شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

لمحات من أدب الهجرة والنزوح

 إعداد وتقديم- سعيد الباز

مقالات ذات صلة

 

 

أصبح موضوع الهجرة يحتلّ أهمية كبيرة في وسائل الإعلام ولدى المتتبعين من مفكرين وأكاديميين إلى الأدباء والفنانين. لقد أضحى دون شك معضلة العصر وانشغالا حقيقيا من قبل الباحثين والدارسين في سعي لفهم الظاهرة ومسبباتها. على المستوى الأدبي والإبداعي الذي واكب هذه الظاهرة، من خلال أعمال تتوزع بين الكتابة الروائية والسيرة الروائية إلى الكتابة السينمائية والمسرحية فضلا عن الفن التشكيلي… إلّا أنّها في معظمها لم تستمد مادتها الأدبية من المتخيّل المحض، بل عززتها انطلاقا من تجاربها الشخصية والمعايشة التامة لحالة الهجرة والنزوح ما أكسبها تأثيرا واسعا وتتبعا كبيرا جعلاها تنفرد بخاصيتها المميزة. إنّ تفاقم هذه الظاهرة واستفحالها في مناطق كثيرة من العالم سيؤدي لا محالة إلى اتّساع هذه الكتابات الأدبية وتراكمها، وتصنيفها باعتبارها أدبا معبّرا عن أزمة الإنسان المعاصر، في وجه الحروب والكوارث الطبيعية واتّساع الهوة الاقتصادية بين البلدان الغنية والفقيرة وغياب مبدأ التضامن الإنساني والعودة إلى الانطواء على الذات ونبذ الآخر.

 

محسن حميد.. الهجرة غربا

 

 

حازت رواية الكاتب البريطاني ذي الأصل الباكستاني «الهجرة غربا» شهرة عالمية، رصد فيها ظاهرة الهجرة عبر مخيمات اللجوء من خلال شخصيتين (ناديا وسعيد). فنتعرف على طبيعة الحياة في المخيمات التي تختلف كلية عن الحياة العادية، من مظاهرها وتفاصيلها نقرأ: «… ابتعدا عن المنتجع السياحي ومن أعلى إحدى التلال شاهدا ما يبدو مخيّما للاجئين، يحتوي على مئات الخيم والأكواخ وأناس من شتى الألوان والسحنات، العديد من الألوان والسحنات التي تتراوح في غالبيتها بين البنّي والبنّي الداكن إلى الفاتح، وهؤلاء قد تجمّعوا حول نار تشتعل داخل براميل نفط، يتكلّمون في تنافر أصوات يجسّد لغات العالم، أشبه بما قد يسمعه الفرد لو عمل في قمر اصطناعي للاتصالات، أو كان جاسوسا يتصنّت على كابل ألياف بصرية يمرّ عبر البحار.

في تلك المجموعة، الكلّ غريب وبالتالي ما من أحد غريب بشكل أو بآخر. سرعان ما حدّدت ناديا وسعيد مجموعة من مواطناتها ومواطنيها من سكان الأرياف، فعلما منهم أنّهما على جزيرة ميكونوس اليونانية، وهي جزيرة تجتذب السياح صيفا، ويبدو أنّها تجتذب اللاجئين شتاء… كان المخيم أشبه بمركز تجارة يشهد أيامه الذهبية، إذ كل ما فيه للبيع والمقايضة، من البلوزات إلى الهواتف الخلوية إلى المضادات الحيوية، والجنس والمخدرات، إنما بوتيرة هادئة بعض الشيء. إذ توجد عائلات عينها على المستقبل، وهناك عصابة شبّان صغار عينهم على الضعفاء والنزهاء، وأولئك الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ أطفالهم، وهناك من أتقنوا خنق رجل في الظلام من غير أن يصدر أيّ صوت. قيل لهم إن الجزيرة آمنة بشكل عام، ما خلا بعض الاستثناءات، شأنها شأن غيرها من الأماكن. فالأشخاص المسالمون يتخطّون بأعدادهم الأشخاص الخطيرين. لكن قد يكون من الأفضل أن يبقى الفرد في المخيم بالقرب من آخرين.

أوّل ما اشتراه سعيد وناديا، وناديا هي التي تولت المفاوضات، كان بعض المياه والطعام وغطاء وحقيبة ظهر أكبر، وخيمة صغيرة تحوّلت عند ثنيها إلى كيس خفيف سهل الحمل، وشريحتين محليتين لهاتفيهما. ثم اختارا رقعة أرض عند طرف المخيم، باتّجاه التلة، لم تكن عرضة للرياح ولا صخرية، وشيدا عليها منزلهما المؤقت…

جلست ناديا وسعيد بالقرب من بعضهما البعض على الأرض يحاولان الاستماع إلى الأخبار، والاضطرابات في العالم، وحال بلادهما، ومختلف الطرقات والوجهات التي يأخذها المهاجرون ويوصون بها بعضهم بعضا، والحيل التي يمكن لهم توظيفها والمخاطر التي يفترض بهم تفاديها بأي شكل من الأشكال».

 

رشيد نيني.. يوميات مهاجر سرّي

  

لم تحمل «يوميات مهاجر سرّي» لرشيد نيني طابع اليوميات التقليدي، بل اتخذت لنفسها بناءها الخاص المرتبط بمنظور السارد من خلال موقعين أساسين: موقع الكاتب والصحفي المتعاون الذي غادر موطنه، وموقع المهاجر السرّي. لذلك نصادف هذا العبور الدائم والمتواصل بين الكاتب والشاعر، والمهاجر السري هو السمة البارزة لليوميات… من «الأوهام» لعالم الكتابة إلى الواقع الفجّ لعالم المهاجر السرّي ببذاءته وقساوته المريرة. هذا هو المسار الذي تقطعه اليوميات، وبنفس شعري لا تخطئه العين، ملتقطة المفارقات والتناقضات دون إغفال السخرية المبطنة التي تشبه ابتسامة خاطفة وسريعة لا تكتفي بأن تعري الواقع، بل تفضحه… لا تتوسل الادعاء تاركة للواقع أن ينطق بمرارته. كما هو الشأن في هذه المقارنة: «الجسد هو أن ترتب خمسمائة صندوق من البرتقال داخل شاحنة ترايلي… هكذا تختبر جسدك جيدا. لترى هل يستحق أحدكما الآخر. أعتقد أنّ جسدي يستحقني. لأنّه لم يخذلني عندما احتجتُ إليه. ليس كالكتب أو القصائد التي تخذل أحيانا حتّى الموت». إضافة إلى ذلك تلتقط اليوميات لوحات، عبارة عن بانوراما لواقع الهجرة السرّية، بكل تفاصيلها المعقدة التي تبلغ حدّ السوريالية من شدّة مفارقتها باعتبارها عالما مغايرا يمتلك منطقه الخاص الذي ينبغي أن نفهمه ونستوعبه:

«… عراقيون. مغاربة. جزائريون. أكراد. باكستانيون. غجر. هنود. سلالات بلا عدد تجوب هذه القارة العجوز بحثا عن خلاص ما. كلّ واحد يحمل معه قصته الخاصة. قصص تليق بأفلام حقيقية. عندما يحكي أمامك كردي مثلا كيف فرّ من شمال العراق بعد أن دمّر الطيران الحربي العراقي قريته عن آخرها. أو كيف خدم جزائري الجيش في الصحاري طيلة عامين وكيف صوّب سلاحه وهو غير متأكد من أنّ ما سيصيبه ليس بالتأكيد عدوا. تنسى قصتك الشخصية. وربّما تنتهي إلى اعتبارها مجرّد قصة عادية وتافهة بالمقارنة مع قصص هؤلاء. هنا تبدو الرقعة مقسمة بينهم. الجزائريون ينصرف أغلبهم إلى السرقة، لأنّهم يعتبرون العمل حماقة. الغجر يتسولون أمام البارات والمطاعم. يعزفون على الغيتار ويغنون الفلامنكو، وأحيانا يتحايلون على السياح بألعاب الحظ. البوليس يطاردهم طوال النهار، لكنّهم يختفون في الوقت المناسب تماما. الباكستانيون يخرجون بعد منتصف الليل. لا لشيء سوى ليبيعوا الورود الحمراء للسكارى في علب الليل. سحناتهم هادئة تماما، وبدلاتهم تكاد تكون متشابهة. حذاء رياضي وسروال مكوي بعناية. وقميص طويل بلون واحد في الغالب. يبيعون الورود بلا ثرثرة. ويوم الجمعة يذهبون إلى المسجد في أليكانتي للصلاة. أمّا المغاربة فأغلبهم يفضل الاختفاء في القرى الصغيرة للعمل في الحقول هناك لا أحد ينشغل بالسؤال عن الأوراق ما دمت تشتغل في الفلاحة فلا أحد يزعجك. المشاكل تبدأ عندما تأتي إلى المدن الكبيرة. البشرة غالبا ما تشي بصاحبها. فينتهي بك المطاف في المحكمة عند أحد القضاة. أغلب الجزائريين الذين أعرف هنا سبق وأن اعتقلهم البوليس. وكلّ واحد منهم يحمل قرارا بمغادرة التراب الإسباني في خلال عشرة أيام. لكن لا أحد منهم يغادر هذا التراب. وكأنّه أصبح ترابهم الخاص، حيث جذورهم الحقيقية. البوليس أيضا يعرف أنّهم لا يعودون. لذلك بمجرّد ما يعتقل أحدهم مرّة يسجل اسمه ولا يعود إلى إزعاجه. عبد القادر يقول ضاحكا إنّه في كلّ مرة يعتقل يعطيهم اسما وجنسية ما. مرّة عراقي، مرّة فلسطيني، وهكذا. ويضيف أنّه جامعة دول عربية متحركة. بمجرّد ما وصل إلى إسبانيا أحرق جواز سفره. هكذا تخلص من هويته. وظل هكذا مجرد مواطن يحمل جميع الانتماءات العربية دفعة واحدة. في كلّ مرة يشهر انتماء ما…» ختاما، تصبّ اليوميات في تتابعها المنتظم إلى واقع الهجرة السرية المرّ: «أحيانا يكفي أن تفتح راحتيك أمام رجال الأمن إذا سألوك حول الأوراق ليتأكدوا من أنك تكدح في الحقول لكي يخلوا سبيلك. فالأصابع المشققة تفيد كثيرا كبطاقات هوية للمهاجرين العرب في هذه الجزيرة أكثر من تلك البطاقات الزرقاء شبه المستحيلة التي تخوّلك حق العمل والإقامة، والمكتوبة بحبر تافه يستطيع أيّ طفل أن يدلقه على ذيل جرو. إذا لم تصدقني اذهب لترى كلّ هذا بنفسك!».

 

هيثم حسين.. قد لا يبقى أحد

 

 

عاش الكاتب والروائي السوري هيثم حسين تجربة الهجرة والنزوح بسبب الحرب، حيث استقرّ في بريطانيا لاجئا في أحد المخيّمات. كتب الروائي السوري سيرته الروائية عن هذه التجربة تحت عنوان «قد لا يبقى أحد» الصادرة سنة 2018 صوّر فيها الحياة في مخيمات اللجوء بكل تفاصيلها المثيرة قائلا: «… بعد المقابلة الأولى التي هي تحقيق مفصّل، هناك انتظار للمقابلة الثانية، هي الأهم يقرر فيها المحقق ووزارة الداخلية، إمّا منحك اللجوء أو رفض طلبك، وفي أثناء ذلك تظل معلّقا في بحر الانتظار، تعيش مع أشخاص مختلفين من ثقافات ولغات مختلفة. قد يطول انتظارك أسابيع أو شهورا، أو ربما بضع سنوات، من دون وجود أيّ مبرر مقنع لذلك، فهناك من يُنظر في طلبه ويُمنح حقّ اللجوء ويجلب أسرته في غضون أشهر قليلة، وهناك من يطول انتظاره لسنتين أو ثلاث لحين استكمال إجراءات الإقامة واللجوء ولمّ شمل الأسرة.

… في المخيم المؤقّت في بلدة ويكفيلد الإنكليزية، بقية قرابة أسبوعين، تفاجأت بالمبنى المقابل. كان سجن ويكفيلد الرهيب مقابل المخيّم. حين اكتشفت أنّ السجن يربض على بعد أمتار قليلة من غرفتي لم أستطع النوم إلّا لماما، كنتُ أفيق بين الساعة والأخرى متوجسا. تساءلت كثيرا مع نفسي هل من المصادفة اختيار هذا الفندق الكبير مقابل السجن الضخم ليكون عتبة مؤقتة للاجئين في رحلة لجوئهم في بريطانيا، وما إن كان ذلك لدفعهم إلى التحفظ في بداية حياتهم الجديدة، وترويعهم من رعب السجن المخيم على المخيّم نفسه.

بدت المنطقة المحيطة بالسجن والمخيّم هادئة تماما، لم أستطع منع نفسي من التفكير في حكاية المسجونين ومآسيهم وأنا القادم من بلاد كانت سجونا مفتوحة على العدم، سجونا محاطة بأسوار من الخوف والرعب والترويع والجنون، تقهر الإنسان وتدمي روحه.

… كان الروتين اليوميّ في المخيّم أشبه بروتين السجن نفسه، أوقات الوجبات الغذائية محددة بدقّة، يتمّ توزيع المخصصات على اللاجئين، تمكن مصادفة صور من الترفع والتعفف وأخرى من التكبّر والوضاعة في الوقت نفسه، يتكالب بعضهم على الطعام بطريقة مقززة، يظنون أنّها شطارة، أولئك الذين ينخر الجوع أجسادهم لن يستدلّوا إلى أيّ طريق للشبع.

… مزيج غير متجانس من اللغات والشعوب، أفارقة من مختلف الدول الإفريقية يتقوقعون على أنفسهم، إيرانيون يعلّقون صلبانا كبيرة يتعاملون بنوع من التعالي على غيرهم، ويشعرون بنوع من التفوق عليهم، يعدّون كثيرين من اللاجئين الذين معهم في المخيّم جزءا من ماضيهم قبل أن يغيّروا ديانتهم، وكثيرا ما يتردّد أنّهم إنما يغيّرون دينهم من أجل الحصول على الإقامة لا غير، وكان الردّ التالي بأنّ مكسب الكنيسة يكون في الأجيال التالية وليس من الجيل الانتهازيّ الذي يقلب دينه من أجل غايته في الإقامة فقط… ثمّ هناك عرب وكُرد يخوضون نقاشاتهم السياسية التي لا تنتهي في العادة، ولا ينفكون ينظرون إلى أولئك الإيرانيين بنوع من الاستهجان لانتهازيتهم وتغيير دينهم وزعمهم تغيير جلودهم بتلك السرعة، ولا يعدم بعض منهم التعبير عن شعور بنوع من التفوّق عليهم لأنّهم ما زالوا متشبثين بدينهم ويحاولون إبراز ذاك التشبّث وإظهاره بطريقة مباشرة للدلالة على قوة عقيدتهم».

 

بول كوليير.. الهجرة كيف تؤثر في عالمنا

 

… في كثير من الأحيان ينظر البعض إلى تصاعد الهجرة بوصفها وجها حتميا من وجوه العولمة. لكن هذا في حقيقة الأمر خطاب أجوف، بعيدا عن اعتبار حركة البشر على وجه الإجمال تشكّل جانبا من جوانب العولمة، فحركات البضائع، ورؤوس الأموال والأفكار كلّها من البدائل التي يمكن أن تعوض عن انتقال البشر من مكان لآخر. في أي مكان يتوافر فيه إمكان تحقيق مكاسب إنتاجية من خلال انتقال الأفكار، والبضائع أو الأموال بدلا من البشر، من المنطقي جدا أن يحصل ذلك، ومن المتوقع خلال القرن المقبل أن يحصل هذا أيضا… هذه البدائل التي ربّما تحدّ من نطاق الهجرة قد تكون بطيئة جدا بحيث لا تتيح لنا أن نغلق الفجوة الهائلة في الدخل بين المجتمعات الأكثر فقرا والمجتمعات الغنية خلال فترة حياتنا.

… إنّ النمو الذي تحقق في البلدان الغنية خلال السنوات الثلاثين الذهبية وحالة الركود التي تعانيها البلدان الفقيرة هي من الأمور الأساسية لفهم أصول الهجرة ومسبباتها في العصر الحديث. لقد خلقت حالة الازدهار الاقتصادي غير المسبوق التي شهدتها تلك الفترة ضغوطا باتّجاه إعادة فتح الأبواب. أصبح أصحاب العمل يبحثون جاهدين عن العمال. وأدّى ذلك أيضا إلى تلاشي الخوف الذي كان العمال في السابق يشعرون به من تحركاتهم الجماعية للمطالبة بالحقوق، وهكذا توسّعت نقابات العمال وصارت أكثر استعدادا للتصدي والمطالبة بالحقوق. كانت الحكومات نفسها هي صاحب العمل الرئيسي في البلاد، ولهذا واجهت مباشرة نقصا في القوة العاملة، لكنّها كانت تعاني أيضا ردود أفعال تتمثل في الإضرابات وتضخم الأجور، وهي من الأمور المصاحبة لنضال اتحادات العمال. ضمن السباق من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، بدا أنّ تشجيع العمال على المجيء من بلدانهم التي تعاني مستويات معيشة متدنية خطوة تتسم بالفطنة. كان اليسار السياسي يحتاج إلى تجنيد البشر للتوسّع في الخدمات العامة وتشييد البنى التحتية، أمّا اليمين السياسي فكان يحتاج إلى المهاجرين الذين يبدون على استعداد للذهاب تحديدا إلى مناطق «تقع في عنق الزجاجة»، وبذلك يتسارع النمو وتُضْبَطُ النزعة العدوانية. وهكذا صارت الحكومات تتساهل في القيود التي تُفرض على الهجرة وسعت في واقع الأمر بفعالية إلى جذب العمال الأجانب. كانت ألمانيا تسعى إلى اجتذاب الأتراك، وفرنسا تستهدف المهاجرين من شمال أفريقيا، وبريطانيا تستجلب مهاجرين من مناطق بحر الكاريبي، والولايات المتحدة تريد مهاجرين من أمريكا اللاتينية. على سبيل المثال، يسّرت أمريكا شروط الهجرة بشكل جذري من خلال قانون الهجرة لسنة 1965. وبفتح أبوابها للمهاجرين، كانت الحكومات واثقة من أنّ الناس سوف يرغبون في المجيء إليها. لقد أعطت الفجوة الواسعة في الأجور الناس في البلدان الفقيرة حافزا اقتصاديا قويا للانتقال إلى بلدان غنية. لكن على الرغم من اتّساع الفجوة، لم يكن تدفق المهاجرين في بداية الأمر طوفانا، بل كان شحيحا… فهناك كثير من العوائق الخطيرة أمام الهجرة من دولة إلى أخرى تتجاوز أيّ قيود قانونية.

أبوبكر حامد كهال.. تيتانيكات أفريقية

 

 

 

أبوبكر حامد كهال روائي إرتيري مقيم في ليبيا. كان عضواً في «جبهة تحرير إرتيريا» لسنوات عديدة وشارك في معارك التحرير. من رواياته «رائحة السلاح» و«بركنتيا.. أرض المرأة الحكيمة» و«تيتانيكات أفريقية». اهتمّ الروائي الإرتيري بموضوع الهجرة في القرن الأفريقي وبلاد الساحل جنوب الصحراء، وكانت تجربته الشخصية مهاجرا ولاجئا مصدرا قويا لكتاباته الروائية:

«… كم من الألقاب سأحمل في حياتي؟ في الخرطوم كان لقبي «الأواكس» باعتبار أنني لم أكن أنام في الليل إلّا وقد جمعتُ كلّ ما استجدّ من معلومات وأخبار وأحداث في عالم تهريب المهاجرين، برا وبحرا وجوا. مثلا، كنتُ أعرف، من مكاني في الخرطوم، عدد «التيتانيكات» التي غادرت خلال الصيف شواطئ المتوسط الأفريقي نحو أوروبا، كذلك تلك التي أبحرت منذ أيام، وما إذا كانت قد وصلت بسلام أو غرقت. حتّى القوارب المطاطية الصغيرة أو «الفايبر غلاس» المتأهّبة للمغادرة، والتي تقطع المسافة بين اليابسة إلى اليابسة في ثماني ساعات كانت لديّ حزمة أخبار عنها. وكنتُ مطلعا على وقائع عمليات الاحتيال، بل ومقدار الأجرة الذي يتقاضاها الملاح المغامر. وقبل أن تطأ قدمي تراب العاصمة السودانية الخرطوم، كانت قد توافرت لديّ معلومات هائلة، كالأسماء وألقاب السماسرة، قد لا تكون حقيقية أحيانا، مثل «وناس»، و«ود الليل»، و«المنتف»، وكذلك سائقي «اللانكروزرات» مثل «ملثم» و«جني شيطان» و«ودار» (لكثرة ما تاه في الصحراء، وهو الذي سأسافر معه لاحقا). وحالما غادرنا الخرطوم في طريقنا إلى ليبيا عبر الصحراء، كنتُ «الخفاش»، اعتقادا من الذي أطلق عليّ اللقب بأنني أمتلك خاصية التقاط الأصوات البعيدة، ما يعوضني الضعف الذي أعانيه في نظري الكليل.

والألقاب التي لازمتني في حياتي لا تنتهي، ففي «إرتريا» مسقط رأسي، كنتُ أحمل لقب «الشمام»، نتيجة إشاعة أطلقها صديق لدود قال فيها إنني أشم قطعة قماش مشبعة بالبنزين، وهو ما كان محض هراء. ولكن على العموم، فقد مسح بذلك اللقب القديم الذي عُرفت به في صغري، وهو «أمبسا»، ويعني، بلغة التغري، الأسد.

وقد بدت الهجرة للبعض مثل موجة منفلتة أو شلال هارب يصعب فهمه، ولا يدرك أحد متى ولا كيف سيتوقف. ويعلّق كثيرون وسط الحيرة التي ألمت بهم وهم يشاهدون ما يفعله هذا المسّ: «ستغدو أفريقيا مثل خشبة مجوفة تعزف فيها الريح ألحان العدم»، والبعض عزا كلّ ذلك، وأنا منهم، إلى أنّه من فعل ساحر غامض انبثق من المجهول، قارعا جرسا عملاقا أيقظ رنينه شبيبة أفريقيا من سباتهم، وانتفضت له مجاهل الغابات، قالبا الحياة في أيّ مكان وصل إليها صوته رأسا على عقب. كان مثل حمّى تدفقت على البلاد تدفق البلاء. ولم تترك رأسا شابة… ذكرا أو أنثى على حالها. رن… رن… رن… «صوتُ الفردوس ينادي أن هلموا…».

كان الجرس يدور ويدور بلا رحمة، ملقّحا العقول بجرثومة الهجرة. أمّا أنا، فقد وصلني صوته قبل خمس سنوات. لم أكترث له في البداية مطلقا. كان بالنسبة إليّ كبقية الأصوات التي لا تعنيني في هذه الحياة، ومنها مثلا دوي فرقعات ديناميت شركة «ديبونتي» الإيطالية وهي تحطّم صخور جبال إرتريا، أو صوت بائع الحليب مناديا «حليب، حليب، حليب»، وهو على ظهر حماره على دروب بلدتي المظلمة. ولكن حالما صرعني عقب كلّ تلك السنوات من التجاهل وانغراس جرثومته في مجرى دمي، سمعتني ذات يوم أقول: «كم كنت غبيا إذ تجاهلته كلّ هذه السنين». ومنذ تلك اللحظة، صرتُ مربوطا إلى صوته، ساحبا جسدي المنهك خلفه أينما اتّجه».

 

محمد مسعاد.. نظّارات الخائن

 

كتاب «نظّارات الخائن» للكاتب المغربي محمد مسعاد عبارة عن محكيات سردية تجمع بين السيرة الذاتية والكتابة الروائية دون تصنيف محدد، تتناول موضوع الهجرة وتجربة الكاتب خلال أزيد من عشرين عاما:

«نحن الآن في القاعة الشرفية لبلدية مدينة «ترير»، مسقط رأس العلامة كارل ماركس. والمناسبة توزيع شهادات التجنيس على عدد من المهاجرين الذين استوفوا شروطها. لم يكن التجنيس في ألمانيا بالأمر السهل لعدة عوامل: منها ما هو تاريخي ومنها ما هو نفسي، مرتبط بمخلفات الجمهورية الثالثة التي قصمت ظهر ألمانيا. والنتيجة تقسيم البلاد والعباد إلى شرق وغرب.

كان يوم ثلاثاء، حين وقف عمدة المدينة الجديد، ينادي على الأسماء المجنسة وهو يحمل مفاتيح المدينة على صدره. اختلق عمدة المدينة تقليدا جديدا، وذلك بتكليف شخص من المجنسين بإلقاء كلمة. وقع الاختيار هذه السنة على العربي الذي استعد لها بخطاب سهر عليه الليالي:

 

السيد عمدة المدينة المحترم

السيدات والسادة

لا أجد أفضل من قولة الكاتب الألماني نوفاليس للاستدلال بها في هذا المقام.

«إلى أين نسير؟

إلى الدار دوما».

 

هل حقا، رحلة المرء هي من أجل البحث عن الدار التي تشكل أمانا له؟ كان السفر ذات أحدٍ من أيام الخريف. هل كان سفرا؟ أم هجرة؟ كنت متأكدا من أمر واحد. أنه لم يكن هروبا. ولو أنني لا ألوم أحدا على ذلك. هرب الكثير من كتاب ألمانيا ومبدعيها وفنانيها، من بطش الجمهورية الثالثة التي استغلت الديموقراطية، وحولت العالم إلى جحيمٍ، أودى بحياة الملايين من البشر. هرب هؤلاء جميعا، فعاشوا وعاشت أفكارُهم.

شكل السفر أو الهجرة هوية حمائية. هاجرت الأديان هجراتها الكبرى، فحافظت على نفسها. وهاجرت الأفكار فاستمرت. وحين ضاق الأفق بفيلسوف العرب ابن رشد، حمل زاده واحتمى بالآخر.

كانت الهجرة داخلي هجرات. هجرة متعددة في الزمان والمكان. هجرة فتحت اسمي الشخصي وجراحاته على آفاق أخرى. الهجرة بالنسبة لي ذات بعدين أساسيين: الأول يقوي درجة التنسيب عند المرء الذي يخلخل يقينه. أما البعد الثاني فمرتبط بالأول، بل يأتي كنتيجة له. إذ أن القدرة على التنسيب تجعل المرء قادرا على احترام اختلاف الآخر، بغض النظر عن بشرته ولسانه ومعتقداته وميولاته الجنسية. إنّ الهجرة إذن، قوةٌ إبداعيةٌ بلسان جوليا كريستيفا في كتابها «الآخرون هم نحن أنفسنا».

 

السيد عمدة المدينة المحترم

السيدات والسادة

هاجرتُ من المغرب إلى ألمانيا قبل هجرتي هذه. هاجرت منذ أن كنت طفلا، وأنا أنصت إلى ذلك الجندي المغربي الذي وجد نفسه يحارب ضد النازية. كنت أتابع حكاياته ومغامراته إبان تلك الحرب الحمقاء، التي سماها إدغار موران انتحار أوروبي. كان «با صالح» يحكي عن هذه الحرب التي وجد نفسه في خضمها، بكثير من الشجن. ورغم ذلك يحكي عن الألمانِ ذكرياتٍ جميلة، لعل زوجته «لانان» أبلغ معاني هذه الهجرة. على هذه الأرض التقاها. ومنها هاجرت معه إلى مغرب لم تكن تعرف أين يوجد أصلا.

في مرحلة أخرى، أصبحت الهجرة هجرةً نصية، تسافر بالذات نحو البعيد. حيث الآداب والفلسفة الألمانية تأخذك إلى دهاليز، لم تكن سهلة المنال، عن طريق لغة دافئةٍ وجذابةٍ وأنيقةٍ ومكثفةٍ. لغةٌ عميقةٌ نزلت سائلة على ألسنة العظماء، من غوته إلى شيلر ومن هيغل إلى ماركس ومن هولدرلين إلى بيتهوفن، الذي حول المثالية الألمانية إلى سمفونياتٍ خالدةٍ. هجرة تسربت إلى الداخل كجِذْرٍ ينبت في صمت. يدخل في عناق مع لغاتي المتعددة، التي غرفت منها في المغرب. ألسنة متعددة ومختلفة، تشكل أفقا عميقا في الذات؛ العربيّ منها والأمازيغي، المسلم واليهودي، الأندلسي وذلك الآتي من أفريقيا. مرة يأتي مسترسلا مكتوبا وأخرى تتناقله المحكيات».

 

 

 رف الكتب

 في الاستشراق الإسباني

 

يعتبر كتاب «في الاستشراق الإسباني» للكاتب والروائي خوان غويتسولو من أهمّ الكتب التي تناولت موضوع الاستشراق من زاوية إسبانية محضة، وهو بذلك يسير في اتّجاه الجهود التي قام بها إدوارد سعيد في دراسته للاستشراق بصفة عامة وانتقاد لمركزيته من جهة وتبنّيه من جهة أخرى لجملة من الصور النمطية عن الشرق عموما والحضارة العربية الإسلامية خصوصا. يتطرق الكتاب إلى نظرة الإسبان إلى ذواتهم وإلى الآخر، أي الأندلسيين وإرثهم المعماري والثقافي والحضاري من خلال كتابات المؤرخين الإسبان. يقول الكاتب في الفصل الأوّل: «يحتّل الإسلام في متخيّل الإسبان الذهني مكانة مركزية لا تفلت من انتباه المراقب حتّى السطحي لأدبنا. إنّ المسلم، مغربيا كان أم تركيا، «ساراثين» دُعِيَ أم «موريا»، يتقدّم في هذا المتخيّل في وجوه عديدة، ويثير تارة الذعر والحسد طورا، الشتيمة حينا والملاحقة حين آخر». ويورد قولة المفكر الإسباني مانويل غارسيا مورنته: «منذ الغزو العربي والحياة الإسبانية تخضع لمقابلة: المسيحي/ الموريّ… فكلّ ما ليس لنا هو مسلم وأجنبي في آن واحد، وكلّ ما لنا هو مسيحي وإسباني في الوقت نفسه. إنّ التأكيد على ما هو «لنا» يتسع ليشمل، على نحو متزامن، المسيحية والإسبانية، أمّا التأكيد على ما ليس «لنا» فيستوعب على النحو ذاته قومية الآخر المتطفل ودينه. وإلى يومنا هذا، ما يزال بعض الآباء في أريافنا الأندلسية، يسمّون كلّ صغير لم يُعمّد بعد بـ«الموريّ»… يحدث غالبا لعدوّين بمثل هذه الجذرية أن يعرفا فترات سلام وهدنة، بل وحتّى تحالفات مرحلية. إلّا أنّ الموري، صديقا كان لنا أم عدوا، معلّما أم تلميذا، وحتّى إذا جمعتنا به المدينة أو المنطقة نفسها التي نسكن، يظل يمثل «الآخر» بامتياز. وهو الآخر بالمعنيين غير القابلين للفصل: معنى الديانة ومعنى القومية… وهكذا فطوال ثمانية قرون، لم يكن ثمة من فارق بين أن يكون المرء مسيحيا وألّا يكون عربيا. كان النفي يستتبع بالضرورة التأكيد، والتأكيد يحمل في طياته النفي».

يضيف خوان غويتسولو معقبا: «منذ التمتمات الأولى للساننا، نجد نحن في المسلم مرآة «تبعث لنا»، على هذا النحو أو ذاك، بصورة عن أنفسنا. صورة برانية لا تبرح تستنطقنا وتقلقنا. إنّه في الغالب «نيغاتيف» الصورة، وانعكاس لما نقمعه في داخلنا. تارة هو موضوع حسد أو كراهية أو غيرة وطورا هو صورة رومانتيكية وأنموذج شديد الفتنة لمثال متعذر. ليست هذه بالطبع بالظاهرة الخاصة بإسبانيا ولا حتّى أوروبا وحدهما. فنحن، الإسبان أو الأوروبيين، غالبا ما نشكّل بدورنا «موريي» أحد ما. وإنّ «إنشاء» الآخر (صناعته ذهنيا)، وسواء أكان هو «البربري» أو «الوحشي الطيب»، إنّما يشكّل ظاهرة كونية تتباين بحسب المعطيات الاجتماعية والتاريخية والثقافية للمجتمع الذي يمارس عملية «الإنشاء» هذه. ومن المنطقي أن يلعب العامل الجغرافي هنا دورا أساسيا، بل وأوّل.

 

 مقتطفات

 انتقام الجغرافيا

 

 

 

يحاول كتاب «انتقام الجغرافيا» للكاتب الأمريكي روبرت كابلان Robert Kaplan إثارة أهمية الحقائق الجغرافية والطبيعية في رسم السياسات الدولية ومدى تأثيرها القوي في الأحداث والصراعات. الكتاب في مجمله يسعى إلى تنبيه الأكاديميين والدارسين إلى خطورة غضّ النظر عن هذا البعد الجيوسياسي الذي تلعب فيه الجغرافيا دورا هاما إن لم يكن حاسما. يستشهد الكاتب لتأكيد وجهة نظره بالأستاذ الجامعي بجامعة «ييل» والمنظر الاستراتيجي نيكولاس سبيكمان في (الجغرافيا لا تُجَادل. فهي ما عليه ببساطة قائلا: «الجغرافيا هي العامل الأكثر أهمية في السياسة الخارجية للدول، لأنّها أكثرها ديمومة، يأتي الوزراء ويذهبون، وحتّى الطغاة يموتون، لكنّ السلاسل الجبلية تظلّ راسخة في مكانها. إنّ جورج واشنطن، الذي دافع عن ثلاث عشرة ولاية بجيش غير نظامي، قد خلفه فرانكلين روزفلت الذي كانت تحت تصرفه موارد قارة بأسرها، لكن المحيط الأطلسي استمر في فصل أوروبا عن الولايات المتحدة، كما أنّ موانئ سانت لورونس ما زالت تُغلق بسبب الجليد في فصل الشتاء. أمّا ألكسندر الأوّل وهو قيصر جميع الأراضي الروسية، فقد أورث جوزيف ستالين، الذي كان عضوا بسيطا في الحزب الشيوعي، ليس فقط سلطته ولكن كفاحه الذي لا ينتهي للوصول إلى البحر. في حين ورث ماجينو Maginot وكليمنصو من قيصر روما والملك لويس الرابع عشر قلقهما على الحدود الألمانية المفتوحة». ويستطرد الكاتب: «… على الرغم من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لا يزال المحيط الاطلسي مهما، وفي الواقع أنّ المحيط الأطلسي هو ما يعلن سياسة خارجية وعسكرية مختلفة للولايات المتحدة بالمقارنة مع تلك الموجودة في أوروبا. وفي السياق نفسه، يمكننا القول إنّ روسيا، حتّى يومنا هذا، لا تزال تمثل قوة برية غير آمنة ومترامية الأطراف، والتي كانت ضحية لغزوات منذ قبل تلك التي شنّتها جحافل المغول في القرن الثالث عشر، والتي لا تمتلك من الحلفاء سوى الزمن، وبُعد المسافة، والطقس، كما تتوق إلى وصول أكثر إلى البحر. وبسبب عدم وجود عوائق جغرافية خطيرة بين أوروبا ومنطقة الأورال، فإنّ أوروبا الشرقية، وعلى الرغم من انهيار الحدود المصطنعة المتمثلة في جدار برلين، لا تزال تتعرض للتهديد من قبل روسيا، كما كانت كذلك منذ قرون. ومن الصحيح أيضا أنّ القلق على الحدود الألمانية كان يمثل مصدر إزعاج لفرنسا، كما كان ذلك في زمن لويس الرابع عشر، حتّى نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما عملت الولايات المتحدة أخيرا كضامن للسلام في أوروبا».

 

 

 متوجون

 فوز عبد الكريم الطبال بجائزة أحمد شوقي الدولية

حاز الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال، عن فئة الشعراء غير المصريين، والشاعر المصري محمد الشهاوي، عن فئة الشعراء المصريين، جائزة أحمد شوقي الدولية للإبداع الشعري، في دورتها الثالثة. وتسعى هذه الجائزة الدولية، التي تمنح لاثنين من الشعراء (مصري وغير مصري) إلى تكريم ذكرى الشاعر أحمد شوقي وإحياء مكانة الشعر والشعراء.

وفي كلمته قال عضو مجلس أمناء الجائزة، سامي سليمان، إن الطبال يعتبر من رواد حركة الحداثة الشعرية في المغرب، مشيرا إلى أن تجربته الشعرية تمتد لأكثر من ستة عقود، وعرفت العديد من التحولات التي تعكس تفاعلها مع تطورات الشعر العربي المعاصر، مع الحفاظ على خصوصيته وفرادته، مضيفا أن هناك مبررات كثيرة تدعم ترشيح الطبال لهذه الجائزة، ومنها تجربته الشعرية المتميزة التي بدأت في عقد الستينيات، حيث تمكن من مزج الرومانسية بالشعر الحر، معبرا عن قضايا الواقع وأحلام الإنسان المغربي والعربي. ورأى سليمان أن شعر الطبال يتميز بلغة حية وموسيقى شغوفة، مما يخلق تواصلاً مع القارئ.

وتشكل مجلس أمناء دورة هذه السنة، الذي ترأسه علاء عبد الهادي، من الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي والناقد يوسف نوفل، والناقدة مكارم الغمري والناقد سامي سليمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى