تطوان: حسن الخضراوي
على بعد أسبوعين من حلول شهر رمضان الكريم، كشفت مصادر خاصة أن شبكات التهريب المنظم التي تنشط بباب سبتة المحتلة، قامت بإغراق أسواق الفنيدق وتطوان والمدن المجاورة بالبضائع المهربة، خاصة بعض أنواع المواد الغذائية التي يرتفع عليها الإقبال خلال الشهر الكريم، وذلك في غياب شبه تام لمصالح مكاتب حفظ الصحة بالجماعات الحضرية المكلفة بالمراقبة، فضلا عن ضعف انتشار جمعيات حماية المستهلك، التي تقوم بدور مهم في توعية المواطنين، والدفاع عن حقوق المستهلك من خلال رصد المخالفات وتنبيه المؤسسات المسؤولة ومراسلتها بخصوص مدى احترام المحلات التجارية والتجار بالأسواق لمعايير وظروف تخزين المواد الغذائية، وتاريخ انتهاء الصلاحية، فضلا عن اسم الجهة الموردة أو المصنعة، قصد العودة إليها لتحمل كل تاجر مسؤوليته في حال مخالفة القوانين المنظمة للمجال.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن العديد من السلع التي توجد بمخازن بسبتة المحتلة، ويوشك تاريخ صلاحيتها على الانتهاء، تقوم بعض شبكات التهريب بشرائها بأثمنة منخفضة، قبل تهريبها نحو أسواق مدن الشمال، حيث يتم بيعها لمحلات متخصصة في صنع الحلويات وغيرها من المواد الغذائية التي يكثر عليها الاقبال في رمضان، فضلا عن تسويقها بشكل عشوائي وفي غياب شبه تام للجان المراقبة المحلية والإقليمية.
وحسب المصادر ذاتها فإن الجماعات الحضرية لتطوان والمضيق ومرتيل والفنيدق..، مطالبة بتفعيل دور مصلحة مكتب حفظ الصحة، والتنسيق مع المؤسسات المعنية، من أجل مراقبة جودة ومدى صلاحية المواد المهربة، سيما وأن بعض اللوبيات تتحايل بتغيير تواريخ انتهاء الصلاحية لخداع المواطن المستهلك، ناهيك عن عدم احترام الظروف المناسبة للتخزين والنقل، والشكوك التي تحوم حول مصدر بعض أنواع العسل المعروض بالأسواق، ما يتطلب حماية صحة وسلامة المستهلكين بالدرجة الأولى.
وسبق تنبيه المهتمين إلى أن إغراق الأسواق بالمواد المهربة ومجهولة المصدر، يفوت فرصا مهمة لتشجيع الاقتصاد الوطني ومنتوجات الشركات المحلية، حيث تحقق بعض اللوبيات المتحكمة أرباحا خيالية على حساب المغامرة بصحة وسلامة المواطنين، علما أنه يستحيل مراقبة كافة المواد المهربة وخضوعها للإجراءات القانونية الخاصة بالاستيراد والصرامة في توفير الظروف المناسبة للتخزين والنقل.