طنجة: محمد أبطاش
في ما يشبه تحدي تعليمات وزارة الداخلية بخصوص منع سرقة رمال الشواطئ، أوردت مصادر مطلعة أن لوبيات استعانت بجرافات لما يشبه عملية مسح لشواطئ رملية بسواحل العرائش، حيث شوهدت جرافات بمنطقة عين الشوك بضواحي العرائش، ورصد مواطنون جرافات وشاحنات تقوم بجرف كتبان رملية بكاملها من المنطقة، بعد أن حولتها إلى مقلع للرمال غير قانوني، حيث تم نشر صور لهذا الأمر على الشبكات الاجتماعية.
وأكدت المصادر أنه في ظل وجود قوانين صارمة من حيث سرقة رمال الشواطئ، باستثناء في قضايا لها صلة بالمنفعة العامة، فإن السلطات المحلية تحركت مباشرة بعد انتشار هذه الصور عبر الشبكات الاجتماعية، لرفع تقرير في الموضوع لعمالة الإقليم وتحديد المسؤوليات في ما جرى بالضبط.
ويكثر الطلب على هذا النوع من الرمال في ظل عودة الحركية العقارية بطنجة ونواحيها، وهو ما جعل مصالح الدرك تقوم بوضع الدوريات بكل شواطئ جهة طنجة، بعدما عادت للواجهة بشكل قوي على مستوى سواحل طنجة والعرائش ظاهرة سرقة الرمال، وهو ما استنفر مصالح الدرك الملكي، التي شرعت في القيام بدوريات على طول الشواطئ، لوقف نزيف هذه الظاهرة.
وأوضحت بعض المصادر أن هؤلاء اللصوص، يختارون أوقاتا بعينها، خصوصا على مستوى الليل أو الصباح الباكر، حيث يتوجهون بهذه الرمال لمشاريع خاصة للبناء، مقابل مبالغ مالية مهمة، نظرا لتكلفة مثل هذه الرمال التي يتم اعتمادها في البناء. وأوضحت المصادر، أنه بالموازاة مع استنفار الدرك، أعاب الجميع على مختلف مصالح وزارة التجهيز، عدم القيام بحملات تحسيسية للتنبيه لمخاطر هذه السرقات، التي تكون لها آثار وخيمة على البيئة البحرية وغيرها، خصوصا أن غياب هذه الرمال يتسبب في اختلال الوضع البيئي حيث تتخذه بعض الأسماك مكانا للتوالد.
وكانت شرطة المقالع واللجنة الإقليمية للمقالع بإقليم العرائش قد قامتا، خلال السنوات الأخيرة، بـالمئات من مهمة مراقبة، وتم على إثرها إحالة عدد من القضايا على المحاكم المحلية بالعرائش وطنجة.
وسبق أن قامت المديرية الإقليمية للتجهيز بالعرائش، وفي إطار اللجنة الإقليمية للمقالع، باعتماد المراقبة الطبوغرافية للمقالع باستعمال طائرات دون طيار وتكثيف المراقبة الطرقية وتنظيم فتح مستودعات الرمال وتعزيز مراقبتها، والعمل على استخدام صور الأقمار الصناعية الصادرة عن المركز الملكي للاستشعار الفضائي عن بعد لمتابعة هذه الظاهرة.