محمد وائل حربول
كشف مصدر خاص لـ«الأخبار» أن تداعيات توقيف 4 أعوان سلطة بمدينة مراكش، بسبب تفريخ البناء العشوائي بمنطقة رياض السلام التي تعد من بين أكثر الأماكن استقطابا للسياحة، ما زالت مستمرة إلى حدود الساعة، بعدما انبرى كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش – آسفي، بنفسه لهذا الموضوع، الذي عاد من جديد بعدما كان قد أغلق قوسه في السابق، حيث قرر والي الجهة إيفاد لجنة للتحقيق حول كل الحيثيات، والتحقيق مع قائد المنطقة كذلك في هذا الشأن.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فقد عبر والي الجهة عن غضبه من عودة البناء العشوائي، بعد أن كان قد تدخل بنفسه في الموضوع في وقت سابق، وبعدما تم تشويه المنطقة التي تزخر بمؤهلات سياحية كبيرة، وكذلك بعد أن عبرت عديد العائلات المالكة للأراضي برياض السلام عن هذا التفريخ الذي يقع في واضحة النهار وبتواطؤ من جهات معلومة، ما جعل والي الجهة يفتح الملف برمته من جديد ويعيد التحقيق أيضا حتى مع المتورطين من أعوان السلطة الذين تم عزلهم، قبل أسبوعين.
وأضاف المصدر نفسه أن لجنة التفتيش والتحقيق حلت بالمدينة الحمراء، منذ بداية الأسبوع الماضي، واستمر عملها حتى نهايته، من أجل تعميق البحث، خاصة بعد أن خرجت مزاعم تفيد بأن أحد أعوان السلطة المعزولين الذي ينتمي إلى المنطقة ذاتها (رياض السلام)، والذي يعد من بين أعيان المنطقة، لا دخل له بما حدث حول تنامي ظاهرة البناء العشوائي، إذ حققت اللجنة مع قائد المنطقة في هذا الشأن كذلك، وهم التحقيق معه كل المنازل التي جرى هدمها، خلال الأسبوعين الماضيين.
كما حققت لجنة الداخلية نفسها مع مجموعة من المتدخلين في الموضوع، فاتحة ملف التفريخ الذي تنامى إبان الانتخابات الأخيرة التي عرفتها المملكة، حاملة معها صورا جوية تبين حجم المنازل التي تزايدت خلال فترة قصيرة بالمنطقة المذكورة، ومستندة في عملها كذلك على تحقيق سابق كان قد أمر به والي الجهة، وكلف لجنة التعمير بالولاية بالقيام به، والتي وضعت تقريرا مفصلا عن كل أماكن البناء العشوائي بمدينة مراكش.
وكانت ولاية جهة مراكش – آسفي، قبل أسبوعين، قد قامت بعزل خمسة أعوان سلطة بالمدينة الحمراء، بعد ورود تقارير في حقهم، وعدد من الشكايات التي تقدم بها مواطنون بمجموعة متفرقة من مناطق مراكش، جراء استفحال ظاهرة البناء العشوائي من جديد، حيث تقرر عزلهم من قبل كريم قسي لحلو، والي الجهة، الذي أمر بهدم كل البنايات المخالفة للقانون والبنايات التي ظهرت، قبيل الاستحقاقات الانتخابية وبعدها، والتي شمل بعضها الحي «الشتوي» الراقي.
واستنادا إلى المعلومات الحصرية التي كانت قد تحصلت عليها «الأخبار»، فقد هم قرار ولاية الجهة أربعة أعوان سلطة بمنطقة رياض السلام، حيث تم بناء عدد من البيوت التي شوهت المنظر العام، ومنها من اعتدت على الشارع العام. فيما تم توبيخ عون سلطة، قبل عزله بمنطقة الحي الشتوي المعروف داخل المدينة، بعد تسجيل مخالفات متتالية همت بالمقام الأول بروز بنايات عشوائية لمحلات تجارية راقية، ومقاه ومطاعم موجودة بشارع محمد السادس، أكبر شوارع مراكش والمملكة.