يعيش قطاع الصحة بمدينة أسا- الزاك منذ أيام حالة احتقان كبيرة، وتبادل للاتهامات ما بين ممرضة وأحد الممرضين المسؤولين داخل سيارة إسعاف تابعة للمركز الاستشفائي الإقليمي.
واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن تفاصيل الواقعة تعود إلى بداية السنة الجديدة، حيث كانت ممرضة تعمل بالمستشفى الإقليمي في مهمة نقل طفل مريض حديث الولادة من أسا إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير. وبعد القيام بالمهمة وإيصال المريض عادت الممرضة إلى آسا داخل نفس سيارة الإسعاف التي أقلتها رفقة الطفل المريض. وفي طريق عودتهما ركب معهما ممرض مسؤول كان بمنزله بمدينة تيزنيت، ويريد العودة إلى أسا حيث يشتغل.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه خلال رحلة العودة، تم الاتصال بالممرض المسؤول وإخباره أن طفلا آخر حديث الولادة من الخدج في حاجة إلى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير على متن سيارة إسعاف، الأمر الذي دفعه إلى إخبار زميلته الممرضة أنها سوف تعود مرة ثانية إلى أكادير بمجرد الوصول إلى أسا، وذلك لمرافقة الطفل المولود الثاني الذي تتطلب حالته تحويله إلى مستشفى أعلى، الأمر الذي لم تستسغه الممرضة، وطلبت أن يتكلف ممرض أو ممرضة أخرى بالمهمة، لكونها غير قادرة على السفر مرة ثانية بسبب العياء والإرهاق وطول المسافة، الأمر الذي أدخل الطرفين في مشادة كلامية كادت أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه في الطريق وداخل سيارة الإسعاف. وفي تلك الأثناء وخوفا من تفاقم المشكل، اضطرت الممرضة (ع. ي) إلى طلب سائق سيارة الإسعاف التوقف للنزول من السيارة، مما أدى به إلى التوقف في منطقة خالية قرب أحد المركبات التجارية الكبرى خارج مدينة كلميم حوالي الساعة الثانية صباحا من يوم فاتح يناير، لتغادر سيارة الإسعاف بعد ذلك في اتجاه مدينة أسا، فيما تركت الممرضة تواجه مصيرها ليلا وفي مكان خال.
هذا الحادث استنفر أسرة الممرضة التي نظمت وقفات احتجاجية متواصلة أمام المركز الاستشفائي الإقليمي بالمدينة، طلبا للتدخل وإنصاف الممرضة، كما عبرت مجموعة من التنظيمات النقابية من خارج المنطقة عن استنكارها لهذا الحادث، كما هو الشأن بالنسبة للنقابة الوطنية للصحة العمومية (فدش) بجهة العيون- الساقية الحمراء، التي طالبت بضرورة فتح تحقيق جهوي ومركزي للوقوف على مختلف حيثيات المشكل، وتطبيق الجزاءات.
وفي هذا الإطار، حلت في اليوم الموالي لجنة جهوية بالمركز الاستشفائي الإقليمي بأسا من أجل التحقيق في هذه القضية التي أخذت أبعادا أخرى، حيث قامت اللجنة بالاستماع إلى سائق سيارة الإسعاف، ثم الممرض المسؤول الذي وقع بينه وبين الممرضة شنآن، فيما لم يتسن للجنة الاستماع إلى الممرضة، التي رفضت الجلوس مع اللجنة ذلك اليوم لكونها قد وضعت قبل ذلك شهادة طبية يوم ثاني يناير الجاري مدتها 8 أيام، كما استمعت اللجنة إلى أطراف صحية أخرى.
وقد اتصلت «الأخبار» بالمدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بكلميم إبراهيم بونان لمعرفة حيثيات هذا المشكل، فأكد أنه يوجد منذ أيام بمدينة الرباط، للمشاركة في لجنة انتقاء مندوب إقليمي للصحة والحماية الاجتماعية بأسا ولم يطلع بعد على أسباب المشكل. وأضاف المتحدث «لقد أوفدت لجنة جهوية إلى عين المكان للاستماع لكل الأطراف، لكنها لم تنه عملها بعد لكون الممرضة تستفيد من شهادة طبية. بعد استئنافها العمل، ستعود اللجنة إلى أسا وتكمل عملها، وبناء على تقريرها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بعيدا عن أي ضغوطات أو محاباة، لأننا في غنى عن أي تجاذبات أو صراعات، فالمهم بالنسبة إلينا هو توفير الخدمات الصحية والطبية ورفع المؤشرات وتوفير ظروف جيدة للشغيلة».
كلميم: محمد سليماني