شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

لاجئون بلا حدود

 

 

 

يونس جنوحي

مع اقتراب نهاية العام، تُرصد تحركات مكثفة لإيصال أصوات الأقليات عبر العالم، إلى منصة الأمم المتحدة.

لا يزال مشكل المغاربة المطرودين من الجزائر مثلا، يحظى باهتمام الحقوقيين المغاربة والدوليين أيضا، خصوصا مع استمرار التعنت الجزائري ومحاولة مسؤولي هذا البلد ربح الوقت من خلال إخراج النقاش عن جادته في كل اجتماع يُعقد في جنيف.

هذه الأيام، الملف الذي يخيم على النقاش الداخلي في أروقة مكاتب متتبعي ملفات حقوق الإنسان، هو ملف المُحتجزين الأفغان في باكستان.

مئات اللاجئين الأفغان جرى اعتقالهم قبل ثلاثة أسابيع فقط، أي أن ملفهم لا يزال «طريا» في باكستان. وحسب الأخبار القادمة من هناك، فإن الاعتقالات بقيت مستمرة إلى حدود نهاية شتنبر الماضي، حيث جرى اعتقال أكثر من 900 لاجئ أفغاني من قبل الشرطة الباكستانية، مع إطلاق سراح مئتي لاجئ بفضل تدخل قنصليات أجنبية في باكستان توسطت للإفراج عنهم.

وحسب ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية في هذا الموضوع، فإن الوضع الإنساني لهؤلاء اللاجئين الأفغان يبقى مقلقا أكثر من أي وقت مضى، خصوصا مع صدور تقارير، لناشطين في مجال حقوق الإنسان في باكستان. أحد هؤلاء الناشطين، واسمه «صديق الله كاكار»، صرح للصحافة الدولية قائلا إن اللاجئين الأفغان في باكستان يتعرضون لمضايقات من قبل الشرطة الباكستانية، مشددا على أن الموضوع صار مقلقا من الناحية الإنسانية، خصوصا وأن السلطات الأفغانية ممثلة في قنصلية كراتشي، سجلت عودة أكثر من مئة ألف لاجئ، وهو رقم كبير، إلى أفغانستان بحرا.

موضوع اللاجئين الأفغان يحظى الآن باهتمام دولي كبير، منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد وتركها تحت يد حركة طالبان، والتي كانت على رأس قائمة أعداء الجيش الأمريكي عند دخولهم البلاد.

وهذا يعني أن الوضع الإنساني في معظم مناطق أفغانستان مُقلق ويستدعي تدخلا دوليا عاجلا، ومن الطبيعي أن يفكر هؤلاء المواطنون في اللجوء إلى باكستان، خصوصا مع وجود مناطق حدودية تجمع سكانها روابط تاريخية وثقافية مشتركة، وتفرقها سياسة باكستان في التعامل مع اللاجئين.

مرت الآن سنتان بالضبط على انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان. أي أنه مر عامان كاملان على الصور المؤلمة للأفغان وهم يتعلقون بأجنحة وعجلات آخر طائرة أمريكية غادرت تُراب بلادهم في آخر محاولة منهم للنجاة من الفوضى التي عمت بلادهم بسبب التدخل الأجنبي وانتشار الجماعات المسلحة.

الكارثة الإنسانية التي تهدد معظم الدول التي تعيش حالات سياسية وإنسانية مثل باكستان، تتطلب حلولا عاجلة، خصوصا مع تفاقم المشاكل الاقتصادية في هذه البلدان.

هناك لاجئون حول العالم تقدر أعدادهم بمئات الآلاف، يعيشون في العراء والخيام، ولديهم أمل في العودة إلى أوطانهم يوما ما. لكن اللاجئين المُحتجزين في مخافر الشرطة والملاجئ التي تحولت إلى سجون مغلقة، تبقى أكثر ما يُقلق الحقوقيين حول العالم. خصوصا مع تنامي تقارير عن سوء المعاملة التي يتعرض لها اللاجئون، وتعنيفهم على يد شرطة الحدود. آخر هذه التقارير تحدثت عن عمليات تعذيب وخنق للاجئين. حتى أن اللاجئين من دول جنوب الصحراء الذين توجهوا إلى الجزائر، لكي يعبروا منها إلى أوروبا، تعرضوا لجرائم ضد الإنسانية، وشحنتهم السلطات الجزائرية في شاحنات مغلقة، ورمتهم على الحدود مع المغرب، ومات أغلبهم من شدة الجوع والعطش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى