شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرسياسية

لفتيت والحموشي وحرمو يتجندون لإنجاح استحقاق الباكالوريا في زمن كورونا

التصدي لـ«مافيات» الغش وحراسة مقرات الاعتكاف وتأمين نقل المواضيع بين المدن والقرى

مساهمة منها في تحصين الامتحانات من كل مظاهر الغش، وكذا تدعيم الشفافية وتكافؤ الفرص في مختلف الامتحانات والاختبارات المنجزة على الصعيد الوطني، خاصة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة مع جائحة كورونا، ضاعفت الأجهزة الأمنية المغربية بكل أصنافها من منسوب اليقظة في محاربة الشبكات المتخصصة في ترويج معدات الغش في اختبارات الباكالوريا، حيث نجحت في إحباط محاولات إغراق الأسواق المحلية بعتاد وأجهزة إلكترونية متطورة غالبيتها مستوردة من الخارج، من أجل تسويقها بمبالغ مالية مهمة تتراوح بين 1000 و10000 درهم.
وعلى بعد ساعات قليلة من انطلاق أولى هذه الاختبارات المبرمجة لصالح فئة الأحرار على مستوى الأولى باكالوريا، يكون مسؤولو الوزارة ومعهم آباء وأولياء التلاميذ وكل المترشحين لاجتياز هذه الاختبارات، قد اطمأنوا على ضمان الحدود القصوى من الشفافية وتكافؤ الفرص بفضل المجهودات الكبيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنية سواء التابعة للأمن الوطني أو الدرك الملكي في مواجهة «مافيا تجارة معدات الغش»، فضلا عن باقي الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة لتطويق ظاهرة الغش على مستوى مراكز الامتحان بمختلف مناطق وجهات المملكة، عبر مخطط تواصلي شامل شاركت فيه كل الفعاليات التربوية والفنية والإعلامية من أجل تحسيس المترشحين بخطورة الغش وتأثيراته السلبية وعواقبه القانونية التي قد تصل للعقوبات السجنية، بعد ضبط المخالفين من طرف أطر الحراسة وكذا الأجهزة الأمنية التي تساهم بحرفية كبيرة في ضبط الشبكات بمحيط مراكز الامتحانات ومنصات التواصل الاجتماعي.

إيقاف 15 مروجا لمعدات الغش بست مدن مغربية
التدخلات الأمنية الاستباقية التي شاركت فيها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وفرق الاستعلام الجنائي والمصلحة المركزية المكلفة بمكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، وكذا عموم المصالح اللاممركزة للشرطة القضائية، أسفرت عن إيقاف عشرات المتورطين في بيع وترويج معدات الغش التكنولوجية والمعلوماتية، بعد الحصول عليها من أسواق خاصة بأوروبا وآسيا عبر شبكات متخصصة تنشط دوليا في هذا المجال، ونجحت في اختراق الأسواق المغربية منذ أربع سنوات تقريبا.
المديرية العامة للأمن الوطني أبرزت، في بلاغ رسمي لها صدر أول أمس الاثنين، أن مصالح الشرطة القضائية بمدن سلا وتمارة وأكادير ووجدة ومكناس أوقفت، خلال شهر يونيو، 14 شخصا للاشتباه في تورطهم في قضايا تتعلق بحيازة وترويج معدات ووسائط إلكترونية متطورة تستعمل في عمليات الغش أثناء اجتياز الامتحانات المدرسية.
وذكر المصدر الأمني نفسه أن هذه العمليات الأمنية استهدفت إعلانات منشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع التجارة الإلكترونية، تعرض بيع رقاقات إلكترونية تستعمل في تلقي الاتصالات الهاتفية، موصولة بسماعة دقيقة لتلقي الاتصالات الهاتفية، حيث مكنت من إيقاف 07 مشتبه فيهم بمدينة سلا وستة آخرين بكل من مدن تمارة ووجدة وأكادير ومشتبه فيه واحد بمدينة مكناس، وذلك للاشتباه في تورطهم في عرض هذه المعدات المتطورة للبيع. وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة في هذه القضايا، عن حجز أكثر من 345 وحدة من هذه الرقاقات الإلكترونية من مختلف الأنواع، فضلا عن العشرات من السماعات والبطاريات والشواحن الخاصة بها، كما مكنت من حجز حواسيب وهواتف نقالة تحمل آثارا رقمية لعمليات ترويج هذه المعدات عبر شبكة الأنترنيت.
ومواصلة للتدخلات الأمنية النوعية التي تباشرها المديرية العامة للأمن الوطني على الصعيدين الجهوي والمركزي بغية تأمين تنظيم الامتحانات المدرسية من جهة، ومكافحة ترويج واستعمال الوسائط والمعدات المستعملة في عمليات الغش من جهة ثانية، نجحت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة تطوان، زوال أول أمس الاثنين، في إيقاف شخص يبلغ من العمر 30 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في حيازة وترويج أجهزة معلوماتية مهربة يشتبه في استخدامها لأغراض الغش في الامتحانات المدرسية، وجرى إيقاف المشتبه فيه بالقرب من المحطة الطرقية بمدينة تطوان وهو في حالة تلبس بحيازة 10 أجهزة إلكترونية موصولة بسماعات لاسلكية، كان يستعد لترويجها بغرض استعمالها في عمليات الغش أثناء اجتياز الامتحانات المدرسية المقبلة .
وكانت عناصر الحموشي قد نجحت خلال أيام الحجر الصحي أواخر يونيو، في إيقاف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، بعد تورطه في قضية تتعلق بحيازة وترويج أجهزة إلكترونية من أصل أجنبي خاضعة لمبررات الأصل يشتبه في استخدامها في الغش في الامتحانات، حيث تم حجز أحد عشر جهازا إلكترونيا من نوع (VIP PRO) مقابل 800 درهم للجهاز الواحد، وكذا 52 جهازا إلكترونيا إضافيا، علاوة على معدات إلكترونية أخرى، كما تم إيقاف شخص آخر (25 سنة)، على متن سيارته الشخصية بضواحي أكادير، وبحوزته أجهزة اتصال محمولة مهربة من الخارج تستعمل في الغش المدرسي، وأسفرت عملية تفتيش محله عن حجز معدات إلكترونية متطورة، وهي عبارة عن 101 سماعة لاسلكية من مختلف الأصناف، بالإضافة إلى 164 جهاز إرسال موصولا بأجهزة اتصال لاسلكية، وكذا مجموعة من البطاريات صغيرة الحجم وكابلات التوصيل المعلوماتي وشرائح اتصال خاصة بالهواتف المحمولة، فضلا عن حجز طائرتين مسيرتين عن بعد «Drones».

