شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

لن نضع البيض في سلة واحدة

تلتئم القمة العربية بالمملكة السعودية والنظام العربي الرسمي بات مريضا على كرسي لا يتحرك، بعدما هزمته الصراعات البينية والخلافات الداخلية والثورات المصطنعة في مختبرات الأجندات الدولية. وبدون شك، فإن المشكلة ليست في عقد القمة العربية أو تأجيلها، وإنما في مدى فاعلية ما يمكن أن تسفر عنه في ظل هذا الوضع الذي جعل السودان يدخل في حرب أهلية وجعل من أنظمة سوريا واليمن وليبيا وتونس دولا فاشلة، وهو ما جعل الواقع العربي يقدم خدمات مجانية لقوى إقليمية ودولية متربصة ومنتهزة لكل ما يخدم مصالحها.
وبكل تأكيد، فإن قمة الرياض ستكون مليئة بالمصالح المتضاربة، حيث صار الموقف من تركيا أو إيران أو سوريا مقدما على كل الملفات والثنائيات العربية التقليدية والمحاور بتنويعاتها المشرقية والمغربية. لكن في قلب هاته الأجندات والمصالح المزدحمة تدخل الديبلوماسية المغربية للدفاع عن مصالح بلدنا، سيما في مجال وحدتنا الترابية وأمننا القومي، فهذه القمة ليست كالقمة السابقة الفاشلة التي عقدت بالجزائر تحت شعار كاذب بلمِّ الشمل، وبالتالي فلنا فيها مصالح وطموحات ينبغي الدفاع عنها بشراسة وذكاء، لكن في ظل الشروط المتوفرة لا أحد ينتظر معجزات.
صحيح أن المغرب لم يتخلف عن أي قمة عربية في تاريخه، وظل على وفائه لمؤسساتها وجامعتها، لكن جاء الوقت لكي نعيد النظر في جدوى مشاركتنا فيها، ما دام أن كل دولة تهرول للدفاع عن مصالحها وما دام أنه بعد كل قمة يبقى الواقع العربي على ما هو عليه في انتظار قمة أخرى.
إن أول قرار ينبغي أن تتخذه سياستنا الخارجية ألا تضع كل بيضها الديبلوماسي في سلة واحدة، لأنه قد ينطوي على مخاطر كبرى مع التغيرات السريعة والمفاجئة، التي تعرفها مواقف الدول العربية، سيما السعودية والإمارات وقطر ومصر، وفي الوقت نفسه الإبقاء على شعرة معاوية مع طرف عربي من نظارة موقفه من وحدتنا الترابية.
صحيح أن معظم الدول العربية تساند وحدتنا الترابية علنا، لكن لا نلمس أي تناسب بين الأقوال والأعمال، وقد آن الأوان لكي تخرج بعض الدول العربية من مناطقها الرمادية ودوائر الراحة، التي تجعل مواقفها المريبة تضر مصالحنا أكثر مما تنفعنا، كما هو الشأن بالنسبة لاستدراج مصر لحضور اجتماع ما يسمى مجلس وزراء الدفاع للدول الأعضاء في “قدرة إقليم شمال أفريقيا”، بمشاركة قائد عسكري في جبهة “بوليساريو”، أو قبلها مع طعنة الغدر التونسية أو مواربة موريتانيا وسوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى