كلميم: محمد سليماني
تجري على قدم وساق منذ أيام بجهة كلميم- واد نون، الاستعدادات من أجل إطلاق المحطة الثانية من سلسلة المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية، والتي ستستهدف الفاعلين المتدخلين في المنظومة التربوية.
وكانت المحطة الأولى لمشاورات تجويد المدرسة المغربية، قد انطلقت منذ أيام بشكل متزامن بربوع الأقاليم الأربعة لجهة كلميم- واد نون، تحت شعار «تعليم ذو جودة للجميع»، والتي تروم بالأساس الإنصات لكافة المتدخلين في المنظومة التعليمية، على رأسهم التلاميذ والأطر التدريسية، لتقاسم الآراء وتقديم مقترحات تهدف إلى المساهمة في بلوغ مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص.
وأطلقت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين هذه المشاورات، من خلال ثلاث صيغ تلائم طبيعة الأسلاك التعليمية والمتدخلين في العملية التعليمية، وذلك عبر ورشات «الخيال الإبداعي»، و«مجموعات التركيز»، ثم «اللقاءات الترابية»، والتي يشرف عليها مؤطرون ومقررون، بالإضافة إلى فريق جهوي وفرق إقليمية من أطر إدارية وتربوية، تم تكوينهم خصيصا لهذا الغرض.
وكشف مولاي عبد العاطي الأصفر، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بكلميم- واد نون، خلال تفقده سير ورشة مجموعة التركيز، بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بطانطان، أن «هذه المشاورات التي يتم فيها إشراك كافة الفاعلين في المنظومة التربوية، تعرف لأول مرة إشراك التلاميذ والتلميذات، حيث طلب منهم تقديم اقتراحاتهم وتصوراتهم في شأن تمثلاتهم للمدرسة التي يريدون، وهو أمر ينسجم مع التدبير التشاركي ومع دستور البلاد». وأضاف مدير الأكاديمية أن «فرصة الإدلاء بالمقترحات والتصورات التي تروم تجويد المدرسة المغربية، أعطيت كذلك لعموم المواطنين، من خلال مسطحة مدرستنا بأي لغة نريد».
واستنادا إلى المعطيات، فقد تميزت المرحلة الأولى من هذه المشاورات بتنظيم ورشة «الخيال الإبداعي»، استهدفت على مدى ثلاثة أيام تلاميذ المستوى الابتدائي، فيما ورشات مجموعات التركيز، استهدفت تلاميذ المستويات الثانوية، على اعتبار أن هذه الفئة قادرة على التعبير والتواصل بشكل فعال للتعبير عن أفكارها وتصوراتها حول المدرسة المغربية، ذلك أن هذه الورشات على مستوى أقاليم الجهة عرفت نقاشا عميقا وتداولات مستفيضة حول خدمات المدرسة وأدوارها ومداخل الإصلاح، مما ساهم في إغناء النقاش وتقديم مقترحات تروم المساهمة في بلوغ مدرسة الجودة والانفتاح وتكافؤ الفرص. ومن المقرر أن تتواصل هذه الورشات، بتنظيم «لقاءات ترابية» خلال شهر يونيو الجاري، عبر استهداف الشركاء والمتدخلين في المنظومة التعليمية، كالمجالس المنتخبة، وجمعيات الآباء والأمهات.
واستنادا إلى المعطيات، فإن ما يميز الورشات التي أطلقتها الوزارة الوصية هو تنوع المشاركين فيها، سواء كانوا من المنتمين للمؤسسات التعليمية أو الشركاء، وذلك من أجل تقديم اقتراحاتهم وتصوراتهم التي سيكون لها وقع إيجابي، بغية تطوير المؤسسات التعليمية.