شوف تشوف

الرأي

لي كلا حقو يغمض عينيه‎

زينب بنموسى
يقول الحديث الشريف: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، ورئيس حكومتنا السابق رجل متعه الله بموفور الصحة- أدامها الله عليه- والكثير من الفراغ، وراتب شهري سمين، ولكنه أخذ منه في المقابل كل ما من شأنه قتل هذا الفراغ، أو استثمار هذه الصحة فيه.
ذهب إلياس العماري، والوفا، وشباط وانتهت عشرين فبراير وانشغل لشكر بالاستعداد للانتخابات الجديدة، وبقي بنكيران وحيدا دون عدو/صديق «يتناكر معاه»، ويقارعه الكلام في حلبة السياسة. انطفأت الأضواء التي كانت مسلطة عليه، واختفى ظله من الحزب بعد أن استولى عليه تيار الاستوزار. فماذا تريدون أن يفعل الرجل؟ أن يصبر حتى يجتاحه اكتئاب دائم؟ أن يبقى في الظل حتى ينسى؟ أو أن يكتفي بـ«سواريات» اللايف التي لم يعد يشاهدها أحد؟ أليس افتعال صراع حزبي مع رئيس الحكومة الحالي- أول فاعل سياسي في البلد بعد الملك- أسهل وأبسط وذا فائدة أكثر خصوصا في ما يتعلق بالبوز الإعلامي؟
لم يكن ممكنا أن يحصل هذا «الشو الإعلامي» عند إعلان التطبيع مع إسرائيل، لأن بنكيران السياسي الذي تم إعفاؤه من رئاسة الحكومة يعلم أن مثل هذه القرارات لا يجوز تسفيهها بصراعات حزبية جانبية لن تغير شيئا، ولم يكن ممكنا أن يحصل هذا الشو مع معركة القاسم الانتخابي لأنه يعلم أن الحزب بأكمله سيوافقه الرأي، وهو لا يبحث عن من يوافقه الرأي بقدر ما يبحث عن خصم سياسي لا زال موجودا في الساحة كي يبقى هو الآخر على قيد الحياة السياسية.
لذلك فأسهل قرار استطاع الركمجة عليه هو مشروع قانون تقنين زراعة الكيف، والذي يعمد إلى تصويره كقانون مشجع على استهلاك المخدرات كي يعطي الشرعية لـ«الشو» الإعلامي الذي يعيشه. وإلا لماذا لم يقطع بنكيران علاقته مع العثماني بسبب العلاقات مع إسرائيل؟ لماذا لم يخاصم الرميد بسبب قانون «فرنسة» التعليم، أو على الأقل يخجل من نفسه حين كان يمرر هو نفسه قرارات صندوق المقاصة، وتحرير الأسعار، وصندوق التعاقد… وغيرها من القرارات التي تمس الشعب مباشرة، وتناقض ما كان يقوله الحزب قبل أن يذوق حلاوة السلطة.
بدل أن ينهج سياسة «البلوك بلوك بلوك» على رأي رضوى الشربيني التي يبدو أنه أصبح من متتبعيها هي الأخرى بسبب الفراغ، كان الأحرى به أن يخرج ويشرح لقواعد الحزب ومعاهم الشعب علاش تخاصم مع العثماني، واش تقنين الكيف حرام ورفع ضرائب الخمر من أجل إغناء خزينة الدولة حلال؟
ثم لماذا «يعاقب» بنكيران حزبه بتجميد عضويته وهو كبيرهم الذي علمهم السحر، والحزب لا يفعل شيئا غير السير على سنة أمينه السابق وحذو حذوه، فلو كان هو حاليا في رئاسة الحكومة لأضاف بندا في مشروع القانون يجيز بيع نبتة الكيف حتى في مكاتب التبغ، ولدافع عنه واتهم التحكم بمحاولة عرقلة حسن سير المؤسسات. راه لي ولد ماماتش أ سي بنكيران، بدل أن تخاصم حزبك كن فخورا بتبنيه النفاق السياسي الذي علمته إياه، ودع غيرك يتمتع بحقه من السلطة.. لي كلا حقو يغمض عينيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى