شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

لشكر يبصم على فشل المصالحة داخل الاتحاد الاشتراكي

أغلب رموز وقادة الحزب قاطعوا حفل مسرح محمد الخامس

محمد اليوبي

بصم إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على فشل المصالحة الداخلية التي أعلن عن إطلاقها بمناسبة حفل نظمه لتخليد الذكرى الستين لتأسيس الحزب، أول أمس الثلاثاء، بمسرح محمد الخامس بالرباط، وهو الحفل الذي غابت عنه أبرز الوجوه الاتحادية.
ولم تفلح الزيارات التي قام بها لشكر رفقة أعضاء المكتب السياسي للحزب لبعض القادة التاريخيين للحزب في إقناعهم لحضور الحفل الذي أقامه لإطلاق المصالحة الداخلية. ومن أبرز الوجوه الغائبة، الكاتب الأول الأسبق للحزب، عبد الرحمان اليوسفي، والكاتب الأول السابق، محمد اليازغي، إلى جانب قياديين من أمثال فتح الله ولعلو، ومحمد الأشعري، وعبد الهادي خيرات، ولطيفة اجبابدي، ورضا الشامي وعبد الكريم بنعتيق. كما غاب أغلب الاتحاديين والاتحاديات المحسوبين على تيار «الانفتاح والديمقراطية» الذي أسسه الراحل أحمد الزايدي، وحضر من الغاضبين فقط، محمد بوبكري، كما حضر الكاتب الأول السابق للحزب، عبد الواحد الراضي.
وشهد الحفل إنزالا لأعضاء الحزب من مختلف الأقاليم لملء قاعة مسرح محمد الخامس، وكذلك حضور قادة الأحزاب السياسية من الأغلبية والمعارضة، رغم أن الحفل كان مخصصا لإطلاق المصالحة داخل الحزب، فيما غابت تمثيلية الأحزاب المحسوبة على الصف اليساري، وخاصة مكونات فدرالية اليسار الديمقراطي، التي خرجت من رحم الاتحاد الاشتراكي. وحضر حفل «لشكر» حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، فيما غاب نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي كان يشكل إلى وقت قريب الكتلة الديمقراطية مع الاتحاد الاشتراكي، واكتفى حزب العدالة والتنمية بإرسال الوزير السابق، لحسن الداودي، لتمثيله في الحفل، الذي غاب عنه كذلك باقي حلفاء الحزب داخل الحكومة، وأبرزهم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد ساجد، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري.
وأكدت مصادر من الحزب أن بوادر فشل مشروع المصالحة ظهرت منذ بداية انطلاقها، لأن أغلب الذي يريد لشكر المصالحة معهم قاطعوا الحفل. وكشفت مصادر حزبية، أن اليازغي اشترط على لشكر أثناء زيارته بمنزله، مغادرة قيادة الحزب، إن كان يرغب فعلا في إنجاح المصالحة الداخلية، حيث اقترح عليه تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحزب، لا تضم أي قيادي محسوب على مجموعة لشكر، لأنه يعتبرهم «السبب الرئيسي للأزمة الداخلية والصراعات التي يعرفها الحزب»، لكن هذا الأخير رفض عرض اليازغي، ويريد الاستمرار في إحكام قبضته على كافة الأجهزة الحزبية.
وقال لشكر، في كلمته بمناسبة الحفل، إن «المصالحة، في النهاية، ليست غاية في حد ذاتها، بل الهدف منها، إلى جانب الانفتاح، التوجه نحو أفق جديد لتقوية الجبهة الوطنية التقدمية كسبا لرهانات المشروع الوطني الكبير في الإقلاع التنموي الشامل»، وأضاف «حريصون أن يستمر عمل العائلة الاتحادية في توسيع وهيكلة القواعد الاجتماعية والجماهيرية، وأن نستثمر دينامية المصالحة، من خلال جعل الندوات الوطنية الكبرى التي سنعقدها، مجالا للحوار بين كل الكفاءات الحزبية، الموجودة اليوم في مؤسسات الحزب وغير الموجودة، لكي تسهم بوجهات نظرها في القضايا المتعلقة بالوحدة الترابية والاندماج المغاربي، والبناء الديمقراطي والمؤسساتي، والاقتصاد الوطني، والمسألة الاجتماعية، والسؤال الثقافي، والحريات الفردية»، مشيرا إلى أن «نتائج هذا العمل هي ما سيشكل مشروعا متوافَقا حوله، يتم تقديمه إلى اللجنة التحضيرية التي ستضم كل الكفاءات الاتحادية من أجل اعتماده كأرضية للتصور السياسي والمجتمعي لحزبنا للمرحلة المقبلة»، ووجه دعوة لكل التنظيمات اليسارية في المجتمع والنقابات والأحزاب، لبحث أفق جديد للعمل المشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى