يؤثر تعاطي التدخين على النمو الطبيعي للجنين في رحم الأم. بحسب الإحصائيات يبلغ متوسط وزن المواليد الجدد بالنسبة للفتيات، 3.5 كيلوغرامات عند الولادة، أما الصبيان فيبلغ وزنهم عند الولادة 3.6 كيلوغرامات. ولكن إذا كانت أمهات هؤلاء المواليد تدخن أثناء الحمل، فإن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر أن يولدوا قبل الأوان، أو أن يولدوا بوزن أقل بكثير من المعتاد. وهو ما يسميه الأطباء تأخر النمو داخل الرحم .
يؤكد الأستاذ ميشيل هنري ديلكرويكس، رئيس شبكة الأمومة الخالية من التبغ أن وزن الجنين يعتمد على جودة الأوكسجين. وتدخين الأم يقلل من إمداد الأكسجين. يقاس هذا الأمر بتركيز أول أكسيد الكربون في الهواء الذي تخرجه الأم أثناء التنفس.
ويوضح طبيب أمراض النساء أن السجائر الملفوفة والشيشة أخطر من السجائر المصنعة لأنها تطلق المزيد من أول أكسيد الكربون.
وأظهرت الدراسات أنه إذا كان تركيز أول أكسيد الكربون المقاس في هواء الزفير للأم أكبر من عشرين جزءا في المليون، فإن متوسط وزن الطفل عند الولادة سيكون 1.9 كيولغرما، أي سبعمائة غرام أقل من المعتاد.
ونظرا لأن دماغ الطفل يمثل عشرة في المائة من وزنه عند الولادة، فإنه يولد بالتالي بنسبة عشرين في المائة أقل من كتلة الدماغ.
يمكن أن تكون العواقب وخيمة كأن تنخفض الإمكانات المعرفية للطفل، مع عواقب محتملة على تعليمه. ومن المعروف أيضا أن الأطفال الذين يتعرضون للنيكوتين في الرحم معرضون لخطر الموت المفاجئ في مرحلة البلوغ بأربعة أضعاف. كما يقول طبيب أمراض النساء، أن خطر السمنة يتضاعف ثلاث مرات.
عند الحمل يتمكن ثلث المدخنات من الإقلاع عن التدخين بمفردهن. لكن في فرنسا، ما يقرب من عشرين في المائة من النساء يواصلن التدخين في الثلث الثالث من الحمل. ويقدم المختصون بعض النصائح لمن لا يستطعن التخلص من التدخين خلال الحمل.
يوصي بعض المتخصصين باستخدام لاصقات تفرز النيكوتين لمدة ستة عشرة ساعة بدلا من أربع وعشرين ساعة وإزالتها طوال الليل، قبل وضع رقعة جديدة في الصباح.
ويجب ترك السجائر الإلكترونية كملاذ أخير، فالتدخين الإلكتروني أفضل من الاستمرار في تدخين التبغ. إذا لم تكن بدائل النيكوتين كافية، يمكن التوصية بالسجائر الإلكترونية للحوامل. ولكن الأفضل هو الإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن، لحماية صحة الأم والطفل قدر الإمكان.