طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن وزارة الداخلية، من خلال المديرية العامة للأمن الوطني، قامت أخيرا باتخاذ مجموعة من الإجراءات للنهوض بالمرفق الأمني لمدينة طنجة، وعلى رأسها تشكيل لجنة محلية مكلفة بدراسة مشروع إحداث منطقة أمنية ثالثة بعاصمة البوغاز، من أجل تخفيف الضغط عن المنطقتين الأمنيتين الحاليتين، ويتعلق الأمر بالمنطقة الأمنية الأولى، والمنطقة الأمنية الثانية لبني مكادة.
وارتباطا بتجويد المرفق الأمني بطنجة، فإن المصالح المختصة باشرت إجراءات إحداث الدائرة 12 بالمدينة، والتي ستخفف الضغط عن دائرتي الشرطة 11 والثالثة، والتي ستغطي القطاع الممتد من طريق أشقار إلى حدود سور المطار وعلى طول الساحل الأطلسي. كما تعزز هذا المرفق في وقت سابق، بقاعدة للقيادة والتنسيق المتنقلة لشرطة النجدة، والتي تضم حاليا نحو 196 موظفا للشرطة. وجرى كذلك في السنوات الأخيرة، إحداث فرقة محاربة العصابات بطنجة، والتي كان لها دور كبير في إفشال عدد من مخططات تهريب المخدرات والإجرام على مستوى أحياء بالمدينة.
وتعززت هذه المصالح بإحداث مركز لتسجيل المعطيات التعريفية بعين قطيوط، والذي كان إلى الأمس القريب مجرد بناية مهملة يعيش المتشردون بجوانبها، ليتم إعادة تأهيلها مما جعلها ضمن أكثر النقاط النشيطة على مستوى المدينة من حيث النجاعة والسرعة في تسجيل معطيات البطاقة الوطنية، ناهيك عن وجود إدارة أمنية وصية عليها، تشتغل حتى وقت متأخر من المساء.
وتشير المعطيات المتوفرة، بخصوص تجويد المرفق الأمني بعاصمة البوغاز، إلى أنه تم تدعيم ولاية الأمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة بـ308 موظفين للشرطة، منهم 62 موظفا موجهون للعمل بالدوائر الأمنية المنتشرة بالمدينة.
وتؤكد بعض المصادر المتتبعة أن هذه الديناميكية الأمنية ساهمت بشكل كبير وملحوظ في تجاوز نسب الجريمة المتفشية في طنجة، خلال السنوات الماضية، حيث كانت المدينة تستفيق على وقع جرائم مروعة، وانتشار لظاهرة النشل، والسرقات واعتراض سبيل المارة، وانتشار المخدرات بشكل قوي بعدة أحياء، وهي الظواهر التي تراجعت بشكل ملحوظ، تضيف المصادر.
ونبهت المصادر إلى أنه للحفاظ على هذه الديناميكية يتوجب تكثيف الدوريات الأمنية، والقيام بدراسة شاملة وتشريح كلي لبعض الأحياء التي لا تزال المخدرات متفشية فيها، وعلى رأسها المدينة العتيقة لطنجة والأحياء المجاورة لها، ثم أحياء قلب أرض الدولة، ومنطقة «كسبارطا» لحدود الأزقة المجاورة للدائرة الأمنية الخامسة، وشارع أطلس، حيث ما زالت المخدرات شبه متفشية لوجود شبكات تحتمي بهذه الأحياء لمعرفتها بتضاريسها، وهي الأمور التي لا تزال تمثل تحديات أمام المصالح الأمنية، لتفكيك الوجه «البشع» للبوغاز، والذي كان يسيء إلى هذه المدينة العالمية.