على إثر نشر «الأخبار» يوم الجمعة الماضي تفاصيل صفقة وهمية بقيمة 64,5 مليون سنتيم بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، حلت لجنة تفتيش جهوية برئاسة المدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية يوم الاثنين الماضي، بالمستشفى الجهوي بالعيون لبحث تفاصيل هذه الصفقة المثيرة.
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن لجنة الافتحاص الجهوية وقفت على تفاصيل الصفقة المثيرة، كما تم الاستماع إلى المسؤولين عن صيدلية المستشفى، والذين أكدوا عدم توصل الصيدلية بهذه المستلزمات الطبية. وكشفت المصادرنفسها أن اللجنة اكتشفت أمرا في غاية الخطورة، وهو أن وصل استلام هذه المستلزمات الطبية «الوهمية» موقع من قبل موظف غير تابع للصيدلية، وهو أمر مخالف للقانون، حيث إن التوقيع على وصل الاستلام هو من اختصاص الصيدلاني المسؤول عن صيدلية المستشفى.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن لجنة افتحاص مركزية ستحل بالمركز الاستشفائي الجهوي بالعيون خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل مواصلة التدقيق في هذه الصفقة الوهمية، التي توصلت شركة خاصة بالمبلغ المالي، دون أن تتوصل صيدلية المستشفى بالمستلزمات الطبية موضوع الصفقة.
أما بخصوص ترشح المديرة السابقة للمستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي، لمنصب مديرة المركز الاستشفائي الإقليمي لابن جرير بإقليم الرحامنة، وبعد اكتشاف «الأخبار» عدم ورود اسم هذه المرشحة ضمن لائحة المدعوين لاجتياز المقابلات الانتقائية ليوم 15 مارس المنصرم، لتولي تسيير عدد من المراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية، تبعا لقرار وزير الصحة والحماية الاجتماعية بتاريخ 15 فبراير الماضي، إذ تم الإعلان عن أن المستشفى الإقليمي لابن جرير لم يتقدم للترشح لمنصب مديره أي مرشح، تم على مستوى المصالح المركزية للوزارة تغيير اللائحة يوم السبت الماضي على موقع الوزارة (بعد يوم واحد على مقال الأخبار)، حيث تم تعديل اللائحة عبر إضافة اسم المديرة المرشحة ضمن لائحة المدعوين وتغيير تاريخها (17 مارس)، والتي تم إعلان نجاحها لتولي المنصب في 28 مارس المنصرم.
يشار إلى أن المستشفى الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون قد اهتز أخيرا، على وقع فضيحة كبرى، تتعلق بـ«اختلالات» مالية وتدبيرية غير مسبوقة، ذلك أن إدارة المستشفى المذكور قد قامت بالإعلان عن صفقة تحمل رقم 06/202022، تتعلق باقتناء مستلزمات طبية بتاريخ 20 أكتوبر 2022، بقيمة مالية تصل إلى 645570 درهما (أي حوالي 64,5 مليون سنتيم)، إلا أن الغريب في الأمر أن صيدلية المستشفى الجهوي لم تتوصل بهذه المستلزمات الطبية، رغم توصل شركة S.P.N))، التي آلت إليها الصفقة بكل المبلغ المالي المحدد حسب محضر فتح الأظرفة.
وبعد تصاعد الاحتجاجات النقابية والتمريضية بالمستشفى الجهوي لمعرفة مآل هذه الصفقة، تم عقد اجتماع بمقر المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالعيون، ضم كلا من المديرية الجهوية للصحة وإدارة المستشفى الجهوي ونقابيين، حيث تم طرح مشكل عدم توصل صيدلية المستشفى بالمستلزمات الطبية موضوع الصفقة. وخلال الاجتماع اعترف رئيس قطب الشؤون الإدارية بالمستشفى الجهوي، بأن الصفقة رقم 06/202022 كانت قد أنجزتها إدارة المستشفى الجهوي، فقط من أجل تسديد ديون سابقة على ذمة المستشفى الجهوي لفائدة الشركة المعنية. واستنادا إلى المعطيات، فالأمر يتعلق بإنجاز صفقة «وهمية» غير موجودة أصلا، وذلك كطريقة يمكن من خلالها تمكين الشركة من مستحقاتها السابقة.
وأغضب هذا الرد عددا من الحاضرين في الاجتماع، حيث تم رفع توصيات بضرورة فتح تحقيق وإحداث لجان البحث والتقصي في كل النقاط الخلافية، بما فيها صفقة المستلزمات الطبية بالمستشفى الجهوي، على اعتبار أن الأمر يعتبر خرقا واضحا للنصوص التنظيمية والقانون المنظم للصفقات العمومية.
العيون: محمد سليماني
