهدف مؤتمر مونتريال إلى تسليط الضوء على الرهانات الرئيسية لعولمة الاقتصادات، من خلال التركيز على العلاقات بين الأمريكتين وباقي القارات.