حلت لجنة تحقيق مركزية من المفتشية العامة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون بحر الأسبوع المنصرم، وقضت أربعة أيام بين أروقة المستشفى، للتدقيق وافتحاص عدد من الملفات الطبية.
وحسب مصادر من داخل المستشفى، فإن لجنة التفتيش عقدت لقاءات مع كل من مديرة المركز الاستشفائي الجهوي، ومع رؤساء المصالح والوحدات الطبية، كما عقدت لقاءات مع مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، واطلعت على مجموعة من الملفات الطبية لبعض المرضى، وخصوصا الملف الطبي لأحد المرضى الذي توفي بالمستشفى قبل أيام، والذي أثار ضجة كبيرة، ذلك أن أسرته اعتبرت وفاته نتيجة الإهمال، وبسبب خطأ مرفقي، وهو ما استغله خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وقد تدخلت ولاية جهة العيون الساقية الحمراء على الخط، حيث زار والي العيون أسرة الضحية، وتم طي الملف واحتواء المشكل.
وحسب المصادر، فإن لجنة التفتيش المركزية، ركزت بشكل كبير على الملف الطبي للمريض المتوفى، حيث تتبعت خيوطه منذ دخوله إلى المستشفى، إلى حين وفاته، وذلك من أجل تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، وتحديد أسباب القصور المحتملة، وذلك بعدما عجزت إدارة المستشفى الجهوي عن تحديد المسؤوليات في هذا الملف، كما أفادت المصادر أن اللجنة كانت مستاءة من الوضع الكارثي الذي يسير فيه هذا المرفق الصحي.
ومن المقرر أن يحل اليوم الثلاثاء عادل زنيبر مدير مديرية الموارد البشرية بوازرة الصحة والحماية الاجتماعية بالمركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، وذلك من أجل وضع حد للاحتقان الذي تعيشه المؤسسة، في ظل الخلافات القائمة ما بين الإدارة وعدد من الموظفين والأطر الطبية والتمريضية. ويراهن مدير الموارد البشرية على وضع حد للاحتقان، وذلك تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الوزير خالد أيت الطالب إلى العيون في قادم الأيام، وذلك لتدشين بعض المؤسسات الصحية التي تم تأهيليها ومركز الأمراض التنفسية.
وكان المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، قد عاش منذ أسابيع على وقع احتقان كبير ما بين بعض الموظفين والإدارة، خصوصا بعدما طالبت مديرة المستشفى من موظفي مصلحة الاستقبال والقبول، إفراغ الفضاء العاملين به، والانتقال إلى فضاء آخر بمصلحة المستعجلات، والعمل هناك، ثم القيام بالحراسة داخل المستعجلات، الأمر الذي رفضه الموظفون العاملون بمصلحة الاستقبال والقبول جملة وتفصيلا، بمبرر أن عملهم في هذه المصلحة يبدأ من الثامنة صباحا إلى الرابعة والنصف بعد الزوال فقط، وهو ما أغاظ الإدارة التي قررت إغلاق مصلحة الاستقبال والقبول، من أجل فرض الأمر الواقع أمام موظفي المصلحة، غير أن هؤلاء تمسكوا بقرارهم، وقرروا الاحتجاج على هذا القرار، والإضراب عن العمل، الأمر الذي انعكس سلبا على المرضى الذين ترددوا على المستشفى طيلة هذه الأيام، حيث ظلت طوابير منهم ينتظر أمام المصلحة من أجل الأداء المسبق لواجب الاستشفاء والفحوصات، دون جدوى.
كما يستعد عدد من الممرضين والموظفين المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية لقطاع الصحة بإقليم العيون تنظيم وقفة احتجاجية خلال الزيارة المرتقبة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك “تنديدا بالأوضاع الكارثية بالمستشفى الجهوي بالعيون”.