حراسة مقرات «الاعتكاف» وتأمين نقل المواضيع
اليقظة الأمنية المنجزة من طرف عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي وباقي الأجهزة الأمنية والترابية، تتواصل بمقرات الاعتكاف التي تحتضن عمليات طبع مواضيع الامتحانات، ثم مراكز تخزينها بكل المديريات الإقليمية قبل محطة تسليمها لرؤساء المراكز والقاعات الرياضية الكبرى التي ستجرى بها هذه الاختبارات، فضلا عن حراسة مراكز التصحيح. وترافق هذه العمليات تدخلات استباقية أخرى بمحيط المؤسسات التعليمية ومراكز إجراء الاختبارات تستهدف شبكات الإجرام ومروجي معدات الغش.
ويبقى دور السلطات الترابية والأجهزة الأمنية ممثلة في الأمن الوطني والدرك الملكي محوريا في إنجاح استحقاق الباكالوريا، بفعل المواكبة الأمنية لكل محطات الإجراء المنصوص عليها في دفتر المساطر الذي يؤطر مجريات الباكالوريا، كما أن مصالح وزارة الداخلية والأمن الوطني والدرك الملكي تعمل على تأمين مراكز الامتحانات والتصحيح ومقرات الاعتكاف باثنتي عشرة أكاديمية، وحراسة مقرات تخزين المواضيع بحوالي 86 مديرية على الصعيد الوطني، وكذا بعض المراكز الخاصة التي تعتمدها المديريات الإقليمية بمناطق نائية وبعيدة عن المراكز الحضرية الكبرى، فضلا عن تأمين نقلها عبر هذه المواقع من طرف عناصر الدرك الملكي التي ترافق أطر الوزارة لمسافات طويلة تقدر بمئات الكيلومترات في بعض المناطق، يؤكد إطار تربوي لـ«الأخبار».

ولاة وعمال في قلب الحدث
نجح الوزير سعيد أمزازي في تعبئة كل الفاعلين والمسؤولين لكسب الرهان وإجراء اختبارات الباكالوريا، رغم التخوفات المرتبطة بجائحة كورونا، مخطط أمزازي التواصلي والبروتوكول الذي سطره لتنظيم هذه الاختبارات، ضمن له انخراطا كبيرا ولا مشروطا لكل مسؤولي الإدارة الترابية، حيث وقف الولاة والعمال عبر زيارات ميدانية يومية على كل صغيرة وكبيرة من أجل توفير القاعات الرياضية ودعم وزارة التربية الوطنية من أجل ضمان جاهزية المراكز وتوفير المعدات والإمكانات الميسرة لتنزيل البروتوكول الوقائي والصحي بالفضاءات التي ستحتضن الاختبارات منذ صباح اليوم (الأربعاء) .
وكان سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد قدم، في تصريح أدلى به للصحافة على هامش زيارته لأحد مراكز الامتحان بجماعة للاميمونة بإقليم القنيطرة، يوم الجمعة الماضي، شكره لكل السلطات العمومية والأجهزة الأمنية والجمعيات المدنية والمنتخبين على المجهودات القيمة التي يبذلونها من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى